شهدت العلاقات التونسية الفرنسية و مع اندلاع ثورة 14 كانون الثاني، تشنّجات نوعية بين الأطراف الرسمية في كلا البلدين، هزّات كان قادحها مساندة حكومة سركوزي لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي(7 نوفمر1987- 14 كانون الثاني 2011)،خاصة فيما يتعلّق بالمواقف الفرنسية الداعمة لهذا النظام القمعي أثناء الثورة ، دعم وصل إلى حد إعلان وزير الخارجية الفرنسي "أليو ماري" آنذاك إستعداد فرنسا لمد بن علي بكل الوسائل المتاحة لقمع المنتفضين. 

مواقف فرنسية محبطة تجترّه الذاكرة التونسية ، كلما قفزت إلى واجهة الأحداث السياسية في تونس "العلاقات التونسية الفرنسية" خاصة منها تصريحات السفير الجديد في تونس "بوريس بوايون" الموصوفة بالتعالي على الشعب التونسي و المهينة لكرامته و ثورته و تصرفاته المستفزة و الشبيهة بتصرفات المقيم العام زمن الاستعمار الفرنسي لتونس (1881 -1956).

من واقع تقلّص مساحة الثقة بين الأطراف التونسية و الفرنسية و في محاولة لرأب الصدع في العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، خاصة أن التحاليل الإستراتيجية تقول إن أسباب القطيعة و إن بدت في مجملها كافية، إلا أنها تبدو محدودة قياسا بالمصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين ، ناهيك عن التعاون الثنائي في المجال السياسي و حقوق الإنسان وصولا إلى التعاون الأمني، نحاول أن نبسط في هذه الورقة أهم المحطات في العلاقات التونسية الفرنسية ما بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير.

18 فبراير 2011 : رئيس بلدية باريس يزور تونس

أدى رئيس بلدية باريس برتران دي لانوهي زيارة لتونس من 18  إلى 21 فبراير 2011 وذلك تلبية لدعوة من الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان ومن الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات.وأفادت بلدية باريس في اتصال مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء أن زيارة رئيس بلدية العاصمة الفرنسية "ستكون مناسبة للتعبير عن دعم باريس للشعب التونسي وللجمعيات الناشطة في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية والتعددية"، كما ستمكن من إطلاق مشاريع جديدة وملموسة في ميادين التضامن والاقتصاد والثقافة .

25 مارس 2011: وزير الصناعة الفرنسي يزور تونس لتنمية التعاون بين البلدين

قام وزير الصناعة والطاقة والاقتصاد الرقمي الفرنسي اريك بيسون زيارة الى تونس تستمر يومين لتثبيت الثقة وتطوير الشراكة الصناعية بين البلدين. وقال بيسون الذي زار مدينة الكاف (شمال غرب) "جئت لاعداد خطة عمل فرنسية تونسية خصوصا في مجالات الصناعة والطاقة والتنمية الجهوية".واضاف انه يزور تونس ليحاول "توجيه رسالة ثقة بين الصناعيين" في البلدين "ولزيادة شراكتهما خصوصا في قطاعين اساسيين: السيارات والنسيج" وهما من القطاعات التي توفر فرص عمل كثيرة.ووقع بيسون الخميس في تونس اتفاق تعاون في مجال الطاقات المتجددة واعلن عن احداث لجنة فرنسية تونسية للصناعة ومعهد تكنولوجي لتكنولوجيات الاعلام والاتصال.واضاف "ان تونس ستشارك في مجمع ميدغريد لتنمية الاتصالات الكهربائية في المتوسط".

27 أبريل 2011 وزير التعاون الدولي الفرنسي يزور تونس

بحث هنري رينكور وزير التعاون الدولي الفرنسي مع وفد وزاري تونسي في 27 أبريل 2011 جوانب التعاون بين فرنسا و تونس خلال المرحلة الإنتقالية وذلك في لقاء بالخارجية الفرنسية. وضم الوفد التونسي وزراء المالية و التجارة والسياحة و المواصلات و التدريب المهني والعمل .وقال برنار فاليرو المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية أن رينكور قد تحدث في هذا الاجتماع عن التزامات فرنسا تجاه تونس والتي تتمثل في مساندتها للجهود التونسية الرامية إلي إعادة الثقة في الاقتصاد التونسي وذلك بتقديم 350 مليون يورو كقروض ثنائية لتمويل عدد من المشاريع لدفع عجلة الاقتصاد التونسي في المرحلة القادمة.واتفق الجانبان علي دعوة تونس الى اجتماع الدول الصناعية الكبرى الذي يعقد في دوفيل في شمال غرب فرنسا في 

16 مايو 2011 :وزير الداخلية الفرنسي يزور تونس لأول مرة بعد الثورة:

قام وزير الداخلية الفرنسي كلود غيان في 17 مايو 2011 بأول زيارة الى تونس حيث اجرى خصوصا محادثات مع نظيره التونسي الحبيب الصيد ورئيس الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي.و أعرب غيان بعد محادثاته مع السبسي عن "الأمل في أن ترافق فرنسا تونس في طريقها نحو الحرية والديموقراطية وكذلك في سائر مجالات الحياة العامة"،.واكد ان "الامن يشكل مجالا للتعاون بين البلدين" موضحا "متى احتاجت تونس الى هذا التعاون سنكون الى جانبها لان إرساء الديموقراطية يحتاج إلى الأمن".وأضاف أن "الشعب والحكومة الفرنسيين اللذين لم يتوقعا قيام ثورة في تونس تابعا بحماس ما يجري بالبلاد ويواصلان المتابعة بكثير من الاهتمام".

17 مايو 2011 الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي في زيارة رسمية إلى فرنسا:

قام الوزير الأول في الحكومة الانتقالية الباجي قائد السبسي زيارة رسمية إلى فرنسا  يومي الثلاثاء والاربعاء 17 و18 ايار/مايو بدعوة من نظيره الفرنسي فرنسوا فيون.وكان  للوزير الأول، خلال زيارته محادثات مع كل من رئيس الجمهورية الفرنسية نيكولا ساركوزي والوزير الأول فرانسوا فيون ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي وشيخ مدينة باريس برتران دولانوي.

6 يونيو 2011: رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي يزور فرنسا لأول مرّة منذ 25 عاما

أدى رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي في 6 جوان 2011 زيارة إلى فرنسا لأول مرّة منذ 25 عاما وشارك القيادي في حركة النهضة (الحركة الإسلامية التونسية) في بورجيه (شمال باريس) في اللقاء السنوي الثامن والعشرين لمسلمي فرنسا تحت عنوان “الأخلاق في الإسلام أمام تحديات زماننا". بتنظيم من اتحاد منظمات مسلمي فرنسا، إحدى اكبر حركات المسلمين في البلاد المعروفة باستلهامها من جماعة الإخوان المسلمين.

17  تموز/يوليو2012:الرئيس التونسي يزور فرنسا لإصلاح ما أفسده ساركوزي:

أدى الرئيس التونسي منصف المرزوقي في 17 جويليا 2012 أوّل زيارة، بعد ثورة 14 كانون الثاني/ يناير 2011، إلى فرنسا، في خطوة لافتة لرفع التوتر الشديد الذي عرفته العلاقات بين البلدين بسبب مواقف رئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي المؤيدة لنظام بن علي خلال الثورة التونسية. رغبة تونسية قابلها رئيس فرنسا الجديد "فرنسوا هولاند" بالتأييد و رغبة واضحة في محو الآثار السلبية لمواقف سلفه من تونس.وقال المرزوقي خلال كلمة ألقاها في الجمعية الوطنية الفرنسية: "انتم تتذكرون هفوات بعض الوزراء الفرنسيين خلال الثورة. هذه الهفوات تركت آثارا في تونس، وأنا أريد إزالة هذه الآثار".

4 سبتمبر 2012:وفد فرنسي يزور تونس لإعداد تقرير حول الشراكة المميزة للاتحاد الأوروبي مع البلاد

زار وفد من لجنة الشؤون الأوروبية بمجلس الشيوخ الفرنسي في 4 سبتمبر 2012 ، تونس لإعداد تقرير حول الشراكة المميزة للاتحاد الأوروبي مع البلاد، يتضمن توصيات في شكل مقترحات حلول وأراء سياسية، سيتم تقديمها خلال الخريف القادم .و أرجع عضو مجلس الشيوخ الفرنسي « سيمون سوتور »، خلال ندوة صحفية عقدت بمقر إقامة السفير الفرنسي بتونس، زيارة الوفد لتونس للإطلاع على مدى تقدم مسار الانتقال الديمقراطي وخاصة بعد إمضاء اتفاق الشراكة المميزة بين تونس والاتحاد الأوروبي في نوفمبر 2012 .هذا وقد جمع اللقاء أعضاء الوفد الفرنسي بعدد من أعضاء الحكومة والنواب من الأحزاب الحاكمة والمعارضة والفاعلين الاقتصاديين إلى جانب ممثلين عن المجتمع المدني وخاصة شبكة " أوروماد " لحقوق الإنسان.

4 يوليو 2013: الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند يزور تونس و يعد بمساعدة تونس لدعم التحول الديمقراطي:

أدى الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند،في 4 يوليو2013 في أول زيارة لتونس منذ الثورة و قبل اكثر من عامين بسبب دعم الرئيس السابق نيكولا ساركوزي لنظام بن علي.وقال هولاند إن بلاده تثق في نجاح الانتقال الديمقراطي في مهد الانتفاضات التي شهدها العالم العربي وان فرنسا ستقدم لتونس مساعدات بقيمة 500 مليون يورو خلال العام المقبل ضمن جهود باريس لدعم التحول الديمقراطيوأضاف اولاند ان باريس جاهزة لاعادة تأسيس علاقة جديدة مع تونس وتقديم دعم اقتصادي وسياسي لحكومة يقودها الاسلاميون واصفا الانتقال الديمقراطي بأنه نموذج في المنطقة.

7 فبراير 2014: فرنسوا هولاند يزور تونس بماسبة المصادقة على الدستور التونسي الجديد

أدى الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند زيارة إلى تونس يوم 7 فبراير 2014 وذلك للمشاركة فى موكب رسمى تنظمه رئاسة الجمهورية التونسية بمناسبة المصادقة على الدستور التونسى الجديد.ويذكر أن الرئيس الفرنسي كان قد هنأ الشعب التونسى يوم الاثنين الماضى بالمصادقة على الدستور الجديد الذى اعتبره خطوة هامة على درب استكمال الانتقال السياسى.

24 أبريل 2014: وزير الخارجية الفرنسي في زيارة رسمية إلى تونس

أدلى كل من وزيري الخارجية الفرنسي والألماني زيارة رسمية مشتركة إلى تونس يومي 24 و25 أبريل الجاري. وحسب بلاغ وزارة الخارجية فإن هذه الزيارة تأتي في إطار دعم مسار الانتقال الديمقراطي.

28 أبريل 2014: رئيس الحكومة التونسي مهدي جمعة يؤدي زيارة إلى فرنسا

يؤدي رئيس الحكومة المكلفة مهدي جمعة زيارة رسمية الى فرنسا اليو و غدا ، 28 و29 ابريل الجاري ، بدعوة من الوزير الأول الفرنسي مانوال فالس.وتندرج هذه الزيارة، وفق بلاغ صادر عن وزارة الشؤون الخارجية، “في إطار تعزيز علاقات التعاون مع فرنسا، باعتبارها الشريك الأول لتونس”.ويرافق رئيس الحكومة في زيارته الى فرنسا عدد من اعضاء الحكومة، الى جانب وفد من رجال الأعمال التونسيين تتقدمهم رئيسة منظمة الاتحاد التونسي للتجارة والصناعة والصناعات التقليدية وداد بوشماوي.ويجري مهدي جمعة خلال هذه الزيارة محادثات مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، والوزير الأول مانوال فالس، ورئيس مجلس النواب كلود بارتولون، ووزير الشؤون الخارجية لوران فابيوس. كما يجري سلسلة من اللقاءات مع رجال الأعمال والصحافة الفرنسية، حسب بلاغ وزارة الشؤون الخارجية.