مازالت المرأة الموريتانية تعاني من ظاهرة الطلاق التي تنتشر بشكل واسع، حيث تنتهي نسبته 44% من حالات الزواج  إلى الفشل والفراق بين الزوجين، حسب إحصاءات لبعض المنظمات غير الحكومية، وبنسبة 38.5% كما ترى دراسة حكومية قبل سنوات.

وتعود أسباب هذه الظاهرة إلى عدة عوامل من بينها عدم توثيق عقود الزواج وسهولته، فلا تشترط الأسر الموريتانية مستوى معينا من المهور للمتقدمين لبناتها ويعتبر ذالك جشعا وعارا لا يغتفر، إضافة إلى سهولة إجراءات الطلاق والتقاليد الاجتماعية التي تمنع المطلقة من المطالبة بحقوقها أو نفقة أطفالها.

إلا أن بعض الإحصائيات تشير إلى أن أكثر من 70% من المطلقات يتزوجن ثانياً، فبعض الرجال يلجئون للمطلقات في موريتانيا، لارتفاع تكاليف الزواج من الفتيات اللواتي لم يسبق لهن الزواج.

ورغم أن المادة 83 من الفصل الأول من مدونة الأحوال الشخصية الموريتانية حول انقضاء الزوجية، تقول : (إن الطلاق هو حل العصمة بواسطة الإرادة المنفردة للزوج ) واستثنت على الزوج الراغب في الطلاق أن يمثل أمام القاضي أو المصلح من أجل تدوينه بما يترتب على ذالك من توثيق لحقوق الزوجة، لكن الأغلبية الساحقة من الموريتانيين لا يلتزمون حتى الآن بمواد هذه المدونة التي أصدرتها السلطات سنة 2001، ولا يرجعون إلى مصالح الحالة المدنية في هذا الموضوع.

ومهما بلغ جمال المرأة الموريتانية، فإن هاجس الطلاق غالبا ما يؤرقها، وتتوقعه من زوجها في أي لحظة، لسبب أو بغير سبب، وتزداد معانات المطلقة إن ترك لها الرجل أطفالا تتحمل مسؤولية إعالتهم والسهر على تربيتهم ويمضي هو لسبيله يجرب حظه في زواج جديد.

ظاهرة لم يسلم منها الوزراء!!

ومن انتشار عادة الطلاق في موريتانيا ، انه أصبح سلوكا اجتماعيا مألوفا، لجل الرجال، ولم يسلم منه المثقفون والساسة أو المسئولين الكبار، فقبل أيام  تداولت المواقع الموريتانية، خبرا يفيد "بعقد وزير في الحكومة الموريتانية الحالية قرانه على فتاة تبلغ من العمر 21 سنة في حي (دبي) شرق العاصمة نواكشوط،" ووفقا لنفس المصادر فإن فإن نفس الوزير عقد قرانه قبل شهرين على  فتاة أخري تدعى (صفية) وقبل سنة على فتاة تبلغ من العمر 35 سنة، تدعى (فاطمة) وهو متزوج في العام 2009." 

الكاتبة ليلى بنت شغالي، لبوابة إفريقيا الإخبارية: الطلاق منتشر.. وغالبا من دون أسباب

ولتسليط الضوء أكثر على أسباب هذه الظاهرة وطرق الحد منها، اعتبرت الكاتبة والشاعرة الموريتانية ليلى بنت شغالي في تصريح ل(بوابة إفريقيا الإخبارية): "أن الطلاق بالنسبة لموريتانيا أمر اقل ما يوصف به أنه أمر معتاد وعادي جدا، لأنه انطلاقا من أساسات بناء الأسرة تجد أن الأمر أكثر من محتمل، فمثلا إن بدأنا بظاهرة الرأي الذي تطرحه العائلة لابنها أو ابنتها: عليك الزواج بفلان بناء على اعتبار كذا وكذا أو عليك أنت الزواج بفلانة لذات الأسباب.

 وان سلمنا جدليا أن الفتاة باتت تختار لنفسها من سيتزوجها وهي ظاهرة حديثة وما كانت متبعة فهي تبنى غالبا رغبتها تلك وقناعتها بالخطيب الفلاني على أساسات مفادها المباهاة به شكلا أو مضمونا أو محاباة الخ.

 وعندما يخفت فيه المضمون هذا يكون بالتضمين على قصة عبد الله والد رسول الله صل الله عليه وسلم حين خطبته اليهودية لنفسها ولما تخاطاها وتزوج آمنة بنت وهب، فحملت برسول الله وعاد لها قالت إنها لن تتزوجه لأنه ذهب النور الذي كان معه .

وهذا يعني أنه أحيانا من أسباب الفجوة التي عادة ما يتحطم عليها البيت الموريتاني هي رؤية الفتاة لمستقبلها من خلال الزوج وكيف تفسر هي برأيها تأسيس الزوج وبنيته، فالطلاق بموريتانيا ينتشر دوما كانتشار النار في الهشيم وغالبا دون أسباب تعلل، و ما ذكرته لكم من أهم أسبابه حسب ما أراه وأسمعه.

 أما ما يقتضى التغلب عليه كظاهرة من وجهة نظري فهو تصحيح مبدأ الزواج وارتكازه على خيارات متينة يراعى فيها الرجل والمرأة مسؤولياتهما اتجاه البعض وان يفسح المجتمع أيضا مجالا لترسيخه بعدم إملاء عادات وتقاليد غير منصوصة  في شرع الله، وهي اختراع من الأعراف التي خلقوها لأنها تقف كصعوبات كالحة في وجه الأسرة الزوجية فتمحق أساساتها وهي معروفة جدا مثلا تلك العوائد أو كما يسمونها التي ترهق جيوب الزوج باسم أخوات أو صديقات الزوجة لا لشيء غير التمظهر والمباهاة."