نعى الشاعر والكاتب عمر رمضان الشاعر فرج المذبل الذي وافته المنية بعد رأن أثرى المكتبة الأدبية والفنية بالعديد من الأعمال الخالدة

وقال رمضان في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "انتقل إلى رحمة الله تعالى الشاعر الرائع الكبير الجميل (فرج المذبل ) ففقدت بفقده الأغنية الليبية والعربية رائدا من كبار روادها وفقدت بفقده القافة ـــ في الإذاعات والصحف والإخراج ـــ أحد أركانها".

وكتب رمضان في رثاء المذبل:  

و.. توقف "البلبل " الصدّاح عن التغريد 

وخيّم الصمت الثقيل على ليل العاشقين 

و.. ترجل الفارس عن صهوة النغم فــ اختنقت الحروف والقلم والورق 

بكاء وعبرة حائرة وليلا أخرس بلا تغريد ولاهمسات شعر 

وقال رمضان ولد الشاعر الكبير في درنة عام 1944م وكان لاعبا ماهرا ممتازا في كرة القدم فلعب مع أندية النجمة، الأهلي / بنغازي  وتم اختياره لــ المنتخب الوطني.

وأوضح رمضان أن الفقيد له دواوين شعرية رائعة منها حلو العتاب، وديوان رباعيات ياصاحبي، وديوان هز الشوق مضيفا أنه كان معدا ناجحا لكثير من البرامج في المرئية والمسموعة ومخرجا مرئيا عالي الذوق ومرهف الحس وتغنى بكلماته الرائعات أغلب الأصوات المحلية ولحن له خيرة الملحنين في ليبيا وتغنى بشعره كثير من الأصوات العربية كما كتب للمسرح مسرحية غنائية بعنوان (الناس لبعضها ) عرضت في المسرح الشعبي في بنغازي فترة طويلة 

وتابع رمضان "ترى هل كان فرج المذبل يستمع في حناياه وفي لحظات استغراقه مع الكلمة غناء الأيام وهي تغني غناءها الخاص بها؟ هل كان غناء الأيام في تصاريفها يتسرب إلى مسامعه حتى يقارن بين غنائه هو وغناء الدنيا". فـ يقول

 ( غناوي الحياة عجيبة // لماتغنيها الأيام 

فردي يا أمي الحبيبة // حتى في وسط الزحام). 

وأضاف رمضان "دقة " الشاعر الكبير تظهر في وصفه لـ غناء الأيام ( غناوي الحياة عجيبة) فهي ليست جميلة ولا قبيحة وليست مرة ولا حلوة .. كلا ولكنها (عجيبة ) وليفسر من شاء كما شاء وصف "عجيبة" فهو يحتمل كل الأوصاف ويزيد 

وأردف رمضان تأملوا مناجاته لأمه بأنه " فردي" فهو كان يرى نفسه فردي .. مفرد.. وحيد .. في مواجهة الأيام حتى ولو " حتى في وسط الزحام" .. وكل إنسان يوجه قدره "مفردا" حتى ولو أحاطت به الجيوش تحرسه 

وزاد: ويستمر فرج المذبل في "هواجسه" وهو يختلس السمع إلى "غناء الأيام " 

( ومابين الضحكة والدمعة // ماسك في ريح الأوهام 

وفي الدنيا ماعندي طمعة // غير لحظة عشق وغرام 

ياترى في حرفي شمعة // وإلا أنا .. ( بيّاع كلام ) .. ) 

وتابع رمضان نجيب نحن وتجيب معنا الدنيا في مواجهة سؤال الراحل الكبير كلا .. لم تكن " بياع كلام" بل كنت "الشمعة" التي احترقت لكي تنير لــ غيرها وأنت أيها الراحل الكبير كنت واثقا من هذا وكنت تعرف هذا حين قلت للفنان والمبدع في أي زمان ومكان 

( تغزل إحساس الناس في موال // في كلمتين في نغمتين تنقال 

وحتى إن كانت ذابت شموع قنديلك // بعدك النور يعيش للأجيال ) 

وهكذا أنت .. سيظل حرفك مضيئا باهرا ( بعدك النور يعيش للأجيال ) 

وأوضح رمضان أن "بلبل " هي الاسم الذي يحمله المرحوم في "الوسط الفني " الذي كان يرى حقا وصدقا في "فرج المذبل " بلبلا مغردا صداحا في خمائل العشق والفن والوطن .. وتسبيح الخالق العظيم. 

وقال رمضان نحن اليوم إذا نودع ــ بكل اللوعة ـــ هذا العملاق الرائد نجد أنفسنا نترنم بكلماته لنقول معه كما قال هو من قبل 

( مقدّر الفراق ومقسوم // بيه ارضينا من غير لوم ) 

وتلك هي المقادير تجري في أعنتها .. وأعنتها في يد الخالق العظيم 

وأضاف وتلك هي "غناء الأيام" الذي كان هو يختلس استماعه أحيانا ولكنه كان مؤمنا بقدر مولاه وكان إيمانه يفوح من فعله سلوكا مهذبا راقيا ومن كلماته عبيرا فواحا بالإيمان الواثق".

 يقول فرج المذبل رحمه الله 

( يا العين ماتبقي نهار غوّاية // ولابحلوها الدنيا نهار تغريك 

وخلي كلام الله حب وغاية // تلقي الهنا والفرح بين يديك 

ويقول أيضا

محبة زيدي / يا العين كان راحة البال تريدي 

لاتحسدي ولاتطمعي ولاتكيدي // ولاتطلبي غير خالقك نبّيك 

ويقول أيضا

كوني ديمة / ديما رفيقة خير صاحبة قيمة 

ويا العين حرة عايسة وكريمة // ولاغير فعل الخير يوم يرضيك ) 

وختم رمضان بالقول "رحم الله البلبل المغرد فنا وثقافة وأخلاقا وإيمانا فرج المذبل".