يجد الزائر المغربي لإمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة تعاملا خاصا جدا من طرف أغلب من يلتقي بهم من مواطنين إماراتيين، أو مقيمين أجانب عرب وأسيويين وأوربيين.

"الترحاب ميزة سكان الإمارة، لكن للمغاربة مكانة خاصة"، يقول هيثم أحمد الخليلي، أحد مؤطري رحلات السفاري الصحراوية اليومية في محمية دبي الصحراوية.

وتابع الخليلي، الذي يحرص على زيارة المغرب من ثلاث إلى أربع مرات رفقة زوجته المغربية وأبنائهما لصلة الرحم، أن المغاربة المقيمين في أوربا إلى جانب أولائك القادمين من المملكة الذين يستفيدون من باقة سفاري للرحلات الصحراوية يتزايدون سنويا بشكل ملحوظ.

وقدر الخليلي عدد السياح المغاربة الذين زاروا محمية دبي الصحراوية في إطار رحلات سفاري بنحو 6000 سائحا، وهو رقم قد يبدو ضئيلا، لكنه يؤكد في واقع الأمر الاهتمام المتزايد بالمنتوج السياحي الذي توفره شركة المغامرات العربية التابعة لشركة الطيران "إمارات"، يورد هيثم.

وشرعت "المغامرات العربية" في تنظيم رحلات سفاري صحراوية ليلية جديدة، لتلبية الطلب المتنامي من قبل الراغبين في قضاء ليلة تحت أضواء النجوم والتمتع بسحر وبهاء الصحراء والاستيقاظ صباحاً على أشعة الشمس الأخاذة، يقول القائمون على هذا المشروع السياحي الطبيعي.

وقد صممت رحلات السفاري الليلية، بحيث توفر فرصة مثالية لمعايشة الطبيعة الصحراوية عن قرب والتعرف إلى جوانب متألقة من نمط الحياة القديم لدى البدو في الصحراء، مع التمتع بكافة وسائل الراحة والرفاهية الحديثة.

وتنطلق رحلات السفاري الليلية يوميا على مدار السنة، مع تسجيل إقبال كبير خلال فصل الشتاء والربيع على وجه الخصوص.

وتبدأ الرحلة بسيارات الدفع الرباعي إلى محمية دبي الصحراوية، وعند الوصول إليها يستمتع المشاركون بعرض للصيد بالصقور، تعقبها جولة عبر الكثبان الرملية الرائعة في المحمية، قبل التوقف لالتقاط صور الكثبان الرملية بالتزامن مع غروب الشمس، ثم تتاح الفرصة للمشاركين لركوب الهجن وصولاً إلى موقع المخيم حيث يتم الترحيب بهم واستقبالهم بالقهوة العربية والتمور.

ويتوجه السياح إلى المخيم للاستمتاع بوجبة عشاء شواء والسلطات الطازجة، وتشكيلة من الحلويات والمشروبات تحت أضواء النجوم، وقد تم تصميم العشاء ليشبه تجربة الطعام البدوية. وبعد العشاء، يمكن للراغبين تجربة الشيشة، والاستمتاع بالفلكلور العربي.

ويقول هيثم أحمد الخليلي إن هذه الرحلة تمنح للسائح العربي والأجنبي تجربة صحراوية فريدة، ﻷن مسار الرحلة والمخيم يقع ضمن محمية دبي الصحراوية التي تعد واحدة من أكبر المحميات الطبيعية في المنطقة، وقد أنشئت لحماية مختلف الفصائل المهددة بالانقراض بما فيها المها العربي والغزلان العربية الجبلية.

وأنشئت هذه المحمية بتعاون بين طيران الإمارات وحكومة دبي، لحماية المواطن الصحراوية الهامة ومجموعة متنوعة من الحياة البرية المهددة بالانقراض، وهي لا تزال حتى اليوم أكبر محمية طبيعية في الإمارات العربية المتحدة.

وتطلب إنشاء المحمية، والتي تعد الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة، إصدار قانون خاص بحماية البيئة في دولة الإمارات لضمان المحافظة على هذه المحمية وعدم المساس بها.

وتمتد محمية دبي الصحراوية على مساحة 225 كيلومتراً مربعاً، أي ما يعادل 5 في المائة من المساحة الإجمالية لمدينة دبي، ويتوسط المحمية منتجع صحراوي فاخر.

وتعد المحمية، بالإضافة إلى قيامها بحماية أنواع شتى من الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض مثل المها العربي والمها معقوف القرنين، مساهماً رئيسياً في الجهود المحلية للمحافظة على البيئة والبحوث العلمية ذات الصلة.

ويؤكد مسؤولو طيران الإمارات أن الشركة تقوم بتوجيه كافة العائدات التي يحققها المنتجع لمشاريع المحافظة على البيئة ورعاية الحيوانات البرية، إضافة إلى توفير الدعم المادي الكامل لفريق يتكون من ثمانية من العلماء والمختصين بالمحافظة على البيئة والحياة البرية.

عن "هيسبريس"