"النهضة جربت الحكم وفشلت وآن لها أن تجرب التموقع في المعارضة لعلها تصبح مؤهلة للحكم مستقبلا...بعض المتطرفين في النهضة يجدفون ضد التيار...لا وجود لتيار استئصالي في نداء تونس وسنتحاور مع جميع الأطراف حول تشكيل الحكومة لكن تحالفاتنا في الحكم مشروطة بتوفر برنامج إنقاذ وطني مشترك... ليس من صلاحيات المرزوقي تكليف رئيس الحكومة المقبل وتجاوزات خطيرة ارتكبها هذا الأخير في حملته الإنتخابية...كل ما يروج من أسماء لترأس كرسي القصبة مجرد إشاعات ...تصنيف الكفاءات الوطنية ضمن خانة رجالات بن علي غير لائق...السبسي سليم البنية الجسدية والذهنية ووضعه الصحي أفضل ممن يصغرونه سنا والمناظرة مع المرزوقي لا معنى لها ... ننتظر الموقف الذي ستصدره الجبهة الشعبية...حظوظ مرشحنا وافرة جدا في الوصول إلى قرطاج ورسالتي للجمهوري هي :"خانها ذراعها قالت مسحورة"..."
هذا غيظ من فيض مما جاء على لسان الأمين العام لحركة نداء تونس وأحد أهم قياداتها الطيب البكوش في حوار حصري ل "بوابة إفريقيا الإخبارية" تطرق من خلاله إلى جميع رهانات حزبه السياسية و الإنتخابية ولا سيما تحالفات نداء تونس في المرحلة القادمة وخارطة علاقاته مع مختلف الأحزاب خاصة مع حركة النهضة والجبهة الشعبية.
الطيب البكوش تحدث كذلك عن حظوظ الباجي قايد السبسي في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية وبرنامجه في إنقاذ كيان الدولة التونسية وهيبتها وكذلك إنقاذ التونسيين من براثن غول الإرهاب المتربص بهم وغيرها من الملفات الحارقة التي تهم التونسيين موجها لهم دعوة في الأثناء وخصوصا الشباب منهم إلى المشاركة بكثافة في الدور الثاني من السباق الرئاسي من أجل تفعيل مسيرة إنقاذ تونس.
وفي ما يلي نص الحوار.
ما أسباب تأجيل الحسم في تشكيل الحكومة المقبلة؟ و ماهي الأطراف السياسية التي ستشارك فيها؟
نحن قلنا،حتى قبل موعد الانتخابات الرئاسية في دورها الأول، إن حركة نداء تونس ستشرك كل الأطراف السياسية وكذلك بعض الكفاءات الوطنية في المشاورات والمفاوضات حول تشكيل الحكومة المقبلة. أما بخصوص المشاركة في تركيبة الحكومة فهي ستكون على أساس الاقتناع بتطبيق برنامج وطني كامل للإنقاذ. ولذلك فالحوار حول تشكيل الحكومة سيكون مع الجميع ولكن المشاركة في الحكم ستكون وفق توفر برنامج إنقاذ وطني مشترك وسيقع الإعلان عن ذلك في إبانه.
أسماء بعينها تم تداولها لترأس الحكومة المقبلة، فهل من توضيح؟ وهل صحيح أنكم من بين المرشحين لكرسي القصبة؟
كلها إشاعات وبالونات تحتوي أحيانا على نوع من بث البلبلة في أذهان المواطنين. وبالنسبة لشخصي، أبين أنه لا توجد ترشيحات تخصني في رئاسة الحكومة لأن منصب رئيس الحكومة المقبلة سيحدد بعد الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وماذا بخصوص رفض نداء تونس لرسالة التكليف التي كان قد أرسلها لكم المرزوقي؟ وما أسباب إصراركم على هذا الرفض؟
الدستور نص على أن الرئيس الجديد المنتخب من الشعب هو من سيقوم بتكليف رئيس الحكومة المقبلة بتشكيل حكومته وليس الرئيس المؤقت الذي كان من المفروض أن لا يتجاوز مدة عام في الحكم. ولذلك فإن تكليف رئيس الحكومة ليس من صلاحيات المرزوقي.
رئيس كتلة نداء تونس بالبرلمان أصيل الجنوب، فهل أن هذا الأمر رسالة واضحة وذكية إلى الناخبين هناك ومحاولة مقصودة منكم لإحتواء تصريحات السبسي التي آثات بعض التململ في الجهة؟
لا علاقة لتعيين رئيس كتلة نداء تونس بهذه المسألة ولا علاقة لاختيار رئيس كتلة الحزب من الجنوب بالجهويات. اختيار رئيس الكتلة تم وفق معايير معينة من بينها الكفاءة و بالنسبة لنا لا يوجد فرق بين شمال وجنوب.
هل سيعول نداء تونس على رجالات بن علي في تشكيل الحكومة المقبلة مثلما ما يتردد؟
هذا نوع من التصنيف أرفضه. نحن ننظر إلى مختلف الشخصيات الوطنية من منطلق كفاءتها وقدرتها على خدمة البلاد بغض النظر عن أنها انتمت أولم تنتم إلى النظام السابق. ولذلك نعتبر أن هذا التصنيف الذي يطلقه البعض غير لائق.
هناك حديث عن تململ من نداء تونس تجاه رئيس حر كة آفاق تونس ياسين براهيم، فهل من تعليق؟
لا وجود لأية مشاكل تذكر مع آفاق تونس ورئيسها.
رفض الباجي قايد السبسي إجراء مناظرة مع المرزوقي أثار جدلا في الساحة السياسية وتم تأويله بكيفيات متعددة، فلو توضحون لنا الأسباب الحقيقية لهذا الرفض؟
المناظرة ليس لها أي منطق أو معنى في ظل الأوضاع الراهنة لأن الظروف الأخلاقية والسياسية لإجراءها غير متوفرة. فعندما تصف خصمك السياسي بأنه طاغوت أو "أعوذ بالله" وغيرها، فهذا غير معقول، إذ لا يعقل أن تجلس مع هذا الطرف في مناظرة لأن هذه المسألة تسيء إلى صورة وموقع الرئيس لدى الشعب، إضافة إلى عدم توفر تقاليد وشروط معينة لإجراء المناظرة. أيضا بودي طرح سؤال وهو كالآتي:" في أي موضوع سيناظر رئيس الجمهورية؟ بمعنى هل لديه برنامج يناظر فيه"؟، فصلاحيات رئيس الجمهورية لا تتعدى الخارجية والدفاع، لا سيما ونحن ندرك تمام الإدراك أن نتائج السياسة الخارجية كانت كارثية طيلة حكم المرزوقي. في المقابل تكون البرامج الاقتصادية والاجتماعية والسياسية من صلاحيات رئيس الحكومة.
حزب الباجي قايد السبسي فاز في الانتخابات التشريعية والحكومة المقبلة ستضطلع بمهام تنفيذ برنامجه الانتخابي الذي وعد به ناخبيه. كذلك نجاح المرزوقي في الانتخابات سيعرقل عمل الحكومة القادمة وسيعرقل تفعيل سياساتها في إنقاذ البلاد. ولكل هاته الأسباب ،فالمناظرة لا معنى لها أصلا.
الحملة الانتخابية لكل من السبسي والمرزوقي تضمنت خروجا عن النص وعدة تجاوزات في العديد من المناسبات، فبماذا تردون؟
الحملة الانتخابية للمرزوقي تجاوزت الحدود إلى حد كبير. الحديث عن عودة النظام القديم مثلا يدخل ضمن هذه التجاوزات، فعن أي نظام قديم يتحدث؟ هذا لا معنى له؟. توجد أمور سخيفة عدة ينشرها المرزوقي وغايتها الطعن في خصمه.
أما بالنسبة للسبسي، فلم نلاحظ وجود لكلام خارج عن حدود المعقول.
لكن هناك زلات لسان وبعض الأخطاء التي ارتكبها السبسي خلال حملته الانتخابية منها التصريحات المتعلقة بناخبي المرزوقي بجهة الجنوب واعتدائه اللفظي على أحد الصحفيين، فبماذا تردون؟
لا وجود لأي تصريح للسبسي تحدث خلاله عن الجهويات. وكل ما روج حول هذه المسألة مغلوط وتم تأويله بطريقة خاطئة. السبسي قال إن بعض الأطراف التي ساندت المرزوقي تنتمي إلى جهات تكفيرية ومورطة في العنف ولم يقل أهل الجنوب. أما بخصوص زلة لسانه تجاه أحد الصحفيين فهو اعتذر عن ذلك في الإبان. أيضا من الملاحظ أن المرزوقي قام بمهاجمة الإعلام أكثر من السبسي.
شعار "ننتصر أو ننتصر" الذي يعتمده المرزوقي في حملته الإنتخابية، والذي اعتبر شعار حرب هل يؤشر على أن سيناريو "لوران قباقبو" يمكن أن يتكرر في تونس؟
شعار " ننتصر أو ننتصر" شعار حرب وهو شعار خطير. نحن نرجو أن لا يتكرر سيناريو قباقبو في تونس. ولكن عندما يرفع شعار مفاده أن نجاح السبسي في الانتخابات لا يمكن أن يتحقق إلا بالتزوير، فهذا أيضا من المسائل الخطيرة ويتضمن عدم اعتراف مسبق بنتائج الانتخابات وكذلك فيه تشكيك في عمل الهيئة العليا للانتخابات وتحذير للشعب التونسي وتهديد له من طرف هذه الميليشيات.
هل صحيح أنكم طلبتم من حركة النهضة لجم قواعدها حتى لا تصوت لفائدة المرزوقي بكثافة في الدورة الثانية من الانتخابات؟
لا، لم نطلب مطلقا من النهضة لجم قواعدها حتى لا تصوت للمرزوقي.
وكيف تقرؤون قرار مجلس شورى النهضة بالإبقاء على موقفه الأول أي الحياد تجاه مترشحي الرئاسة؟
موقف مجلس الشورى بالنهضة هو تأكيد لموقف الحركة في البقاء على الحياد وترك الخيار لقواعدها في الدور الثاني من الرئاسية. ويمكن اعتبار أن هذا الموقف محترم بشرط عدم تزامنه مع موقف آخر خفي وغير ظاهر يصب في خانة دعم المرزوقي.
موقف الجبهة الشعبية وإن يبدو واضحا وحاسما بالنسبة للمرزوقي فإنه يبدو منقوصا و "غير مكتمل الدعم" بالنسبة لقايد السبسي، فهل تتوقعون دعما كاملا في الأفق من اليساريين؟ وهل هناك مفاوضات جارية بينكم وبين الجبهة في الغرض؟
لم نتفاوض مع الجبهة الشعبية حول هذه المسألة. ونحن بانتظار الموقف الذي سيصدره مجلس أمناء الجبهة خلال الساعات القادمة.
تصويت نداء تونس بكثافة لانتخاب عبد الفتاح مورو كنائب ثان لرئيس البرلمان وفي المقابل عدم التصويت لمباركة البراهمي اعتبرته بعض القيادات الجبهاوية خطوة غير منتظرة للتحالف مع حركة النهضة، فما مدى صحة هذه القراءة؟
الحزب الفائز بالأغلبية في الانتخابات التشريعية هو من يتحصل على رئاسة البرلمان وتكون النيابة الثانية من حق الحزب الثاني. لا يعقل أن نطلب مسألة معينة من حزب دون توضيح وفي غياب توافق بين الجميع. كذلك لا علاقة لهذا الأمر بالتحالف مع حركة النهضة وتصويت نداء تونس لمورو ليس مؤشرا للتحالف مع حزبه أو تشكيل ترويكا جديدة مثلما فهم وقتها.
اتهمتكم جهات من النهضة بتوجيه خطاب استئصالي تجاه الحركة من خلال تصريحاتكم حول استبعادها من المشاركة في الحكومة، فلو توضحون المسألة؟
أثار تصريحي حول استبعاد حركة النهضة من الحكم في المرحلة القادمة ردود فعل عنيفة من قبل بعض المتطرفين فيها وبعض الذين يكتبون في الصحف التابعة لها وخاصة ممن يجدفون ضد التيار ويكدسون الألفاظ النابية والنعوت الحاقدة مثل الاستئصال الذي يلاك في غير محله. وأريد التأكيد مرة أخرى أنه لا يوجد في نداء تونس تيار استئصالي على الإطلاق ولا يوجد تصريح واحد صادر عن قيادييها يمكن أن ينسب إلى الإستئصال. أيضا قيادات حركة النهضة تعرف جيدا مواقفنا من الإستئصال منذ سنة 1981. هذا الأمر من منطلق مبدئي وأخلاقي لا يخلط بين الاختلاف الفكري والممارسات المنافية للحريات. كما أن عقلاء النهضة كانوا قد عبروا عن رضاهم بنتائج الإنتخابات التشريعية والاضطلاع بدور المعارضة في نظام ديمقراطي ونحن ثمنا لهم هذا الموقف لأنه يعزز الإنتقال الديمقراطي والتداول السلمي على السلطة خصوصا وأن النهضة جربت الحكم خلال ثلاث سنوات ولم تنجح وآن لها أن تجرب المعارضة عساها تنجح فيها بشكل يؤهلها للنجاح في الحكم مستقبلا.
القيادي في الحزب الجمهوري عصام الشابي أكد في حوار مع "البوابة" مؤخرا أن الاقتراب من نداء تونس فجر حزبه وحملكم مسؤولية انهيار الجمهوري في الانتخابات التشريعية، بماذا تردون؟
اللي خانها ذراعها تقول مسحورة. هذا كلام فارغ،وفرضا لو أن هذا الكلام صحيح، فمن طلب من الجمهوري وضع يده في النار؟ ثم، لماذا لا يكون الاقتراب من حركة النهضة هو من جنى على الجمهوري؟ ولماذا لا يكون تذبذب مواقفه ومن بينها الدخول في كتلة الاتحاد من أجل تونس ثم مغادرتها لاحقا وكذلك مشاركته في الحوار الوطني ثم انسحابه هو سبب ما حدث للجمهوري؟
إذن فالمواقف السياسية للجمهوري هي من جنت عليه وليس نداء تونس.
المرزوقي قام بنشر تقرير طبي حول وضعه الصحي، فهل ننتظر خطوة مماثلة من قايد السبسي لوضع حد للتشكيكات التي يطلقها البعض حول مدى جاهزيته الجسدية لقيادة الدولة؟
أولا، الصحة الجيدة تكمن في القدرات الذهنية والنفسية وليس في القدرات الجسدية. ثانيا، عرفت السبسي منذ سنوات طويلة ولم ألحظ فيه أي مؤشر أو مستوى للضعف الذهني أو الجسدي. كذلك كل الحوارات واللقاءات التي أجراها مرشحنا تدل على أن مؤهلاته الجسدية والذهنية عالية جدا وتؤهله لإدارة دواليب الدولة بطريقة جيدة وأفضل حتى ممن يصغره سنا.
كيف تنظرون إلى مخاطر ظاهرة الإرهاب التي تحدق بأمننا القومي؟
خطر الإرهاب موجود ويتفاقم. وهو ما يتطلب المزيد من اليقظة والحيطة لأن الإرهاب والجهات التي تقف ورائه يريد إفشال مرحلة الانتقال الديمقراطي التي تعيشها البلاد. الإرهاب يسعى إلى القضاء على الدولة التونسية لأن الدولة التونسية موجودة بالفعل رغم مرورها بفترات ضعف. ولكن بعد الانتخابات وعند وصول رجل دولة إلى الحكم ستعود الدولة التونسية إلى سالف قوتها وسيقع إنهاء جميع التجاوزات والاختراقات التي تضعف الدولة.
وماذا عن تداعيات الأزمة الليبية على أمننا القومي في نظركم؟
ما يحدث هناك هو بمثابة الحرب الأهلية. ونحن نأمل أن ينتهي الصراع في القطر الليبي لأنه في ذلك مصلحة مشتركة لليبيا وتونس. ونحن كتونسيين من واجبنا حماية حدودنا.
المرزوقي طالب مؤخرا الشباب التونسي بالتصويت له في انتخابات الأحد المقبل، فماهي رسالتكم أنتم لشباب تونس خصوصا الذي قاطع الانتخابات وفضل عدم التصويت؟
نحن نعول على أصوات الشباب وندعوه إلى المشاركة بكثافة في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية وخصوصا أولئك الذين قاموا بالتسجيل وذلك بغاية القيام بواجبهم الوطني وكذلك ممارسة حقهم في المواطنة واختيار من يمثلهم في المرحلة المقبلة.
كذلك نطلب من التونسيين الإقبال بكثافة على صناديق الاقتراع لممارسة حق المواطنة والمشاركة في الحياة السياسية وواجب تكريس سيادة الشعب في من سيقود المرحلة القادمة وإنقاذ البلاد من التردي الشامل الذي تشهده في مختلف الأوضاع الإقتصادية والاجتماعية والأمنية وحتى الدينية بتحويل المساجد إلى أوكار لتجنيد الشباب للقتال في بؤر التوتر تحت مسمى الجهاد وأيضا إلى أوكار لبث خطاب الفتنة والتكفير، إضافة إلى تدهور المقدرة الشرائية وتزايد الفقر وغيرها.
الوضع في تونس صعب ودقيق ويحتاج إلى رئيس جمهورية متناغم في برامجه ومواقفه مع رئيس الحكومة لتكريس التكامل بين جميع السلط.
كيف تقيمون حظوظ مرشحكم الباجي قايد السبسي في الفوز بمنصب رئيس الجمهورية؟
حسب نتائج سبر الآراء، فإن حظوظ السبسي وافرة جدا في النجاح في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وقد قد ثبت تفوقه في الدور الأول، ونرجو أن يتعزز هذا النجاح بالفوز بكرسي قرطاج يوم الأحد القادم.
وكيف سيتعامل نداء تونس الفائز في الانتخابات التشريعية في حال نجح المرزوقي في البقاء في قصر قرطاج؟
لكل حادث حديث.
نختم بالملف السوري، وسؤالنا هو هل ستنفذون تعهداتكم التي أعلنتموها خلال الحملة الانتخابية بإعادة العلاقات الديبلوماسية مع هذا البلد؟
أجل إعادة العلاقات مع سوريا مسألة مطروحة بقوة، فلا يجب أن تبقى العلاقات الديبلوماسية بين البلدين على ماهي عليه خلال السنوات الأخيرة.