بعد نجاتهم من الموت على يد الميليشيات المسلحة الليبية، أثناء عودتهم من ليبيا، التقت «فيتو» بعدد من المصريين الفارين من الموت في ليبيا، والذين سردوا معاناتهم هناك وأثناء عودتهم، مجمعين على أن ما تعرضوا له من معاملة سيئة كان متعمدا.

«المعاملة السيئة»

ومن ضمن الضحايا، العامل المصري "صالح على الطاهر"، الذي سرد قصته قائلا: «سافرت إلى ليبيا منذ عامين ونصف للعمل كمبيض محارة وللأسف معاملة الليبيين للمصريين كانت من أسوأ ما يكون خاصة عقب تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي الحكم».وأضاف: «إن بعض الليبيين منعوا سيارات الإسعاف عقب إطلاق النار بشكل عشوائي على المصريين في المنطقة الحدودية بين ليبيا وتونس، قائلين خلي السيسي يعالجكم ورفضوا عبور المصريين إلى مطار تونس للخروج».

وتابع الطاهر: «تمت إهانتنا على الحدود التونسية والليبية، وأخدوا كل ما نمتلك وعدنا يا مولاي كما خلقتني، ونطالب الحكومة بصرف تعويضات لنا".ووصف حسين على قناوي، أحد المصريين العائدين من ليبيا، معاملة المصريين هناك بـ«غير الآدمية» حتى قبل اندلاع الأحداث هناك.

«فرار المصريين»

وقال قناوى، إبن قرية العمرة بمركز "أبو تشت" بمحافظة قنا: «معاملة الليبيين غير آدمية منذ البداية، وهو ما دفعنا بعد تطور الأحداث الأخيرة إلى السفر والعودة إلى مصر»، لافتًا إلى وجود ما يقرب من نصف مليون في مساحة ربع فدان في تونس على الحدود بعد الإعلان عن الجسر الجوي.

وأضاف: «تعرض المصريون لإطلاق رصاص حى من قبل الليبيين بعد حدوث مشادات بينهم.. الليبيون أمروا المصريين باقتحام البوابات التونسية عنوة، لكنهم اضطروا في النهاية إلى الامتثال للأوامر التونسية بالعودة إلى الأراضي المحايدة بين تونس وليبيا».ولفت «قناوي» إلى قيام الليبيين بإذلالهم عبر رمي زجاجات المياه كي يشربوا ويضحكوا بقولهم: «المصريين بيطحنوا بعض علشان المياه».

«قتل المصريين رميا بالرصاص»

وتابع: «فوجئنا بعد ذلك بجمع الليبيين ما يقرب من 300 مصري بأحد العنابر وقاموا بإطلاق نار عشوائي عليهم فسقط 13 قتيلا مصريا».وأصيب أحد العاملين المصريين بليبيا ويدعى "ياسر أمين"، في قدمه بعاهة مستديمة بسبب إصابته بطلقات ونيران مدفعية ميليشيات ليبيا، خلال محاولة هروبه للعودة إلى الوطن، ما يؤكد وحشية الإرهابيين.وقال ياسر أمين عبداللطيف، أحد الفارين من ليبيا، إنه كان يجلس ومجموعة من المصريين داخل منزل خاص بهم في ليبيا، وفوجئ بدخول ملثمين يحملون الأسلحة أوقفوا الجميع ثم أطلقوا النيران بشكل عشوائي.

من جانبه، قال رجب أحمد، من محافظة قنا، أحد العمالة المصرية العائدة من من الجحيم الليب، إنه نجا بأعجوبة ووصل إلى الحدود الليبية التونسية ومعه مجموعة من زملائه من محافظات مختلفة.وأضاف أحمد: "إن معاملة السلطات التونسية لنا كانت جيدة للغاية، وكان هناك احترام للمصريين الكبار في السن"، مضيفا أنه تم نقلهم بأتوبيسات من الحدود التونسية الليبية، إلى ميناء جربيس تمهيدا لقدوم السفينة عايدة 4 لنقلهم لمصر.وأوضح أنهم ظلوا بلا طعام ولا شراب خلال رحلتهم من ليبيا وتحديدا من الزنتان، بعد أن استولت الميليشيات الليبية على كل ما معهم من أمتعه وأموال.

«تعذيب المصريين»

وقال أحد المواطنين العائدين من ليبيا، إن مسلحين هجموا على منازلهم في طرابلس، وحصلوا على كل ما معهم من أموال، وأحرقوا منازلهم بعد أن قيدوهم وأمروهم بالزحف على بطونهم حتى خرجوا من الشارع الذي تمت فيه الواقعة.وأضاف: "روحنا لناس نعرفهم إدوا كل واحد فينا 100 دينار، صرفناهم في المواصلات لحد ما وصلنا الحدود، ورجعنا من ليبيا بعد سنين الشغل من غير مليم واحد، ولا بقى معانا أسود ولا أبيض".

وأكد رياض أحمد على، أحد العاملين المصريين العائدين من ليبيا، تعرض جموع المصريين هناك إلى معاملة سيئة للغاية، مضيفا: «سحبوا جواز سفري وحتى أتمكن من استرجاعه اضطررت إلى دفع مبلغ 1200 دينار حتى أتمكن من استرداده»، مشيرا إلى أن المصرى مكروه لدى الليبيين الذين يستحلون كل ما يمتلك، قائلًا: «كانوا يتلذذون بتعذيبنا».وأضاف رياض: «تلك الميليشيات اقتحمت مسكننا ليلًا واصطحبونا إلى البحر لإجبارنا على دفع إتاوة، ووصل الأمر لدرجة أن الليبيين عندما كنا نذهب لشراء الخبز كانوا يقومون بضربنا وأخذ الخبز منا».

*بوابة «فيتو» الاخبارية