يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم يوم مميز لدى أهالي مدينة درنة.

فكان  الرجال يقومون  بطلاء عتبة البيت بالجير الابيض،خوفا من تأتيهم "الجثامة" ليلا وتضغط على أنفاسهم وأنفاس عائلتهم، وفق الروايات الشعبية، بينما تقوم الفتيات بتكحيل أعينهن بالكحل وقطع جزء من ظفيرة شعرهن كنوع من العادات والتقاليد في عاشوراء. 

في تستعد النساء لاعداد السليقة، وهي لا تُعرف إلا في درنة، فهي بكل بساطة  تتكون من (فول+حمص+قمح+قديد) وتجمع بعد نقعها وطبخها مع بعضها وتطبخ بعد أن يضاف إليها القليل من الحرارات والبزار وقليل من الطماطم والملح .

صباحا وبعد صلاة الفجر بقليل تقوم سيدة البيت بوضع كل مكونات السليقة على النار،  أولا تطبخ كل منها على حدة، وعندما يقارب على الاستواء ، تضع الطنجرة الكبيرة أو ذاك القدر النحاسي وتضع فيه تقلية السليقة المكونة من ( كمية كبيرة من القديد والفواح والبهارات والطماطم والفلفل الأخضر ) وعندما تستوي تضيف اليها الفول والحمص والقمح وقليلا من الماء، لتهدر قليلا على النار .

ويتجهز   الأطفال ليقوموا بتوزيع السليقة في أواني صغيرة ليتم توزيعها على الجيران، كل بيت تحمل له، تنتظر حتي يعطونك من سليقتهم .

ولن تسلم حبات القديد من  التلقيط   في الطريق اثناء العودة، وهكذا يتحول الشارع إلى خلية من النمل، تنقل الاواني من بيت لبيت ولا تنتهي حتى ما بعد اذان العصر، ليعود  الاطفال ويستحموا  ويبدأون في التعييد مجموعات مجموعات مختلطه بنات واولاد، يطرقون  الابواب وهم  يتغنون   بأعلى الاصوات : 

"عاشوره عاشورتي .. تنفخلي زكورتي .. تنفخها وتزيدها .. قالوا منهوا سيدها .. سيدها عبدالرحمن .. وكال الخبزه والرمان .. في ذيل الدكان 

واللي ما تعطينا الحمص .. يصبح راجلها ايتلمس

واللي ما تعطينا الفـــول .. يصبح راجلها مهبـــول

واللي ما تعطينا افلوس .. يصبح راجلها امحبـوس"

وحتى الآن لا أحد يعرف من هو سيدي عبدالرحمن؟ ولماذا يأكل في الرمان بالخبز في ذيل الدكان؟.