قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر، إن بلاده استطاعت محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره، كما نجحت في تثبيت أركانها وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع، في وقت التقى الرئيس المصري زوجة الرئيس الأميركي ميلانيا ترامب التي تزور القاهرة ضمن جولة شملت عدداً من الدول الأفريقية، وثمن السيسي العلاقات القوية مع واشنطن.

وشدد السيسي، في كلمته أمس في الذكرى الخامسة والأربعين لنصر أكتوبر المجيد، على أن مصر واجهت تحديًا من أصعب ما يكون خلال السنوات الماضية، وهو «تحدي الحفاظ على كيانها ومنع انهيارها، ومواجهة خطر الفراغ السياسي والفوضى وانتشار الإرهاب المسلح الغادر».

واستطرد: «النظرة المنصفة إلى مجمل تحديات الأمن القومي التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الماضية توضح لنا بجلاء أن انتصار أكتوبر لم يكن صدفة، وأن جذور الانتصار وقهر المحن متوطنةٌ في تربة بلدنا العظيمة، وأننا كما عبرنا الجسر الفاصل بين الهزيمة والنصر خلال الفترة من 1967 حتى 1973، استطعنا عبور مرحلة الاضطراب غير المسبوق الذي انتشر في المنطقة خلال السنوات الأخيرة، فلم تُضعف التحديات الصعبة عزيمتنا، واستطعنا محاصرة خطر الإرهاب الأسود وتوجيه ضربات قاصمة لتنظيماته وعناصره».

وتابع: كما استطعنا تثبيت أركان دولتنا وإعادة الثقة والهدوء للمجتمع بعد فترات عصيبة من الاستقطاب والتوتر، ولم تشغلنا أيضاً هذه المهام الجسام عن إرساء أساس متين للتنمية الاقتصادية يستند إلى مواجهة الحقائق والتعامل مع الواقع كما هو وليس من خلال الشعارات والأوهام.. آملين في تحقيق تقدم نوعي في مستوى حياة هذا الشعب الكريم ونقل الواقع المصري من حال إلى حال أفضل من خلال العلم الحديث والجهد الدؤوب مع الصبر والمثابرة والثقة في أنفسنا ولنا الحق في الشعور بالفخر بما حققناه مع استمرار تطلعنا إلى تحقيق المزيد.

وقال الرئيس المصري إن حرب أكتوبر المجيدة لم تكن فقط من أجل استرداد أرضنا، وإنما كان السلام أيضاً نصب أعيننا، فالشعوب العريقة ذات التجربة التاريخية الممتدة على مدار الزمن تعرف معنى السلام وتسعى إليه، وتدرك جيداً أن السلام يجب أن يستند إلى العدل وتوازن القوة، ولا تخشى في الحق لومة لائم أو مزايدة مزايد، وهو ما أدركه شعب مصر، ونفذته قيادتها التاريخية متمثلة في الزعيم محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام.

وأوضح أن مصر أثبتت في السلام نفس مقدرتها في الحرب، ولعل الحفاظ على السلام يمثل تحدياً لا يقل عن تحدي القتال، وفي الحالتين أوضحت مصر أنها عندما تقرر تستطيع التنفيذ، وأن إرادتها في السلام نابعة من قناعة وطنية وشعبية.

وفي سياق آخر التقى الرئيس المصري بالسيدة الأميركية الأولى ميلانيا ترامب في المحطة الرابعة والأخيرة من جولتها الأفريقية قبل زيارة إلى الأهرام في الجيزة، مثمناً علاقات البلدين المتينة. وكانت انتصار عامر، زوجة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في استقبال ميلانيا ترامب عند وصولها مطار القاهرة وسط إجراءات مشددة.