لا حرب دون أموال، هكذا يقول أمراء الحرب وقادة الميلشيات التابعون للمجلس الرئاسي، في الوقت الذي يتم فيه تأجير المقاتلين لمواجهة الجيش الوطني بمبلغ 1000 دينار يوميا، مع 25 ألف دينار كمهبة توضع في حسابات عناصر الجماعات المسلحة مصادر مطلعة لـ«بوابة افريقيا الاخبارية» أن حكومة السراج منحت مبالغ ضخمة لقادة الميلشيات المعروفين، وقال آمر قوة المنطقة الغربية أسامة الجويلي أنه تسلم مبلغ 150 مليون دينار لدفع أجور المرتزقة، غير ان القبائل أعلنت تأييدها للجيش الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر ووفق ذات المصادر فإن السراج خصص مبالغ تتراوح بين 70 و50 مليون دينار لكل ميلشيا، إضافة الى 250 مليون دينار لقوة المنطقة الوسطى، ومثلها لقوة المنطقة الغربية، و100 مليون لميلشيا هيثم التاجوري، واعدا بدفع المزيد في حالة انتصار الميلشيات على الجيش وكان رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أعلن تخصيص مبلغ  ملياري دينار ليبي (1.4 مليار دولار أمريكي) لدعم المليشيات لقتال الجيش الوطني الليبي في العاصمة طرابلس.

كما وجه مدير مكتب السراج، يوسف المبروك، خطابين إلى كل من مدير مكتب رئيس ديوان المحاسبة ومدير مكتب محافظ مصرف ليبيا المركزي ومدير مكتب شؤون الوزارة بوزارة المالية، بتخصيص 484 مليون دينار "لتغطية الاحتياجات الضرورية بسبب الاحتياجات الاستثنائية نتيجة الأحداث الجارية".
وفي هذا السياق ، حذر رئيس لجنة الرقابة بمجلس النواب، زايد هدية، من وصول هذه الأموال المصروفة إلى المتطرفين، منبها إلى مغبة صرف هذه الصكوك في هذا الوقت، لما فيه من نهب وإهدار لثروات وأموال الليبيين، ودعم للميليشيات الإجرامية منها والإرهابية.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيش الوطني الليبي- الذي أطلق في 4 أبريل الجاري عملية عسكرية لتطهير طرابلس- والمليشيات المسلحة والجماعات المسلحة تابعة لتنظيمي الإخوان والقاعدة في ليبيا من جهة أخرى.وتدعم حكومة الوفاق المليشيات المسيطرة على العاصمة طرابلس منذ سنوات، ما أثار انتقادات كثيرة من المسؤولين والنشطاء الليبيين، مطالبين بنزع سلاح هذه المليشيات بموجب الاتفاق السياسي الذي وقع في الصخيرات عام 2015، إذ تقدم حكومة السراج دعماً مالياً وسياسياً لهذه المليشيات بإدراجهم في الأجهزة الأمنية، وإعطاء قادتها مناصب سياسية رفيعة.وقال النائب الليبي بشير الأحمرأن تخصيص ملياري دينار للمليشيات يعد دليلا قاطعا على تغلغل المجموعات الإرهابية وقادتهم في سدة الحكم، مضيفاً أن لهذه المليشيات ممثلين في المجلس الرئاسي مثل محمد العماري.
وحول مصادر تمويل هذه المليشيات المسلحة، أكد الأحمر أنها تسيطر على المصرف المركزي في طرابلس، فضلا عن الدعم القطري والتركي لهم.
ورأى عضو مجلس النواب محمد العباني أن قرار  رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج بمنح 2 مليار دينار لميليشيات طرابلس هو إعطاء من لا يملك لمن لا يستحق من أموال الخزينة العامة التي تعد ملكاً للشعب،متهماً السراج بارتكاب جريمة إهدار مال عام لتصرفه في المال العام خارج الميزانية المعتمدة ،مؤكدا  أن تخصيص مبلغ ملياري دينار خير دليل على ارتباط المجلس الرئاسي والسراج بقوى الشر والإرهاب ما يفقده أي شرعية ويعريه أمام شعبه والمجتمع الدولي ويجرده من العطاء الاجتماعي والأدبي والأخلاقي.
وأشار عضو مجلس النواب إلى أن منح السراج أموال للميليشيات يزيد موقف الجيش قوة ودعما وإصرارا على تطهير العاصمة من هذهِ النماذج التي تعيث في العاصمة فسادا.
وتساءل العميد أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، قائلا: "أين المجتمع الدولي من التمويل المستمر للإرهابيين والمليشيات المسلحة في ليبيا". وأضاف "المسماري" خلال مؤتمر صحفي إن السراج وجهة جميلة، يدار من جهات أخرى مثل قطر والمليشيات الإرهابية، مشيرا الى أنه :" تم جلب إرهابي من أفغانستان إلى ليبيا عام 2011 وكون كتيبة مالك الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة، وهناك ارتباط وثيق بين المليشيات في طرابلس والعصابات الإرهابية".
وتخشى جهات مخابراتية غربية من تحويل مبالغ ضخمة من أموال الشعب الليبي الى الجماعات الإرهابية التابعة لتنظيمي داعش والقاعدة الذين يقاتل في صفوف قوات السراج، خصوصا بعد أن تأكد لها أن المجلس الرئاسي بات يعتمد في تصديه للجيش على إرهابيين مطلوبين للمحاكمة سواء في ليبيا أو الخارج.