التقى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج اليوم الاثنين مع رئيس النمسا الكسندر فان دير بيليين. وبين المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن السراج قدم خلال لقاء رئيس النمسا في العاصمة فيينا لمحة عن مستجدات الوضع السياسي في ليبيا كما عبر عن تقديره لدعم النمسا لحكومة الوفاق وللمسار الديمقراطي، وحرصها على مساعدة الليبيين على تجاوز الأزمة الراهنة.

وأكد السراج أن الوضع في ليبيا يتجه بصفة عامة نحو التحسن وأن حكومة الوفاق تدعم مبادرة المبعوث الأممي غسان سلامة التي تفضي إلى انتخابات تجرى في إطار دستوري سليم، مؤكدا بأن خيار الانتخابات الذي سبق وأن طرحه عام 2017م يعد من وجهة نظره المخرج الوحيد من الأزمة الراهنة.

من جانبه أكد رئيس النمسا دعم جهود السراج لتحقيق الأمن والاستقرار في بلاده، معربا عن حرص النمسا على تطوير العلاقات الثنائية مع ليبيا وتفعيل اتفاقيات التعاون معها التي تشمل مجالات حيوية متعددة.

وتطرق الاجتماع إلى قضية الهجرة غير الشرعية حيث اتفق الجانبان على ضرورة اعتماد معالجة شاملة للمشكلة بأبعادها المختلفة الإنسانية والاقتصادية والأمنية، وأن لا يقتصر الحل على الجانب الأمني رغم أهميته.

وكان السراج أجرى في وقت سابق محادثات مع مستشار النمسا سبستيان كورتس شارك فيها عدد من وزراء ومسؤولي الحكومة النمساوية، ووزير الخارجية الليبي محمد سيالة وطاهر السني المستشار السياسي للسراج والقائم بالأعمال جلال العاشي.

وتناولت المحادثات ملفات التعاون المشترك، خاصة في مجالات الصحة والتعليم، والنفط والمعادن، والبناء والتشييد والصناعة، ودعم قطاع الكهرباء، وإمكانية تدريب الكوادر الليبية بمختلف التخصصات في النمسا إضافة إلى تبادل الخبراء كما تم بحث إمكانية الاستفادة من قدرات النمسا في مجال الطاقة المتجددة، والاستثمار المشترك في هذا المجال كما اتفق الجانبان على أهمية التعاون في مجال مكافحة الجريمة والتهريب والاتجار بالبشر والحد من الهجرة غير الشرعية من خلال توحيد الرؤية بما يخدم مصلحة جميع الأطراف كما اتفق الجانبان على تفعيل مذكرات التفاهم التي تشمل المجالات السابقة، من خلال آلية تضعها اللجان الفنية في البلدين .

وطالب السراج خلال الاجتماع بعودة سريعة للبعثة الدبلوماسية للنمسا إلى العاصمة طرابلس، وعودة الشركات النمساوية للعمل من جديد في ليبيا، وتعهد الجانب النمساوي بالعمل على تحقيق ذلك في أقرب وقت ممكن.

وتحدث السراج إلى وسائل الاعلام حيث قدم ملخصاً لنتائج مباحثاته مع كل من الرئيس والمستشار وما تم التوصل إليه من اتفاق على تفعيل مذكرات التفاهم واتفاقات التعاون الاقتصادي والعلمي والفني الموقعة بين البلدين والسارية المفعول، وتلبية احتياجات ليبيا في قطاع الخدمات.

وقال السراج لوسائل الإعلام "اننا نتطلع إلى شراكة حقيقية بين ليبيا والنمسا تترجم إلى مشاريع على أرض الواقع تعود بالفائدة على الشعبين" موضحا بأن بلاده تمر بوضع استثنائي وتواجه تحديات سياسية وأمنية واقتصاديه وتحتاج في هذا الظرف إلى دعم الأصدقاء وإلى أن يتحقق الاستقرار وتستعيد البلاد عافيتها، مؤكداً بأن "ليبيا تمتلك من المقومات الاقتصادية والإستراتيجية ما يمكنها من تحقيق النهضة والمساهمة الإيجابية في الحفاظ على السلام والأمن بالمنطقة".

وكان السراج وصل مساء أمس الأحد إلى العاصمة النمساوية في زيارة رسمية تستغرق يومين.