ساد الهدوء، أمس السبت، في شارع الرشيد الحيوي وسط العاصمة العراقية بغداد بعد أن كان مسرحا لمواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن على مدى أسابيع.

ويعتبر شارع الرشيد من أقدم شوارع العاصمة، حيث دشن لأول مرة إبان الدولة العثمانية عام 1908، وتحول على مر السنوات إلى سوق رئيسية في قلب بغداد.

ويقع الشارع بين ساحة التحرير، معقل المتظاهرين، ومنطقة السنك التي تشرف على جسر الأحرار، وهي مناطق تشكل مركز التجمعات المناهضة للحكومة والطبقة السياسية الحاكمة.

وقال مصدر في شرطة بغداد: "المتظاهرون انسحبوا من جسر الأحرار وساحة الوثبة القريبة منها وصولا إلى منطقة حافظ القاضي، باتجاه ساحة التحرير".

وأضاف المصدر، وهو ضابط برتبة نقيب طلب عدم نشر اسمه، أن "أعدادا قليلة من المتظاهرين لا تزال هناك لإكمال عمليات التنظيف بالتعاون مع القوات الأمنية".

وأشار إلى أنه "من المحتمل عودة جسر الأحرار إلى الخدمة خلال الساعات المقبلة"، متابعاً أن "الحياة الطبيعية بدأت تعود إلى ساحة الوثبة وشارع الرشيد، حيث أعاد أصحاب المحال التجارية فتح محالهم، مع توافد المواطنين للتبضع".

وكان شارع الرشيد مسرحاً لمواجهات دموية بين قوات الأمن والمتظاهرين في الأسابيع الماضية، خلال النزاع بين الجانبين الذي عرف بـ"حرب الجسور".

وأغلقت المتاجر أبوابها منذ تشرين الأول/أكتوبر الماضي، كما أن نيران النزاع طال العديد من المتاجر والمخازن التجارية في المنطقة.

إلا أن وتيرة المواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن تراجعت بصورة كبيرة منذ نحو أسبوعين تزامناً مع بدء حملة منسقة لاغتيال واختطاف ناشطين في الاحتجاجات بأرجاء البلاد.

ويشهد العراق احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وتخللتها أعمال عنف خلفت 497 قتيلا وأكثر من 17 ألف جريح، وفق إحصاء استنادًا إلى أرقام مفوضية حقوق الإنسان (رسمية) ومصادر طبية وأمنية.