رفعت الإدارة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب السرية عن وثائق لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون خلال حقبة ما عرف بالربيع العربي عام 2011، الوثائق كشفت تفاصيل الدور الأمريكي فيما عرف بالربيع العربي بشكل عام أما في ليبيا فإنها كشفت تورط سياسيين ليبيين بعضهم مازال على قيد الحياة وآخرون توفوا في التخابر مع المجتمع الدولي بهدف إسقاط الدولة كما كشفت الوثائق أن الولايات المتحدة  كانت تقوم بالتحكم في تفاصيل المشهد السياسي والأمني والعسكري بليبيا حتى إسقاط الدولة.. وللحديث أكثر عن أهمية هذه الوثائق وكيف يمكن الاستفادة منها في محاسبة المتورطين بإسقاط البلاد التقينا عضو مجلس النواب علي السعيدي.

إلى نص الحوار:

كيف ينظر إلى وثائق كلينتون الأخيرة؟ 

ينظر إلى وثائق كلنتون من زاوية الهدف الأساسي مما عرف بالربيع العربي عام2011 هو تدمير الأمة والهوية العربية وهذا ما اتضح جليا بعد نشر وثائق وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون 

لماذا ظهرت الوثائق في هذا التوقيت بالذات؟ 

بالتأكيد فإن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عندما نشرت هذه الوثائق تسعى لتحقيق مصالح الحزب الجمهوري ضد الحزب الديمقراطي وذلك يؤدي لكشف حقيقة تيار الإسلام السياسي والذي يعتقد أن الديمقراطيين هم الشريك الحقيقي لهم في العالم العربي وبعض الدول الأخرى لكنني في كل الأحوال لا أعتقد أن هذه الوثائق قادرة على كشف مزيد من الحقائق المعمقة.

ما مدى تورط سياسيين ليبيين في التدخل الغربي بليبيا في 2011؟ 

نعم.. فقد ذكرت الوثائق أسماء ليبية كثيرة منها من توفي ومنها من هو على قيد الحياة وبالتأكيد فإن الليبيين لن يتسامحوا مع هؤلاء المتورطين في أحداث 2011 بعدما نتج عنها من خراب ودمار للبلاد.

هل لهذه الوثائق قيمة بعد 9 سنوات من إسقاط الدولة الليبية؟

هذه الوثائق لا تسقط بالتقادم والدليل على ذلك أنها كانت عام 2011 ومع ذلك فإن كشفها عام 2020 أثار ضجة وكان له أهمية كبيرة.

ما مدى تأثير هذه الوثائق على العملية السياسية القادمة في ليبيا؟ 

بالتأكيد فإن الشعب الليبي لن يتهاون مع من ذكرت أسمائهم في هذه الوثائق ولن تكون لهم فرصة في المشاركة بالعملية السياسية القادمة كما أنه مع مرور الوقت سيتم محاسبتهم محاسبة عادلة على قيامهم بتدمير ليبيا وتشريد أبنائها وقطع أوصالها وتمزيق النسيج الاجتماعي للبلاد.

برأيك.. إلى أي مدى سيتم تتبع المتورطين الذين كشفت عنهم الوثائق؟

في ظل الظروف التي تعيشها ليبيا والمتمثلة في هشاشة الوضع بالبلاد يصعب اتخاذ أي إجراءات ضد هؤلاء المتورطين على الأقل في الوقت الراهن. 

كيف يمكن للدول العربية استغلال هذه الوثائق؟

هذه الوثائق تعطي مستندات ودلائل ولو قليلة للدول التي دخلت تحت مظلة الربيع العربي للذهاب للمحاكم الدولية ورفع قضايا في محكمة الجنايات الدولية 

ما الكلمة الأخيرة التي تقولها لنا؟

أتمنى من مختلف الدول العربية مثل مصر وتونس وسوريا واليمن أن يتحدثوا بصوت واحد لمقاضاة الولايات المتحدة أمام الرأي العام الدولي وفي المحاكم الدولية استنادا إلى هذه المذكرات.