سلط أمين اللجنة التنفيذية للحركة الوطنية الشعبية الليبية، مصطفى الزائدي الضوء على استهداف المدنيين في العاصمة طرابلس ليلة أمس الثلاثاء.

وقال الزائدي في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "عود إلى المربع الأول، إزدواج المعايير، مدنيون ومدنيين" مضيفا "عرقلوا إقامة دولة لتسع سنوات ويدّعون أنهم يقاتلون من أجل مدنية الدولة" مردفا "ليبيا وطن بديل للإرهابين والمهاجرين".

وأعرب الزائدي عن إدانته "بقوة استهداف المدنيين، واستعمالهم دروعا بشرية يحتمي بها المجرمين، وترويع الآمنين، لكن المرحلة الخطرة التي يمر بها شعبنا الليبي الصابر، تفرض أن نتناول الأمر الواقع المرير كما هو وليس كما يُراد له ان يُصوّر".

وأضاف الزائدي "عام ٢٠١١ دمرت ليبيا نتيجة دعاية سوداء بأن الجيش الليبي الذي سمى وقتها كتائب القذافي، يبيد المدنيين وإن القتلى بالألاف، وجثثهم تملأ الشوارع، وخرج شلقم يذرف دموع التماسيح في مجلس الأمن الدولي، لتبدأ مرحلة سيئة تعيسة عاشها الليبيون  طيلة قرابة عقد من الزمان".

وأردف الزائدي "البارحة نفس الشعارات ملأت القنوات الإخوانية، نفس الجوقة وبنفس المحرضين والمروجيين، من دوغة إلى نعمان إلى بويصير إلى  باش اغا إلى جويلى إلى آخر القائمة يتباكون على قصف المدنيين في طرابلس، ونفس قادة المليشيات في ٢٠١١ يخرجون يمتشقون سلاحهم بدعاية الدفاع عن المدنيين، من بادي إلى جويلي إلى بلعم إلى باش اغا، بشحمهم ولحمهم".

وتابع الزائدي "لكن الباكين هذه المرة هما السيد السراج وأسامة جويلي اللذان خرجا بعد لحظات من القصف الهمجي لأحياء طرابلس، في مشهد درامي نقصته الحبكة الدرامية، ربما لغياب المخرج العالمي ليفي، قبل لحظات من عقد مجلس الأمن لجلسة تشاور، ليقولوا انظروا الجيش الليبي الذي اسموه مليشيا حفتر يبيد المدنيين" متسائلا "هل من يصدقهم" "هل من يجازف أن تستمر معاناة الشعب لتسع سنوات أخرى؟".

وتابع الزائدي "لكن أسئلة أكثر بديهية تفرض نفسها لقرابة اسبوعين، أكثر من مليون ونصف مدني من سكان طوق طرابلس تنهال عليهم الاف زخات الجراد وقنابل الهاوزر والدبابات والقصف الجوي، مليشيات إرهابية علنية تأتي من مصراته ومن درنه ومن بنغازي تدعي حماية المدنيين في طرابلس" مضيفا "بادي، بلعم، جويلى، بوعبيدة، بعض من أسماء يعرفها كل الليبيين، ويدركون جيدا نواياه لليبيا والليبيين، يتوعدون في العلن وعلى الهواء مباشرة بأن يحرقوا الأخضر واليابس كأن اهلها وساكنيها  ليسوا بشر يستحقون التعاطف حتى بعثة هيئة الأمم التي غضت بصرها على ما جرى في اسبيعة العزيزية والسواني والكريمة من جرائم  وتدمير نفذها اسامة جويلى، وما أصاب بنغشير ومنطقة طريق المطار الأهلة من دمار نفذه غنيوة، وما لحق ببنغشير وسوق الخميس والسائح والخلة ووادي الربيع وعين زاره وصلاح الدين من تدمير قام به بادي وبلعم، ولم تتسأل ما هدف مجموعات المليشيات المدججة بالأسلحة والتي زحفت من مصراته على طرابلس التي طردت منها بعد مذبحة غرفور الشهيرة".

وأضاف الزائدي "من رجم طرابلس الليلة البارحة؟" مردفا "سؤال لن تصعب الإجابة عليه، فمراجعة السيرة القتالية للجيش الليبي منذ تأسيسه والسيرة القتالية للمليشيات والمنظمات الإرهابية، يبين هوية الفاعل، ناهيك عن  معرفة المستفيد من الجريمة".

وقال الزائدي "نعم للدولة المدنية، وهي سبيل التعايش السلمي الوحيد بين الليبيين، لكن الدولة المدنية طرح نظري طوباوي بدون وجود مؤسسة عسكرية وأمنية وطنية مقامة على أسس حرفية وطنية لا تتدخل في الشأن السياسي" وتابع "لن ينطلي علينا خطاب من عرقلوا إقامة الدولة لتسع سنوات ونصدق أنهم يدافعون عن الدولة المدنية".

وأردف الزائدي "رسالتي إلى المجتمع الدولي، وأتصور أنها تمثل طيفا واسعا من الليبيين، لن نقبل أن تكون ليبيا مكبا للإرهابيين الذين فقدوا قواعدهم في العراق وسوريا، ولن تكون وطنا بديلا للمهاجرين إلى أوروبا عبرها إرضاء لنزوات الفاشي سيلفيني وأمثاله".

وتابع الزائدي "نعلم جيدا مرامي بعض الأطراف الدولية، التي تتدخل في الشأن الليبي لحماية المليشياويين والإرهابيين، ومنع إقامة دولة ليبية آمنة مستقلة مستقرة" مضيفا "المطالبة بوقف القتال كلمة حق يراد بها باطل إن لم تشمل آلية واضحة لنزع سلاح المليشيات وتطهير طرابلس من الإرهابيين" مردفا "خطة تبدأ ربما بتوفير ممر آمن لخروج الارهابيين والمليشياويين ومن يرغب من أسرهم ومؤيديهم بدون سلاح ثقيل إلى مصراته ونشر قوة شرطة مدنية وأجهزة الأمن في طرابلس، عندها لن تكون حاجة لدخول الجيش لطرابلس".