دعا الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إلى جمع السلاح وإقامة حوار بناء بين ممثلي الداخل الليبي، وأعرب عن حرص بلاده على تعزيز التعاون والتنسيق مع دول الجوار الجغرافي لليبيا.

وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إيهاب بدوي، في بيان اليوم الإثنين تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن السيسي "استعرض خلال استقباله نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية اليوم مختلف القضايا العربية المطروحة على الساحة حالياً، سواء فيما يتعلق بالأوضاع في غزة و ليبيا وكل من سوريا والعراق، فضلاً عن إلقاء الضوء على نتائج بعض الاجتماعات الوزارية التي عقدتها الجامعة مؤخراً".

وأضاف بدوي أن الرئيس المصري "أكد أهمية جمع السلاح وإقامة حوار بناء بين ممثلي الداخل الليبي، فيما استعرض العربي جهود الجامعة العربية في هذا الصدد، بما في ذلك تعيين مبعوث للجامعة لليبيا، والزيارة التي يجريها وفد الجامعة حاليا إلى (مدينة) طبرق (شرقي ليبيا)".

وتابع : "أكد السيسي حرص مصر على تعزيز التعاون والتنسيق مع دول الجوار الجغرافي لليبيا، ولاسيما في ضوء كون مصر أحد أكثر الأطراف تضررا من تدهور الوضع السياسي والأمني في ليبيا".

كما أشار إلى اجتماعات دول الجوار الليبي التي تم إسناد لجنتها السياسية لمصر، معرباً عن أهمية الاستمرار في عمل هذه المجموعة بنشاط والتنسيق فيما بينها لتدارك خطورة الأوضاع في ليبيا.

وعدّد الأمين العام لجامعة الدول العربية عدداً من المثالب "التي ساهمت في الوصول إلى الأوضاع الحالية في الدول العربية التي تعاني من ويلات الانشقاق والحروب الأهلية ونشاط وسيطرة الجماعات الإرهابية المتطرفة، وفي مقدمتها الجمود السياسي، وعدم بذل جهود صادقة وحقيقية للإصلاح السياسي"، بحسب المتحدث الرئاسي المصري.

فيما قال بدوي إن "السيسي أكد أن مخاطر الإرهاب أضحت لا تتمثل في مجرد عمليات تفجير أو تخريب، وإنما باتت تهدد وجود الدول ذاتها، علما بأن الدول التي تنهار لا تعود مرة أخرى، إضافة إلى أن بعض هذه الدول لديها أراض ما زالت محتلة".

وخلال الساعات القليلة الماضية، ترددت أنباء عن أن مصر تحضر مع الجزائر لتدخل عسكري لمواجهة الجماعات المسلحة في ليبيا المجاورة للبلدين.

لكن وزير الخارجية المصري، سامح شكري، نفى في مؤتمر صحفي مع رئيس الحكومة التونسية، مهدي جمعة، في تونس اليوم، صحة هذه الأنباء، معربا عن دعم بلاده لخيار الحوار السياسي.

ومضى شكري قائلا: "ليس هناك أي حديث في الوقت الراهن عن أي نوع من التدخل للجيش المصري في التراب الليبي الذي تبقى مهمته (الجيش) الرئيسية حماية أمن مصر واستقرارها".

وتتصاعد حدة الأزمة السياسية والأمنية والعسكرية التي تعيشها ليبيا منذ اندلاع شرارة الاقتتال المسلح بين عدد من الفصائل المسلحة المتنازعة على فرض السيطرة بقوة السلاح على مناطق استراتيجية، ولا سيما في مدينتي بنغازي والعاصمة طرابلس.