دعا الأمين العام للحركة الشعبية الوطنية الليبية مصطفى الزائدى، إلى إعادة خطاب ثورة الفاتح لتنقية الدين مما لحق به من تشويه، عن عمد وعن جهل.

وقال الزائدي، في تدوينة نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، "يكثر الحديث هذه الأيام، في وسائل الإعلام من قنوات فضائية وإذاعات مسموعة محلية، ومنصات التواصل الاجتماعي، في كل دول العالم الإسلامي، عن الخلط الخطير بين التراث الإسلامي الذي نقله لنا في أغلبه مستشرقون معادون للإسلام والمسلمين، وحقيقة الدين الحنيف المحفوظ كما اوحى به العلى العظيم الى خاتم المرسلين، في القرآن الكريم.

 وعن عدم قدرة الأولين حتى وإن صدقت نواياهم في صياغة كل تفاصيل حياة الناس الى يوم الدين، وأصبح الحديث جهارا عن الأخطاء الفادحة فيما يسمى الصحيحين وغيرهما من الكتب التي تحوي كلاما مشوها منسوبا الى النبي صلى الله عليه وسلم، والتي حاول من يُسمون أنفسهم رجال الدين استغلالها كحقوق معرفة محتكرة يستطيعون بها السيطرة على عموم المسلمين!! 

في بدايات سبعينيات القرن الماضي جمع القائد الشهيد معمر القذافي علماء المسلمين في لقاء تاريخي وطرح عليهم أهمية انطلاق الدعوة السلمية لنشر الدين، وأشار فيما أشار الى ضرورة التركيز على نشر القرآن المجيد وترك المذاهب والمأثور من الدين لأنه فقط يفرق المسلمين ولن يساعد على نشر تعاليم الإسلام!!

 ردة فعل مشائخ الضلالة كانت تكفير العقيد، واعتباره خارجا عن الملة بوصفهم له انه متجاوز لأصل من أصول الدين، وذهبوا الى حد القول بأنه ناكر للسنة النبوية المطهرة، مع انه إنما طرح سؤال بسيط مشروع، هل تأكدنا ان هذه الاقوال المتناقضة بشكل صارخ الواردة فيما يسمى كتب الحديث هي فعلا أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وليست دسا ربما من أعداء الدين ؟؟؟ خاصة إنها دونت بعد قرون من وفاة النبي في زمن اشتدت فيه الفتن والصراعات السياسية !! ونقلت عن سلسلة طويلة من الأفراد لا يمكن مهما بلغت قدرة البحاث ومهما توسعت مداركهم التأكيد بصدق كل حلقاتها وصحة روايتهم للأحداث، فما حوته من غرائب وعجائب كحديث عمرو ابن ميومون الذي ورد بصحيح البخاري عن "رجم القرود لقردة زنت " وحديث الغدير الشهير الذي يراه الشيعة أساسا لأحقية علي وذريته بالخلافة، ويلعنون وفقه كل صلاة الشيخين المرضى عنهم ابوبكر وعمر، وغيرها مما لم تعلمه عامة الناس ولا مجال هنا للتوسع فيه ، مع ان الثابت عن النبي انه كان يأمر بتدوين القرآن كما أنزل ونهى عن تدوين الحديث خوفا من اختلاطها بالتنزيل الحكيم".

وأضاف، "السؤال هل كان معمر القذافي أول التنويريين ؟؟ وهل سيرجع التنويريون الى أقواله ولو في إطار حماية الملكية الفكرية ؟؟وهل كان المسلمون سيُجنِبون أنفسهم ما يصيبهم اليوم من قتل وتدمير، لو أستمعوا وقتها الى ما قاله بقلوب صافية بعيدا عن عقد التعالي لدي المدّعين أنهم اوصياء على الدين !! لا شك إن الليبيين ادركوا ولو بعد فوات الأوان صدق الرجل !! وأهمية دعوته لإلغاء وظيفة المفتي التي هي تراث تركي لا غير، ولما تشكله من تهديد للسلم الاجتماعي!! ولعل المفتي الغرياني الذي أستحق عن جدارة لقب المفتن برهان بيِّن لما قال !! دعوة صادقة للاطلاع على تفاصيل لقاء الشهيد القائد بعلماء المسلمين في شهر ديسمبر عام ١٩٧٠، وبعث جمعية الدعوة الإسلامية العالمية بتمويل من ضريبة الجهاد، وما حققته من جهود في نشر الدعوة قبل أن تنال نصيبها من التخريب بعد سيطرة الإخوان وأتباعهم !! وشتان بين الجهاد الذي مارسته تلك المؤسسة التنويرية، والجهاد الذي يدعوا له الإخوان ومن تبعهم من فرق ليست في الدين من شيء، الذي أصاب أذاه كل المسلمين وخاصة في العراق وسوريا وليبيا".