أثار نعت الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي ب« المرشد » جدلا في الأوساط التونسية التي رأت أن الأمر يتجاوز زلة اللسان ليكشف عن موقف من إرتباط حركة النهضة التنظيمي والعقائدي والسياسي بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.

ونقلت وسائل إعلام تونسية عن مصدر من داخل الحركة إن النهضويين  تقبلوا باحتراز  نعت السبسي للغنوشي  بمرشد الحركة،لأنها كلمة تحتوي على عديد الرسائل المشفرة.

وأشار مراقبون محليون الى أن إشارة السبسي التي وردت في حوار تلفزيوني مساء الأحد الماضي ، وأطلق من خلالها صفة « المرشد » على الغنوشي ، لم تأت من فراغ ، وإنما تعبّر عن نهاية التوافق تم التوصل إليه بين الرجلين خلال لقائهما في باريس في أغسطس 2013 ، والذي كان برعاية أطراف إقليمية ودولية ، موضحين أن السبسي يدرك أن من بين أسباب الأزمة الإقتصادية والسياسية التي تمر بها ، إرتباط حركة النهضة بجماعة الإخوان المصنفة كتنظيم إرهابي في أكثر من بلد عربي.

وانتقد القيادي في  الحركة  عبد اللطيف المكي استخدام قائد السبسي للفظ “المرشد” خلال حديثه عن  الغنوشي، مؤكدا أن ما صرح به قائد السبسي “ليس زلة لسان (بل) هو تلميح لشيء غير صحيح» وفق تعبيره ، مشيرا الى أن  «الغنوشي رئيس حزب مدني وله مؤسسات ومتماسك ويعمل وفق أصول العمل السياسي والحزبي » 

وأضاف المكي “من أجل مصلحة البلاد لن نتوقف عند هذه الكلمة” وفق قوله الى ذلك ، قالت  رئيسة الحزب الحر الدستوري عبير موسي في تدوينة لها على صفحتها بالفايس بوك ، أنها لن "تسمح بتنفيذ مخطط الاخوان في تونس وأن تونس لن تستسلم الى المرشد واسياده واتباعه،" على حسب تعبيرها

وتوجهت موسي برسالة مفتوحة الى الرئيس السبسي قالت فيها « سيدي الرئيس، تعرف أن حليفك "مرشد" ومع ذلك تتركه يرتع في البلاد وينفذ مخطط الإخوان؟؟ المعذرة لن نقبل ذلك مهما بررتم ومهما استنجدتم بمفهوم الوحدة الوطنية ونبذ الإقصاء وحاجة تونس للجميع.. تونس ليست في حاجة للإرهابيين ولا لداعميهم ولا لأذرعهم وليست في حاجة لمن يخططون لدمغجة أبنائنا وضرب النموذج البورقيبي على المدى المتوسط والطويل..لا و لم ولن نقبل  أن نسلم تونس الى "المرشد"وأسياده وأتباعه مهما كلفنا الأمر وسنحاربه بقوة القانون .. النضال مستمر وإن غدا لناظره قريب »

وإعتبر  الإعلامي زياد الهاني أن قائد السبسي وجه رسالة “تحذير” للغنوشي “الذي سماه في إشارة عابرة  بـ”المرشد”، وهو لفظ مربوط بالإخوان المسلمين الذين يناقش الكونغرس الأمريكي تصنيفهم كجماعة إرهابية”.