دعا المسؤول الليبي السابق عمار الطيف الليبيين إلى الجنوح للمقاومة السلمية التي هي  الاختيار الأفضل لإعادة الروح الوطنية والوحدة الوطنية ودفن الأحقاد والثارات والقتل والتشتت، والابتعاد عن الحماية الأجنبية، التي أدخلت الكثيرين في خانة العمالة.

وقال الطيف في تدوينة له بموقع "فيسبوك" أن النداء الأول للقوى الوطنية كان "مناسبة وطنية إلتقى حولها عدد من الوطنيين مجمعين الرأى على ضرورة بداية العمل الوطني لجمع تيار ثالث يُعدّل من ميزان القوة والتي وقفت عند تيارين سياسيين طيلة العشرية الكبيسة، قاد صراعهم على السلطة والمال، إلى استجلاب الاستعمار الاجنبي  واحتلال البلد و وصل بنا الحال إلى وقوف رؤساء ووزراء لدول اجنبية على الأرض الليبية وإعلان انتصاراتهم على  ليبين، وأصبح المتصدرين للمشهد السياسي، لا يملكون إلا التصفيق لهؤلاء وهم يحتفلون بانتصاراتهم علينا،  أو أولئك   الذين يستقووا  بالأجنبي على إبن البلد ويمكنونه من  قواعدنا  الجوية وثكنات جيشنا،  ومؤسساتنا السيادية والاقتصادية".

وأضاف الطيف "كانت مجمل التعليقات والتدخل والاراء كلها تمتلى بالحسرة، لما وصل اليه الحال وفي نفس الوقت تعج  بالتصميم على العمل لتجنب السقوط الاخطر  إلا أن مطالب الجميع  تمحورت حول من أين نبدأ ؟  وكيف نبدأ؟ وفي وسط ذلك وجوهره (من يبدأ) من  يقود العمل؟ من يشعل الشمعة  لا أقول من يشعل النار؟ من يشعل شرارة انارة  الدرب؟ لا من يشعل الحرب ؟ ، من  هي( القيادة )  التي تُجمع   القوة الوطنية  عليها والالتفاف حولها؟، هل هي فرد، أم مجموعة،  هل هي مختارة أو تفرض نفسها بعمل وطني على الساحة الوطنية؟".

وأردف الطيف " كل ذلك، وفي خضم هذه الفوضى وهذا العبث وسيل الاتهامات، والاتهامات المضادة، والمعلومات المغلوطة والصادقة، والتاريخ المشوه المنقول والمكتوب،  الصادق والملوث بالشك مرة والضغينة مرة اخرى  ولكن يظل الأمل  في أن النقطة التى نلتقي جميعا حولها، هي أن القوى الوطنية أفرادا وجماعات، وبما لا يدع مجالا  للشك ( موجودة)، بعضها معروف وبعضها غير معروف،  بعضها مفرز وتمت تجربته وبعضها لم يفرز ولم يجرب علينا أن نفكر كيف نستفيد  من هذه القوة المفرزة والمجربة؟، كيف لا تكرر هذه القوة أخطائها؟، كيف تتصل ببعضها وتنسق مواقفها على خريطة ليبيا؟ ونحن في إطار عمل شعبي غير مؤطر في أشكال حزبية أو نقابية   أو مشيخات اجتماعية، وأن كان في نفس الوقت هو خليط من هذا وذاك".

وزاد الطيف "أما المشكلة الحقيقية هي كيف نتعرف على القوة الوطنية الغير مفرزة، بمعنى تلك التي لم تشتغل في السابق بالعمل العام والشعبي والنضالي؟ كيف يتم التعرف عليها وتنظيمها؟ كل هذا ونحن نتكلم عن خلق تيار ثالث لقيادة العمل الوطني، في ضوء ما وصل إليه حال الوطن، وفق ماورد في النداء الأول وهو ما نال اتفاق جميع المتدخلين في وصفه وطريقة علاجه والاتفاق حول ضرورة تنظيم القوة الوطنية لمقاومة الاستعمار الجديد وإعادة بناء الدولة الليبية، والذي أصبح مطلبا حياتيا في الشكل والجوهر".

وأضاف الطيف "إني هنا لا أدعو لتكوين حزب أو أحزاب ولا   أُنادي بتشكيل مسلح  للقتال .  فقد أثخنت المعارك المسلحة جسد ليبيا، ومزقته الأحزاب والقبائل والجهوية" مردفا "إنى وبكل صراحة أدعوا لتجميع تيار وطني بكل  فسيفساه  الفكرية والاجتماعية، يلتقي على هدف عالي أساسي  ووحيد   ((استقلال  ليبيا ووحدتها))".

وتابع "لقيادة العمل دعونا نفكر جميعا قد نبحث عن غاندي ليبي، وقد يكون هذا الغاندي  فردا ليبيا، أو مجموعة من الليبيين،  تلعب دور غاندي" وأضاف "أن المقاومة السلمية بالشعب بقيادة نخبه على كل شبر من الأرض الليبية هي الطريق الأصلح والأنجح  لتحقيق السلم الاجتماعي ، الذي يشكل أساسا لنجاح المقاومة الشعبية".

وقال الطيف "نحن لسنا ضد أن يحكم السراج أوحفتر أو عقيلة أو الصلابي، أو الكبتي ، أو حزب العدالة أو حزب الوطن نحن مع من يطلب خروج الأجنبي من الأرض الليبية أو يرغمه  على ذلك، ويفرض النظام ، يعيد الدولة والأمن السياسي والاقتصادي للمواطن الليبي نحن مع من يكتسب قوّته وشرعية وجوده في السلطة، من صوت المواطن الليبي وليس بقرار من الاجنبي، نحن مع الشرعية الليبية وضد الشرعية الدولية ( الكذبه ) ذلك هو الصوت والمبدا والحل الذي يجب أن نتفق عليه ونعمل من خلاله ونصر على نجاحه".

وأردف الطيف "ليس لنا إلا الشعب مصدر الشرعية والقوة والشعب لا يخون وطنه ونفسه" وأضاف "ليبدأ كل منا بنفسه  ويحدد دوره في واجب النهوض بوطنه والتصدي للسقوط الذي قادتنا له المؤامرة الدولية ثم يبدأ في جمع الذين حوله والذين لديهم نفس الأهداف ونبدأ في تشكيل اللجان المحلية للتيار الوطني ابتدأ من البلدية أو المجلس إلى عموم ليبيا  وعلى كل المستويات  لقيادة تيار سلمى غير مسلح يبني السلم الاجتماعي،  العمود الفقري في  وحدة الليبيين   ووطنيتهم ، لخلق القاعدة الشعبية المتينة لاحتضان المقاومة السلمية".

وأضاف الطيف "أن الجنوح للمقاومة السلمية هو الاختيار الأفضل لإعادة الروح الوطنية والوحدة الوطنية ودفن الأحقاد والثارات والقتل والتشتت، والابتعاد  عن الحماية الأجنبية، التي أدخلت الكثيرين في خانة العمالة" وتابع "ان المقاومة السلمية، لما يحصل اليوم بالمسيرات والاحتجاجات والوقفات والعصيان المدني ، كفيل باعادة الشعور الوطني وتوسيع دائرة الضغط الشعبي ورفع صوت الوطن عاليا بدل الخضوع والاستكانة للروح الانهزامية ،  والتي جعلت منا  طوابير خرساء، تؤيد هذا الطرف ضد الطرف الاخر دون فهم أو وعى قسمونا مدن وقبائل، وحولوا أرضنا ميدان  صراع لقوى اجنبية".

وزاد "أن لجان  المجتمع المدني شكل ملائم لتنظيم المقاومة السلمية،  لماذا لا نقلد هذا النهج ونحوّل هدفها إلى  خدمة الوطن، بدل أن كانت أداة لقوى أجنبية  في تحطيم البنيان الوطني ." مضيفا "علينا أن نفكر كيف نجعل من قواتنا المسلحة سواء تلك التي تتبع حفتر أو تلك التي تتبع السراج حامية للشعب والوطن بدل أن تكون طابور شرف لتقديم التحية للأجنبي المحتل للوطن ".

وختم بالقول "علينا أن نفكر ونحن ننظم أنفسنا كيف نُحيّد   أبنائنا ممن أدخلتهم الأحداث إلى اتون   الحرب والمليشيات،  ونقدم لهم ضمانات عودتهم للحياة السلمية لنصل بعد ذلك إلى  مرحلة الانتفاضة الشعبية  التي يدشنها   جموع الليبيين".