أكد أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية د.مصطفى الزائدي، أنه من أساسيات الحرب النفسية التي أصبحت تشكل الجزء الهام في الحروب الحديثة، هو تشكيك الأفراد والمجتمعات في أنفسهم وفي مقدرتهم على الخروج من الأزمات التي يتعرضون لها.

وقال الزائدي- في تدوينة نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تحت عنوان "في الأولويات، من أولويات النصر، الثقة في النفس، والثقة في الشعب"

مضيفا بالقول: "أشد ما يزعجني الحديث عن الشعب الليبي والعرب عموما وتصرفات أفرادهم والممارسات السائدة من بعضهم والتي تظهر على السطح وكأنها حالة عامة شاملة، وسهولة استغفالهم بالحملات الدعائية وانجرارهم خلف أشياء لو نظروا فيها قليلا لتبينوا زيفها ولاحظوا مضارها قبل أن تلحق بهم، وبالرغم أن المشاهدة العابرة والنظرة السطحية تثبت ذلك من حيث الشكل، لكنها تعجز عن التمعن في الأعماق، العرب عموما والليبيون خصوصا شعوبا متحضرة طيبة صادقة في أغلبها، لا تكذب ، مفطورة على التصديق لكونه من قواعد الإيمان، فلذلك لا تتوقع من الآخرين الكذب فتصدق دون تمحيص ما تسمع وما تري، وهي شعوب تؤمن بأن الصبر وكثمان الغيض طريق لكسر شوكة الأعداء ، فتراها تتعايش قسرا مع الظلم لكنها لا تقبله ، وربما ذلك يفسر شراسة العدو في مواجهتها وحجم الإمكانيات التي يسخرها في حربه عليها ، مقارنة بما يسخره ويستخدمه في مواجهاته مع آخرين".

وتابع الزائدي، "وهي شعوب تدفن سفهاءنا فلا يظهرون في أزمنة السلم والراحة، لكنها عند الانكسار لا تقدر على منعهم من إظهار رؤوسهم ، فبمجرد حلول الفوضى يخرجون من جحورهم فيبدون وكأنهم كثرة رغم كونهم قلة قليلة سرعان ما يقضى عليهم بمجرد نهوض الأمة من كبوتها ، ولنا في تاريخنا البعيد والقريب أوضح الأمثلة، ولأن المجال لا يسمح بحصرها ناهيك عن شرحها، فأكتفي بنظرة على الخارطة الليبية الحالية، حيث ظهر السفهاء وكأنهم الحالة السائدة ، لكنهم انقرضوا لمجرد تمكن المؤسسة العسكرية والأمنية من إعادة ترتيب نفسها في المنطقة الشرقية، اليوم كان بالأمس مستقبلا منشودا، والغد سيكون بعد غد ماضي نتذكره بآلامه ومباهجه، نحن من يطوينا الزمن، علينا أن نكتب فيه كلمات يذكرنا فيه اللاحقون بخير" وفق تعبيره.