دخلت العمليات العسكرية في طرابلس شهرها الثالث، وذلك بعد أن أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية بقيادة خليفة حفتر، في يوم 4 أبريل الماضي، إطلاق عملية عسكرية للقضاء على الإرهاب في العاصمة طرابلس.

ومع تواصل العمليات تحت عدد من المسميات منها، "معركة طرابلس 2019"، و"طوفان الكرامة"، وغيرها، شهدت البلاد تغيرات وانقسامات في المواقف المحلية والدولية إزاء العملية، مما شكل خريطة ليبية تشمل الشرق المؤيد للجيش الليبي، والغرب والمنطقة الوسطى، المنقسمان بين تأييد الوفاق وتأييد الجيش، حيث حظيت العملية العسكرية للجيش الليبي بتأييد بعض المدن الليبية والقبائل، فيما حظيت حكومة الوفاق أيضا بتأييد مدن وقبائل أخرى.

وللوقوف على تطورات الأوضاع والعمليات العسكرية في طرابلس، كان لبوابة أفريقيا الإخبارية حوارا مع الخبير الليبي بالشؤون الاستراتيجية محمد ابوراس الشريف، للوقوف على تطورات العمليات العسكرية والسيناريوهات المتوقعة خلال المرحلة المقبل، حيث أكد الشريف على أنه في حال انتهاء المعارك لصالح الجيش الليبي فإن دخول العاصمة سيعني هروب كل أمراء المليشيات والجماعات المتشددة خارج البلاد، مما يمنح فرصة عودة الأمن وإعادة البناء السياسي وعودة الحياة لطبيعتها واستقرار الجانب الاقتصادي الذي سينعكس على حالة المواطن المنهك.

وفيما يلي نص الحوار: 

بداية ما تقييمك لمعركة تطهير طرابلس منذ اندلاعها وحتى الآن؟

اعتقد ان العمليات العسكرية للجيش الليبي منذ انطلاقها في يوم الـ 4 أبريل الماضي تسير كما هو مخطط لها، وتتقدم نحو نحقيق أهدافها. 

برأيك.. إلى أي مدى نجحت معركة طرابلس في تحقيق أهدافها؟

الهدف من المعركة هو إعادة الاستقرار، وهذا لن يتحقق إلا بالسيطرة الميدانية لقوات الجيش الليبي بالتعاون مع الأجهزة الأمنية بحيث يكون هناك احتكار للقوة والسلاح للدولة فقط.

ما هي أبرز العراقيل التي تقف أمام قوات الجيش في معركة طرابلس؟

أهم العراقيل هى المجموعات المسلحة الغير منضبطة والتي تستخدم فى المدنيين كدروع بشرية من خلال تخزين الأسلحة فى داخل الأحياء المكتظة بالسكان، وأيضاً إطلاق الصواريخ العشوائية من قبل تلك المجموعات بمحاذاة المنازل والمنشأت المدنية والتي تصيب فى أغلب الأحيان أهداف مدنية أيضاً.

كيف ترون التدخل الأجنبي لدعم أطراف النزاع في ليبيا؟

التدخل الأجنبي لم يكن وليد اللحظة فالتدخل الأجنبي منذ 2011 وهو من أوصل ليبيا لهذه المرحلة، وعلى العموم التدخل لأجنبي لن يفيد الليبيين بشئ إلا بالمزيد من الاقتتال، وقد شاهدنا الدعم الذي يأتي عبر المواني والمطارات من أجل دعم استمرار الاقتتال فى طرابلس وهذا الدعم يزيد الطين بله. 


حدثنا عن خطة عمليات تطهير طرابلس وما أهمية المحاور التي يتقدم من خلالها الجيش؟ 

أقوى المحاور هى محور المطار ومحور عين زارة، وذلك بسبب قربهم من وسط العاصمة وبسبب وجود أماكن حيوية بهما مثل المعسكرات وهي خطوط هجوم متقدمة ولازالت المعارك بين الكر والفر لسحب القوات خارج المدينة.

برأيك ما هو السيناريو المتوقع لليبيا خلال المرحلة المقبلة؟

اعتقد إذا انتهت المعارك لصالح الجيش الليبي فإن دخول العاصمة سيعني هروب كل أمراء المليشيات والجماعات المتشددة خارج البلاد، مما يمنح فرصة عودة الأمن وإعادة البناء السياسي وعودة الحياة لطبيعتها واستقرار الجانب الاقتصادي الذي سينعكس على حالة المواطن المنهك.