أكدت مصادر مطلعة ومقربة من حركة نداء تونس أن الأمين العام للحزب الطيب البكوش سيخلف الباجي قايد السبسي رئيس النداء الفائز بمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات 21 ديسمبر الجاري على رأس الحركة،  بعد أن أعلن قايد السبسي أمس الإثنين 22 ديسمبر الجاري استقالته من الحزب حتى يكون رئيسا لكل التونسيين بمختلف إنتماءاتهم السياسية والإيديولوجية حسب قوله. مع العلم أن بقاء قايد السبسي على رأس نداء تونس كان شرفيا فقط في الفترة الأخيرة، حيث تعتبر إستقالته من الحزب سارية المفعول منذ تاريخ إعلانه الترشح للإنتخابات الرئاسية في شهر سبتمبر الفارط.

اسم الطيب البكوش طرح بقوة كذلك لتقلد منصب رئيس الحكومة المقبلة منذ تاريخ فوز نداء تونس بأغلبية الأصوات في البرلمان وحتى قبلها. ولكن بعد نجاح السبسي في بلوغ قصر قرطاج وبالتالي استقالته من الحزب، أصبح من شبه المؤكد أن تتولى شخصية وطنية غير متحزبة أو من الأحزاب الأخرى الفائزة في الإنتخابات التشريعية رئاسة كرسي القصبة. وذلك لإبعاد تهم "التغول و "الهيمنة" التي يطلقها البعض على نداء تونس بعد حصوله على سلطتي البرلمان ورئاسة الجمهورية وأيضا بهدف  نيل ثقة الناخبين الذين صوتوا للمرزوقي  والمحتجين على فوز السبسي وخصوصا في جهة الجنوب.

وتؤكد ذات المصادر أن  مشاورات ومفاوضات موسعة وسمت الفترة المنقضية و تصاعدت وتيرتها منذ الإعلان عن نتائج الدورة الثانية من الإستحقاق الرئاسي  خيمت على اجتماعات الهياكل والقيادات الندائية للحسم في تولي الطيب البكوش المرشح الأبرز والأول لرئاسة الحكومة سابقا رئاسة الحزب خلفا للسبسي.

و أشارت ذات المصادر إلى أن الإتجاه العام الذي خيم على الإجتماع الداخلي  لقيادات نداء تونس اليوم الثلاثاء 23 ديسمبر الجاري هو مسألة حسم منصب رئيس الحزب الذي يتجه نحو الإجماع على ترشيح الأمين العام للحزب الطيب البكوش لرئاسة النداء في المرحلة المقبلة.  في المقابل طرح ترشيح أسماء أخرى من داخل الحزب ومن خارجه لرئاسة الحكومة ومن بينها رئيس آفاق تونس ياسين ابراهيم و قيادي النداء سعيد العايدي ومصطفى كمال النابلي محافظ البنك المركزي سابقا والمترشح للرئاسة في دورها الأول.

كما أجمع قياديو نداء تونس على ضرورة حصول الحزب على وزارات السيادة و هي الداخلية والدفاع والخارجية  والعدل مع إمكانية التفريط في هذه الأخيرة لفائدة شخصية مستقلة أو من آفاق تونس أو الإتحاد الوطني الحر.