يبدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، غدا الإثنين، زيارته الرسمية الأولى إلى الصين.

وتتلخص مباحثاته في سبل مكافحة الإرهاب والملف الاقتصادي وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، كما يقوم بالتوقيع على ٨ اتفاقيات أبرزها وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة لرفع مستوى العلاقات بين البلدين، بحسب مصدر دبلوماسي رفيع المستوى للأناضول.

وقال المصدر إن "زيارة السيسي ستشهد توقيع نحو ٨ اتفاقيات في مجالات مختلفة أبرزها وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة (لرفع مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين)، واتفاقية إطارية للتعاون في مجال الطاقة، واتفاقية إطارية للتعاون في مجال الفضاء، والبرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين مصر والصين للأعوام 2015-2017، واتفاقين لإقامة مشروعين أولهما لإنشاء محطة تحلية لمياه البحر والأخرى لإقامة محطة للطاقة الشمسية بقوة 50 ميجاوات، إلى جانب محضر أعمال اللجنة التجارية المشتركة.

وأضاف المصدر الدبلوماسي المطلع على ترتيبات الزيارة أن "أهم ما في هذه الاتفاقيات هو وثيقة الشراكة الاستراتيجية والتي ستتضمن مشروع بيان خاص بإقامة العلاقات الإستراتيجية الشاملة التعاون في ستة مجالات هي: المجال السياسي، والمجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والمجالات العسكرية والأمنية، والمجالات الثقافية والإنسانية، ومجالات العلوم والتكنولوجيا، وأخيراً الشئون الإقليمية والدولية".

وأوضح المصدر إن الرئيسين سيقوما بالتوقيع على هذه الوثيقة.

وقال علاء يوسف المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان صحفي اليوم إن "زيارة السيسي للصين بغرض تدشين مرحلة جديدة في العلاقات بين البلدين حيث أعربت الصين عن رغبتها بترفيع مستوى العلاقات بين البلدين إلى مستوى "الشراكة الاستراتيجية"، وهو المستوى الذي تحتفظ به الصين مع عدد محدود من دول العالم، ويستهدف توثيق العلاقات على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية".

وأضاف: المباحثات بين البلدين ستتناول وجهات النظر إزاء عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، والتي ياتي في مقدمتها مكافحة الإرهاب وضرورة تكاتف جود المجتمع الدولي لمواجهته، وتطورات الأوضاع في عدد من دول منطقة الشرق الأوسط، وبحث سبل التعاون والتنسيق لمكافحة الفكر المتطرف والحيلولة دون انتشاره.

وأوضح المتحدث أن"السيسي سيلتقي بالرئيس الصيني "شي جين بينج" ومن المنتظر أن تشهد المباحثات بحضور وفدي البلدين، مراسم التوقيع على وثيقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة، وكذا العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بين البلدين في الكثير من المجالات التي تشمل التعاون الاقتصادي والنقل وتوريد المعدات الطبية والطيران المدني والتعليم والبيئة".

وتتركز المباحثات على سبل تعزيز العلاقات الثنائية، ولاسيما في شقها الاقتصادي، على الصعيدين التجاري والاستثماري، أخذاً في الاعتبار عقد المؤتمر الاقتصادي في مصر في مارس (آذار) المقبل، وأهمية مشاركة الصين بفاعلية في انشطته وفي تنفيذ استثمارات صينية في الكثير من المشروعات التي سيتم طرحها أثناء المؤتمر، وفق بيان الرئاسة.

وأشار المتحدث باسم الرئاسة إلى البعد الاقتصادي بقوله إن "الزيارة تستهدف تحقيق قدر أكبر من التوازن في الميزان التجاري بين البلدين، وزيادة استثمارات الصين في مصر بما يتناسب مع تميز وعمق العلاقات السياسية بين البلدين، إذ تقف تلك الاستثمارات عند حدود 450 مليون دولار فقط".

وبلغ حجم التبادل التجاري بين القاهرة وبكين 10.3 مليار دولار في عام 2013 منها 1.9 مليار دولار صادرات مصرية إلى الصين و8.4 مليار دولار واردات مصرية من الصين، وهو الأمر الذي يعكس ميل الميزان التجاري بشدة لصالح الصين علي الرغم مما حققته الصادرات المصرية من زيادة بلغت حوالي ٥٠%.

وبحسب المتحدث الرسمي فإن "السيسي سيقوم خلال تواجده بالصين، كل من رئيس الوزراء الصيني " لي كه تشيانج"، ورئيس البرلمان الصيني "جانج دي جيانج"، ووزير التجارة الصيني "جاو هوتشينج"، ورئيس البرلمان الصيني".

كما سيحضر السيسي، ٤ لقاءات أخرى، أبرزها لقائه مع مجلس الأعمال المصري – الصيني المشترك ولقاءً آخر مع رؤساء كبريات الشركات الصينية، ولقاء مع عدد من رؤساء الجامعات الصينية في إطار الاهتمام بتكثيف وزيادة التعاون التعليمي والبحثي القائم بين البلدين، كما سيعقد لقاءا مع رؤساء كبريات شركات السياحة الصينية، وذلك في إطار الجهود المصرية المبذولة لتنشيط حركة السياحة الوافدة إلى مصر، واستعادتها لسابق عهدها كمساهم أساسي في الدخل القومي المصري".

وفي ٨ ديسمبر/كانون الأول الجاري، قام وزراء الكهرباء والطاقة المتجددة، والتعاون الدولي، والتجارة والصناعة، والنقل، بزيارة إلى الصين للتحضير للزيارة الرئاسية التي تعد الأولى للسيسي منذ انتخابه رئيسا لمصر في يونيو/ حزيران الماضي.