يعتبر التوجيه المعنوي الركن المهم في إعداد وبناء منتسبي القوات المسلحة ذهنيا ومعنوياً، حيث يتعامل مع عقل ووجدان الجنود بصورة شفافة وبالغة الحساسية باعتباره رسالة تجري في أوساط مؤسسة مدججة بالأسلحة والمعدات التكتيكية الحربية ما يهدف في اسمى صوره تعزيز القدرة الدفاعية للبلاد. في هذا الحوار لبوابة افريقيا الاخبارية مع العميد خالد المحجوب آمر ادارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة العربية الليبية الذي يحدثنا بخبرته الطويلة والواسعة مع الاعلام وهو الرجل العسكري النظامي الذي جمع بين كونه ضابطا مرموقا بالقوات المسلحة العربية الليبية وشخصية اعلامية اكتسب نجاحا وشهرة و كونه الى جانب ذلك شاعرا تميز عطائه الشعري والأدبي يستعرض العميد المحجوب مختلف الجوانب بأهمية التوجيه المعنوي في عصر بات الاعلام لصيقا بالإنسان طول الليل والنهار وفي كل مكان ما يجعل المسؤولية اليوم تتطلب دراية وعمقا كما يتطرق الحوار للعديد من المحاور والملفات، ويقدم في مجمله صورة عامة للتوجيه المعنوي بالقوات المسلحة الليبية يبدأ العميد خالد المحجوب حديث عن التوجيه المعنوي في عصر المعلوماتية ووسائل الاتصال الحديثة قائلا :


 «في السابق كانت الحرب مقتصرة على سا حة المعركة او اماكن الامداد و العالم اليوم تغير وأصبحت المعركة الاعلامية من ضمن المواجهات وسلاحا من الاسلحة جعلت من رقعة مساحة المعركة اكبر، وباتت اليوم حتى من خلال البرامج المتصلة بالانترنت على اجهزة التواصل في البيوت والمقاهي، ومن ضمن تأثيرها دخول اطراف اخرى الى ساحة المعركة الاعلامية بغض النظر عن دخولهم في المواجهة المباشرة فهناك مثلا دول قد تدخل المعركة من خلال الاعلام حسب وجهات نظرها وميولها ومصالحها، دعنا نقول ان هناك معارك حسمها الاعلام و لكن المواجهة التى تحدث اليوم في ليبيا تختلف لانه السيناريو المستخدم في كثير منه مكرر لان الطرف الذي بدأ العدوان وهم الاخوان والتنظيمات الارهابية يكررون نفس السيناريو وهذا ما جعل منهم وبرغم بذخ الصرف والامكانيات والشركات الاستشارية التى يستعينون بها في موقف ضعيف و سبب ضعفهم في التاثير هو تكرار السيناريو مثل فبركة الفيديوهات وتلفيق الاخبار الكاذبة ومع ذلك ستجد من ينساقون وراء الاخوان من بعض الشباب المغرر بهم والذين يواجهون في المقابل جيشا نظاميا ومن يواجه الجيش المنظم هي مجموعات غير مدربة من الشباب المغرر بهم التابعون لوزارة الداخلية لم يتلقوا حتى تدريبات عسكرية وهذه في الواقع جريمة حرب ترتكبها حكومة السراج ومن معه بالزج بشباب غير متدرب في مواجهة قوات مسلحة مدربة وهنا يجدر الاشارة الى ما ورد في خاطب القائد العام والذي يظهر الجانب الانساني والاخلاقي للقوات المسلحة وتمسكها بقيم الاسلام والتى وردت في امر القتال بان لان لايقتل من لايرفع السلاح وان يراعى الاطفال و بمراعاة الاجانب والحرص على سلامتهم وهي تعليمات تدل على ادراك المؤسسة العسكرية وهي تؤدي دورها في المحافظة على سيادة البلاد وحدودها وان تحمي المواطن وان تحمي الدولة من الاختراق عبر الحدود البرية والبحرية او عبر التعدي على السلطات او ارتكان جهة الى السلاح كالمليشيات والإخوان المغتصبون للسلطة من خلال المليشيات ومحاربة هذا الخلل واجب اصيل للقوات المسلحة وهي تنفذ الارادة الشعبية للناس التى ملت من الذل والانكسار والهم ووضع المواطن البائس مقابل تغول للمليشيات والتى تعتبر معركتهم خاسرة ميدانيا وإعلاميا ولن يكون اعلامهم بنفس النتائج في مرحلة سابقة وهي نسخة مكررة».

وعن مفهوم الامن السيبراني ووعي المستخدم لوسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت يقول العميد المحجوب :

«أي شيء يتوقف على المستخدم ويعتبر الفضول للمعرفة لدى المستخدم مدخل يعتمد عليه في الحرب النفسية وهنا انوه على ان من اشكال الحرب النفسية التى يستخدمها الاخوان هو خلط المفاهيم وسبق ان تحدثت في الاعلام عن طريقتهم عندما يريدون تحريك الناس على سبب يجمعهم مثلا يشيعون ان هناك اغتصابات وهو امر مستفز للمشاعر ومثلا الان قصة البريوش في طرابلس هنا نقف على لعبة تمت ترتيبها وافتعالها على النحو التالي في البداية يشيعون ان طرابلس مشهورة بالبريوش وان شباب طرابلس غير قادرين على المواجهة وهذه لعبة بالالفاظ ثم تجدهم بدأوا بتوزيع البريوش في طرابلس ويبدأ جزء اخر من اللعبة بالألفاظ اذ يقال البريوش انتصر وطبعا هذا كله لعب الاخوان وهو لتحريك فئة على شيئ يجمعها وطبعا في طرابلس لايمكن ان توجه خطاب مناطقي فلاينفع القول يا ابناء القبيلة « س « او « ص « فخلقت قصة البريوش ليكون ما يجمع طرابلس».

ويتحدث العميد المحجوب عن رؤيته لعمل التوجيه المعنوي من واقع خبرته الطويلة ونجاحه الاعلامي المتميز قائلا :

«نحن الان بحاجة الى بناء مفهوم المؤسسة العسكرية المحترفة ونحن نعد خطة في التوجيه المعنوي اولا بالنسبة للقوات المسلحة لدينا طموح ان تصبح المؤسسة العسكرية مقدسة عند الليبيين خط احمر لانهم عندما يفمهون واجب القوات المسلحة تكون فعلا خط احمر فالعسكري مشروع شهيد من اجل حماية الحدود والامن والامان واقامة دولة المؤسسات وعندما تترسخ في ذهن العسكري وفي ذهن المواطن نكون حققنا اول انجاز مهم وهو تأمين استقرار البلاد بشكل مستمر من خلال مؤسسة عسكرية حقيقية يحضى فيها العسكري بتحصين فكري مهم ومعرفة لدوره فعندما نقول ضمان امن المؤسسات فذلك يعني اجهزة امنية تعمل فلاينفع ان نقول للعسكري ان لديك دور امنى فيأخذ مثلا دور شرطي مرور ليحرك السير بل دوره ضمان امن الاجهزة لتؤدي دورها ونحن كادارة توجيه معنوي هدفنا ان نخلق في ذهن الجميع سواء المواطن في الشارع او في داخل المؤسسة العسكرية انه لابد من مؤسسة عسكرية محترفة مقدسة عند الليبيين وتدعم من الدولة بما يؤمن ان العسكريين يؤدوا دورهم باحسن وضع بمعنويات عالية وهذا يحتاج الى عمل فكري ومطابخ عمل ومراعاة اختلاف المرحلة مهم جدا وهنا يجب ان نفهم ان القوات المسلحة تنأى بنفسها عن السياسة فالعسكري يقاتل من اجل القضاء على المليشيات ولا يقاتل للحصول على منصب او تكوين حزب وهو يقاتل لتأدية واجبه وبعدها يختار الشعب والعسكريون لا يخوضون صراعا على المكاسب بل يقدمون ارواحهم من اجل الوطن »

ويرد العميد المحجوب عن ترويج محاربة الدولة المدنية قائلا :

«كلمة الدولة المدنية يفسرها كل طرف او شخص على هواه وهو لفظ مطاطي فاذا كان من يفهم الدولة المدنية ان العسكري لايحكم هذا شكل وهو هنا يفهم ان عسكرية الدولة هي ان الحاكم عسكري وهناك اخر يعرفها بان الدول المدنية هي الدولة المتطورة التى تعيش العصر هذا فهم اخر وهناك ثالث يقول ان الدولة المدنية هي ان يحكم مدني اذا هو موضوع فضفاض لكن اذا اردنا ان نتفق على دولة متطورة فلنتحدث جميعا عن دولة متطورة وهي تعيش الحياة بمفاهيمها وتواكب العصر وتواكب التطورات العلمية وتصنع ازدهارا في البنية التحتية والخدمات وفيها تنوع في مصادر الدخل وتنافس شريف في الوصول الى السلطة من يتكلم عن دولة مدنية بهذا الشكل الذي نتحدث عنه الان نقول له نحن مازلنا دولة قبلية فيوم يحدث ترشيح او تصعيد سيأخذ المنحى القبلي».
 ويوجه العميد المحجوب كلمة لليبيين قائلا فيها :

«كلمتي لكل الليبين هي أن الالتفات للماضي لايصنع بلدا؛ الماضي يجب ان يكون جزءا من تاريخنا الجميل فيه والسيء منه ويجب ان لانتعاطى مع الماضي بالعواطف فلكل مرحلة خصوصيتها فعصر الملك غير عصر معمر القذافي وغير عصر فبراير غير عصر الكرامة كل زمن وله ظروفه واذا اردنا ان ننجح لابد ان ننظر الى الامام وبالاستفادة من الماضي واعتقد الان ان ثورة الكرامة واقول ثورة الكرامة لان تعريف الثورة يتضمن على ثلاث نقاط الاولى وهي نقل الواقع السيئ الى واقع افضل واذا لم يتحقق هذا لايمكن ان نطلق عليها ثورة ولهذا في بداية الكرامة كان يقال عملية الكرامة وقبل تحقيق النتائج لانستطيع القول ثورة الكرامة والقائد العام قال الثورات تقاس بنتائجها والان بدت النتائج والمنطقة الشرقية والجنوب ومن يقاتل الجيش الان هم الاخوان والنفعيون ثانيا الثورة لابد ان يقوم بها مختلف فئات المجتمع اي حتى لو قام العسكريون لوحدهم بها لاتكون ثورة والثالثة ان يكون لها اهداف القضاء على الارهاب وتحقيق كرامة المواطن والتنمية ثم لابد من قيادة فثورة من غير قيادة فوضى ولهذا يجب ان نتفق جميعا ان هناك وطن بدأ يستعيد عافيته بفض الله والقوات المسلحة والارادة الشعبية وهي فرصة حقيقية لليبيين ولنترك اختلاف قناعاتنا جانبا نحن في ادارة التوجيه المعنوي وضعنا المناهج ونجهز لبناء قوة عسكرية واعية ومحترفة وفاهمة ومؤسسة يقدسها الليبيون الذيم يعرفون دورها الحقيقي واستفادوا من الدرس الذي مرو به».

ويعلق العميد المحجوب على كثرة ترويج الشائعات قائلا :

«هي حرب استنزاف اعلامية ومن اساليب الحرب الاعلامية ان تمر بمرحلة بالصدمة ثم تعزيز الصدمة ثم استثمار النتائج وفكرة ان تعمل على تكذيب او تفنيد الادعاءات هي سياسة مرهقة لانها تجعلك دائما في حال دفاع ونحن قناعتنا ان حسم معركتنا ليس بالاعلام ومعركتنا مختلفة على الارض وعلى الواقع فالاعيب الطرف الاخر كلها وضحت ».

وعن نجاحات القوات المسلحة خلال الاربع سنوات الماضية منذ بادية معركة الكرامة يقول العميد المحجوب :

«كان تقسيم البلاد من المشروعات المطروحة والقوات المسلحة هي من اوقف التقسيم كما اوقفت تجويع واذلال المواطن عندما حررت القوات المسلحة الهلال النفطي ولو استمر لثلاث سنوات اضافية فلن يجد المواطن الخبز وكان للقوات المسلحة دورها في القضاء على الارهاب والارهابيين وكنا سنكون دولة تصدر الارهاب لو لم ينتصر الجيش على الارهاب و من كان يريد السلطة هو من اصدر العزل السياسي كي يقصي كل الناس اما من يريد بناء دولة فهو من اصدر العفو العام».