يعود الفنان والفكاهي عزيز عبدوني هذه السنة بعرضه الفكاهي الجديد "الراكد"، فبعد تجربة طويلة خاضها هذا الفنان المغربي في عدة مسلسلات تلفزية (امرة أوكادا، شوك السدرة، نقرة والنحاس، رحاب الجنان..)، وأفلام (طريق الأمل، كووول، وفي مسرح الجريمة..)، هذا الى جانب أعماله المسرحية الاحترافية مع العديد من الفرق المسرحية، وبعد نجاح جولته الفنية السنة الماضية لعرضه الفكاهي "أش دايير!!.." في عدة مدن مغربية بدعم من وزارة الثقافة ومسرح الوطني محمد الخامس وعدة مجالس وبلديات بالمغرب.

يعود الفنان عزيز عبدوني هذه السنة بعرضه الجديد المتميز الساخر "الراكد"، وهو عمل فكاهي ساخر يستعرض في لوحات هزلية هادفة مظاهر اجتماعية والتي تعطل التنمية والتقدم وتعيق الحياة اليومية للمواطنين. وبسبب هذه المشاكل قرر الراكد أن لا يخرج للحياة، وعاش 20 سنة في بطن أمه حتى تنظف البلاد من عدة "فيروسات" التي تنهش لحم المواطنين يوميا. يحكي لنا "الراكد" على حياته السعيدة داخل بطن أمه لمدة عشرون سنة لا يدري مايدور في الخارج حيث (الحرب والمجاعة وقتل الأبرياء وهدم المنازل). عاش عشرين سنة كلها حرية وطمأنينة وعندما خرج من بطن أمه أصبح مطالبا بمواجهة مفارقات الواقع وتناقضاته.

لقد استطاع المخرج صياغة هذه المواقف ضمن قالب ساخر معتمدا في ذلك على قدرات الممثل وأدائه، وتم تقسيم هذه المواقف الى حالات مترابطة حتى لا يظهر للمتفرج أن العرض هو تقديم لجمل ساخرة فقط دون الارتكاز على قالب إخراجي. واستطاع الممثل عزيز عبدوني بطراوته الجسدية أن يطبع العرض بأسلوبه الخاص، كما توافقت الإنارة والسينوغرافيا عموما في جعل العرض الفكاهي يقدم ضمن رؤية تراعي بساطة الإخراج وجعل المتفرج يتفاعل مع إيقاع العرض. الفنان عزيز عبدوني تجربة فنية في مجال الكوميديا المغربية، ومن الجيل الجديد من الفكاهيين الشباب الذين احتفى بهم الجمهور المغربي.

من خلال عروضه الوان مان شو، وأدائه في العديد من المسرحيات والأعمال التلفزيونية والسينمائية المغربية والدولية استطاع عزيز عبدوني أن يفرض أسلوبه الخاص والذي جعله قريبا من الجمهور دون تكلف. قدرته على تقديم حالات اجتماعية وتناقضات الواقع الذي نعيشه، تحكمه في تقنيات الجسد والتعبير بصدق على المواقف، قربه دائما من الفئات الاجتماعية من مختلف الأعمار. وتجدر الإشارة الى أن الجمهور قد تفاعل بشكل لافت مع العروض الأولى ل"الراكد" في كل من مدن الخميسات والقصيبة.