بيَن الكاتب بونوا فوكون، في مقال على موقع "وال ستريت جورنال" – صحيفة أمريكية أسست سنة 1889 تهتم بالشؤون الاقتصادية والمالية-، أن النزاع  الحاصل بين الحكومتين الليبيتين المتناحرتين للسيطرة على صناعة النفط في البلاد في تصاعد، ويرجح أن يزيد ذلك من تعقيد الإنتاج وبيع الموارد.

وأشار الكاتب إلى أن الثوار الإسلاميين سيطروا على العاصمة الليبية طرابلس خلال شهر أغسطس الماضي وكونوا حكومة خاصة بهم، بينما فرت الحكومة المعترف بها دوليا برئاسة عبد الله الثني إلى شرق البلاد، وفشل الحوار برعاية الأمم المتحدة بين الجانبين غرب مدينة غدامس في حل خلافاتهم الشهر الماضي.

دعم

وفي بيان مشترك السبت الماضي، أيدت كل من فرنسا وايطاليا وألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة لوقف الأعمال العدائية، وأدانت العنف من جانب جماعة "أنصار الشريعة"، وأعربت عن قلقها حيال هجمات حفتر ، وذكرت أنها مستعدة لمعاقبة أولئك الذين يهددون أمن ليبيا.

وأبرز الكاتب أن ليبيا تعتبر إحدى أكبر مصدري النفط إلى أوروبا، ولكن اضطرابات الإنتاج منذ الإطاحة بالقذافي 2011، ساهمت في تقليص إمدادات النفط الليبي إلى القارة، وبعد السيطرة على مبنى المؤسسة الوطنية للنفط، قام وزير النفط ماشاء الله الزوي بتطبيق أولى سياسته النفطية هذا الأسبوع، وأكد أنه يعتزم زيادة أسعار الوقود، وفقا لموقع المؤسسة الوطنية للنفط ولوكالة الأنباء التضامن.

نزاع

وفي أول ظهور دولي له في مؤتمر حول صناعة النفط في اسطنبول، دعا وزير النفط في حكومة حاسي الشركات الأجنبية لاستئناف الاستثمارات المتوقفة في ليبيا، ولم يكن لتركيا أية رد فعل رسمي لظهوره في المؤتمر.

ويتنازع كلا الجانبان في ليبيا حاليا السيطرة على عائدات تصدير النفط، المصدر الرئيسي للدخل في البلاد، وخلال الشهر الماضي، قام مجلس النواب في طبرق، المعترف به دوليا، بإقالة محافظ البنك المركزي صادق الكبير، وصرح متحدث باسم الثني أن حكومته تسيطر على البنك المركزي وأن الدفوعات النفطية المستقبلية ستذهب إلى حسابات يشرف عليها مجلس الوزراء في مدينة البيضاء في الشرق، ولكن يقول مسؤولون في المؤسسة الوطنية للنفط والبنك المركزي إن العائدات تستمر في التدفق بالحسابات في طرابلس وأن الكبير ما يزال في منصبه.

وبين الكاتب أن الارتباك بخصوص من يسيطر على عائدات النفط الليبي يعوق آفاق الإنتاج والصادرات المستقبلية في البلاد، وقد صرح مسؤول في المؤسسة الوطنية للنفط أن الإنتاج النفطي وصل إلى 850 ألف برميل يوميا، بزيادة قدرها 40 ألف برميل يوميا، مقارنة بالأسبوع الماضي، في ظل زيادة بعض الحقول لإنتاجها.