بعد الوقفة الاحتجاجية التي نظمها صحفيون ومثقفون وبعض المواطنين وسط العاصمة الجزائرية، كان لبوابة أفريقيا الإخبارية حديث مع أحد الداعين لهذه الوقفة التي جاءت للتنديد بترشح الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" لعهدة رئاسية رابعة. يتعلق الأمر بالصحفي "عبد اللطيف صالحي"  الذي تحدث بمعنويات مرتفعة وبثقة كاملة وهو ابن الـ 27 ربيعا فيما يراه واجبا وطنيا ملحا ودورا لكل شاب خاصة المثقفين والإعلاميين في هذا المنعرج من تاريخ البلاد قبل استحقاق انتخابي يتحمل الكل نتائجه فيما بعد كما قال.

 

بوابة أفريقيا الإخبارية: ما الذي تريدونه من هذه الوقفة بالتحديد؟

 

ج: وقفتنا كانت ضد العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة وضد انهيار الدولة الجزائرية، فتمديد العهدة له أثر سلبي أكثر منه إيجابي كما يروج البعض. رفعنا شعارات سلمية وللأسف كان التدخل الأمني سلبيا وعنيفا وتم اقتيادنا إلى مركز الحجر في ظروف جوية ساخنة داخل سيارة الحجز دامت 45 دقيقة كاملة قبل أن يفرج علينا بعد أربع ساعات دون إجراء محضر للواقعة وبشكل كان سريع ليس كما توقعناه.

 

بوابة أفريقيا الإخبارية: ماذا توقعتم بالضبط؟

 

ج: توقعنا أن يكون الحجز والاعتقال طويلا ولكن أرى أن القنوات الخاصة التي بادرت بنشر الخبر جعلت جهات في السلطة ترد سريعا لإطلاق سراحنا حتى لا يمتد أثر العملية وما بعدها طويلا وتلقى المساندة والتعاطف ولعبت أيضا مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في ذلك.

 

بوابة أفريقيا الإخبارية: ما الذي ساهم في جمع المطالبين بعدم تمديد العهدة الرئاسية؟

 

ج: وسيلة التواصل الاجتماعي الفايسبوك كان لها دور كبير جدا في الوقفة السلمية، والسمة البارزة فيها أنهم صحفيون شباب من جيل جديد وكان فيهم أيضا مواطنون ومثقفون وصل عددهم إلى 200 أو أكثر وهناك صحفيون جاءوا لتغطية الوقفة ثم سرعان ما تضامنوا مع زملائهم.

 

بوابة أفريقيا الإخبارية: ماذا تنتظرون بعد هذه الوقفة وما أثارها على المجتمع والرأي العام بالجزائر؟

 

ج: على الأقل نحن كصحفيين وحتى لا يحسبنا التاريخ سجلنا حضورنا كي نساهم في توعية الرأي العام ككل، وقلنا بأن تمديد العهد خطر على الجزائر وستؤدي إلى عدم الاستقرار لأن كل المؤشرات توحي بذلك.

 

بوابة أفريقيا الإخبارية: كخطوة قادمة ما الذي ستقومون به مستقبلا؟

ج: حسب ردات الفعل القوية اليوم أتوقع المرة القادمة ستكون أكثر من حيث الاستجابة وستساهم في تحديد المسار الانتخابي للبلاد، لأن هناك الكثير من الأصوات الداعمة وهي تحتاج فقط للتأطير والفرصة لتعبر عن رأيها بكل صراحة، وهناك متخوفون من واقع الحال الأمني للبلاد وما عشته لذا إمكانية خروجهم للتعبير تبقى متثاقلة وتحتاج إلى تضامن جماعي أكبر.

 

بوابة أفريقيا الإخبارية: تحدث مصادر إعلامية عن إمكانية مساهمة جهات أجنبية في التظاهرة، من هي هاته الجهات؟

 

ج: هناك دائما أشخاص وجهات تحاول الاصطياد في المستنقعات العكرة وهم من يروجون لذلك. كل الفاعلين في الوقفة السلمية هم صحفيون وشباب لا علاقة لهم بأي جهة داخلية أو خارجية وعلاقتهم لا تتعدى المستوى العادي، همنا الوحيد هو الجزائر ومستقبل الجزائر ولا ندعم مرشحا أو حزبا كبديل، الحكاية بالنسبة لنا واضحة وهي قضية مبدأ لا أكثر ولا أقل. عملنا كان من خلال موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك ودعوتنا كانت للجزائريين دون أن تفهم الأمور في سياقات مغايرة.