وجه المفتي المعزول الصادق الغرياني، رسالة إلى أهالي سوق الجمعة وكتيبة الردع، قائلا: "لقد تكلمت في هذا الموضوع مراراً، وقلت لهم اتقوا الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة"

الغرياني، من اسطنبول، وخلال برنامجه الأسبوعي "الإسلام والحياة" عبر فضائية "التناصح" المذاع الأربعاء، تابعته "بوابة إفريقيا الإخبارية"، أضاف: "اتصلت السيدة أم وسام بن حميد، وذكرت أن عندهم مقاتلين في سجون قوة الردع وفي مصراته منذ سنوات"، متابعا: "عندهم أكثر من 2000 سجين، وهناك قادة في معارك 2011 شجعان ومخلصون في سجون الردع ظلما"


وأردف: "هذا الذي حدث في الأيام الأخيرة على منطقة شرفة الملاحة وسوق الجمعة لعله انتقام وغضب من الله، لأن هذه المنطقة هي الحاضنة لكتيبة الردع"

ودعا المفتي المعزول، أهالي سوق الجمعة إلى إعلان تبرأهم من كتيبة الردع، وفعل ما باستطاعتهم للتخلص من الظلم، وفق قوله، مضيفا: "الردع تنتمي إليهم وتحتمي بهم، وفي السابق عندما كان يحدث خلاف بين الردع وأماكن أخرى، كانت سوق الجمعة تظهر وتدافع عن كتيبة الردع"

واستطرد قائلا: "يستطيع الأعيان والوجهاء أن يضغطوا على رئيس كتيبة الردع، فلا يمكن أن تكون سوق الجمعة مرهونة لـ 5 أو 6 أفراد من المداخلة"، بحسب قوله.








ووسام بن حميد، كان قياديا في تنظيم "مجلس شورى ثوار بنغازي"، ولد عام 1977 بمنطقة الكويفية ببنغازي، عمل ميكانيكيا الى حين بداية أحداث فبراير 2011 حيث انضم الى الجماعات المسلحة المتمردة على النظام، وبرز كواحد من أشد المسلحين تطرفا وأحد  مؤسسي وآمر كتيبة شهداء ليبيا الحرة.

شغل وسام بن حميد، في وقت لاحق، منصب آمر قوات "درع ليبيا 1"  وكان وراء جرائم عدة من أبرزها جريمة السبت الأسود الذي استُهدف فيه متظاهرين سلميين في الثامن من يونيو 2013 وأدت الى مقتل وإصابة العشرات.

مع انطلاق عملية الكرامة من قبل الجيش الليبي في مايو 2014 ضد الجماعات الإرهابية، واجهتها مجموعات ومليشيات بتشكيل يضم كافة جماعات العنف لواء جديد أطلقوا عليه «مجلس شورى ثوار بنغازي» تولى بن حميد مهمة قائده العام.

أُسس «مجلس شورى ثوار بنغازي»، في الـ  20 من يونيو 2014، وكان «وسام بن حميد» ضمن مؤسسيه، الذي عرف بعدها بأنه المسؤول العسكري للتنظيم الجديد، وأصبح يكنى «أبا خطاب الليبي »، حيث ظهر «وسام» في العديد من مقاطع الفيديو التي ظهرت فيها خلفه الرايات السوداء المنسوبة لتنظيم «داعش» الإرهابي، ويتوعد الجيش والقوة المساندة لها.

وتروي مصادر عسكرية موثوقة من كتيبة «شهداء الزاوية» قصة إصابة «وسام بن حميد»، قائلة: «إن “بن حميد” حاول التقدم باتجاه الحظيرة الجمركية في منطقة بوصنيب غربي مدينة بنغازي 26 نوفمبر 2016، وكان يستقل سيارة طراز مرسيدس مصفحة تابعة للقنصلية السويدية، تمت سرقتها خلال سيطرة الجماعات الإرهابية على المقارات الحكومية والأمنية والعسكرية ببنغازي»، وعندما رصدته عناصر كتيبة الزاوية عبر مكالمات اللاسلكي والمنظار الميداني المقرب تم استهداف السيارة بشكل مباشر، فتمت إصابته وتمكن من الفرار والتحصن بأحد المنازل القريبة من الحظيرة الجمركية.


وأكدت المصادر العسكرية «أن قوات الجيش حاولت آنذاك اقتحام المنزل الذي كان يختبئ به بن حميد، إلا أنها وجهت ردا شرسا بالأسلحة الثقيلة من الجماعات الإرهابية لمحاولة فك الحصار عليه وإخراجه، حيث نجحوا في إخراجه مصاباً، وتم نقله إلى منطقة الصابري، حيث توفي متأثرا بجراحه في الـ 6 من ديسمبر 2016، أعلنت أسرته نبأ مقتله في قصف بالطيران بأحد محاور القتال غرب بنغازي يوم 17 ديسمبر2016، وتم تأبينه في ميدان الشهداء بطرابلس، وأقيمت عليه صلاة الغائب في اسطنبول.