أكد رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أنه لا حل عسكريا للصراع في ليبيا، وأنه لا يوجد رابح من الصراع، بل هناك خاسر واحد هو ليبيا.

وقال السراج في كلمته بالدورة الاستثنائية الثانية عشرة لمؤتمر الاتحاد الأفريقي المقام في النيجر إنه يتحدث بصفة ترؤس ليبيا لاتحاد المغرب العربي، موضحا أن المقام لا يتسع "للحديث عن التحديات التي واجهها هذا الاتحاد منذ تأسيسه وعلى مدى مسيرته"، مؤكدا أن الإرادة القوية "قادرة على التغلب على ما يواجه الاتحاد من مصاعب، والسير قدماً لتحقيق التطلعات التي تصبو إليها شعوبه في السلام والتقدم والازدهار الاقتصادي والتنموي ولدى منطقتنا المغاربية المقومات والموارد، وتمتلك الخصائص الجغرافية والتاريخية والثقافية المشتركة التي تعجل بتحقيق ذلك، ليعمل الاتحاد المغاربي على التكامل بفعالية مع محيطه وامتداده الافريقي"، مردفا "وأمام ما تمر به دولنا المغاربية من أزمات متفاوتة، فلا مجال لتأخير أو تأجيل تفعيل مؤسسات الاتحاد" وهو ما سيجري العمل على تحقيقه.

وتحدث السراج عن الأوضاع في ليبيا أن قوات الوفاق تصدت لقوات الجيش في العاصمة طرابلس في اشتباكات أدت "لسقوط عدد كبير من الضحايا وصل إلى أكثر من 1000 شخص من بينهم مدنيين، بعد عمليات قصف ممنهج بالطيران والصواريخ والأسلحة الثقيلة لأحياء مكتظة بالسكان، ومرافق ومنشآت مدنية، علاوة على نزوح آلاف العائلات، وكان أخر هذه الكوارث، القصف الجوي لمركز إيواء للمهاجرين بشكل متعمد منذ أيام، الذي قتل العشرات من الأفارقة الأبرياء" مطالبا "الاتحاد الافريقي ورئاسته أن يصدر عن هذا المؤتمر إدانة واضحة صريحة لهذه الضربة الهمجية المتعمدة، التي تعد جريمة حرب كاملة الأركان.. وإرسال لجنة تحقيق بشكل فوري لكشف حقيقة هذا الهجوم والكشف عن مرتكبي جريمة الحرب هذه".

وأوضح أن أجواء الحرب "تخلق تحدياً إضافياً، فهي تمثل أرضية مناسبة لعودة داعش وغيرها من التنظيمات الإرهابية بعد أن (قضت عليه حكومة الوفاق) في مدينة سرت وغيرها من المدن، وقدمت في سبيل ذلك 800 شهيد وآلاف الجرحى".

وأضاف السراج "رغم صعوبة الظرف الحالي لم تتوقف قوة مكافحة الإرهاب الليبية عن الرصد وملاحقة فلول الإرهاب وخلاياه النائمة بالتعاون الأمني والاستخباراتي مع عدد من الدول الصديقة"، مردفا أن قوات الوفاق تمكنت "بدعم من البعثة الأممية من العمل على استتباب الامن، واستطاعت تحقيق نتائج إيجابية ملموسة خلال الأعوام الماضية، أقرت بها البعثات الدبلوماسية المتواجدة بطرابلس والتي تجاوز عددها الأربعين سفارة".

وأضاف السراج "إننا مدركون جيداً بأن لا حل عسكريا للصراع في ليبيا، وأنه لا يوجد رابح من الصراع، بل هناك خاسر واحد هو ليبيا ومن هذا المنطلق تقدمت لليبيين بجميع مكوناتهم وفي كل المناطق، المؤمنين بالحل السلمي ومدنية الدولة، بمبادرة بتاريخ 16يونيو الماضي، للخروج من الازمة الراهنة، والوصول إلى وضع سياسي مستقر تتلخص بعقد ملتقى وطني، يمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية قبل نهاية هذا العام، يضع لها الملتقى القاعدة الدستورية المناسبة، وأن تساهم الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي في إنجاح العملية الانتخابية".

وأردف "كما طالبنا بوضع آليات لمصالحة وطنية شاملة، وتفعيل اللامركزية سعياً للتوزيع العادل للثروة، والاستخدام الأمثل للموارد"، مضيفا "إننا نعول على الدور المهم للاتحاد الأفريقي في الشأن الليبي، وندعوه إلى دعم مبادرتنا للحل السياسي السلمي، ومساعدة الشعب الليبي على المضي قدماً على طريق الأمن والاستقرار والسلام".

وطالب السراج رئيس جمهورية الكونغو رئيس اللجنة رفيعة المستوى حول ليبيا دينيس ساسو انغيسو باستكمال دور اللجنة المهم لدعم استقرار ليبيا وإيقاف التدخلات السلبية لبعض الدول في ليبيا.

وقال السراج "إن التحديات المتعددة التي تواجه بلداننا واتحادنا الأفريقي على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ومحاولات التهميش وسلب ثرواتنا، والإرهاب والمؤامرات الخارجية، تفرض على أفريقيا أن تقف متحدة متضامنة في مواجهتها" مضيفا إننا "نرى أن يعمل الاتحاد بجهد أكبر على تعميق الأخوة والهوية الأفريقية، ويجعل همه الأساسي حل المنازعات الأفريقية، بآلية فاعلة ترسخ الاستقرار والأمن الأفريقي، وان يسارع بالعمل في إطار تقاسم الهموم المشتركة، على مساعدة الدول الأعضاء في تسريع وتيرة التنمية، وبناء الهياكل الأساسية والبنى التحتية، والاستغلال الأمثل لمواردنا الطبيعية و البشرية، وتأهيل وبناء قدرات المواطن الأفريقي، ومن ثم الدولة الأفريقية المنشودة ذات الحكم الرشيد" معربا عن ترحيبه "بتدشين المرحلة التشغيلية لمنطقة التجارة الحرة القارية الافريقية، واختيار .. غانا لاستضافة مقر الأمانة العامة للمنطقة".