وصل الرئيس التشادي، إدريس ديبي، ظهر اليوم الأربعاء، إلى الخرطوم في زيارة رسمية تستغرق يومين لبحث "العلاقات الثنائية" مع نظيره السوداني عمر البشير.

وكان البشير وعدد من وزراء حكومته في استقبال "ديبي" بمطار الخرطوم الدولي، بحسب مراسل الأناضول.

ومن المنتظر أن يدخل الرئيسان اجتماع قمة في وقت لاحق من اليوم، لبحث "العلاقات الثنائية" طبقا لما ذكره بيان صادر عن الرئاسة السودانية.

ويعتبر نظام "ديبي" حيويا بالنسبة لحكومة البشير التي تعول عليه للعب دور إيجابي في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد بحكم الجوار الجغرافي والتداخل القبلي.

ويشهد إقليم "دارفور" المتاخم لتشاد من الناحية الغربية نزاعا مسلحا بين الجيش السوداني و3 حركات متمردة منذ عام 2003، خلف 300 ألف قتيل، وشرد نحو 2.5 مليون شخص، الآلاف منهم لجؤوا إلى تشاد، بحسب إحصائيات أممية.

ورعى "ديبي" في أكتوبر/ تشرين الأول 2013، مؤتمرا في منطقة "أم جرس" وهي منطقة تشادية على الحدود مع السودان، ضم زعماء قبيلة "الزغاوة" وهي قبيلة ممتدة على جانبي الحدود، ومن أكبر القبائل في "دارفور"، وتشاد وينحدر منها الرئيس "ديبي".

وهدف المؤتمر لأن تلعب القبيلة دورا في تعزيز الأمن في الإقليم، حيث يهيمن أبناؤها على قيادة أكبر حركتين من أصل ثلاث حركات تحارب الحكومة، هى حركة "العدل والمساواة" بقيادة جبريل إبراهيم، وهي أقوى الحركات، بجانب حركة "تحرير السودان" بقيادة أركو مناوي.

والحركة الثالثة هي حركة "تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد نور، المنتمي إلى قبيلة "الفور"، وهي من أكبر القبائل في الإقليم.

ورعى "ديبي" مؤتمر مماثل بذات المنطقة في مارس/ آذار الماضي، شارك فيه الرئيس البشير وزعيم حزب "المؤتمر الشعبي" المعارض حسن الترابي، الذي يعتقد على نطاق واسع أن حركة "العدل والمساواة" تمثل جناحا عسكريا لحزبه.

ووقع السودان وتشاد في عام 2009 على اتفاقية أمنية، نصت على نشر قوة مشتركة، لتأمين الحدود بينهما، وتمنع أي طرف من دعم المتمردين على الطرف الآخر وهي الإتهامات التي كان يتبادلها البلدين قبل الاتفاق.

ووقع البلدان على الإتفاق الأمني بعد عام من دخول حركة "العدل والمساواة" (أقوى حركات دارفور)، للعاصمة الخرطوم في مايو/ أيار 2008، بدعم تشادي، حسب ما أشارت تقارير حكومية آنذاك، وذلك بعد شهور من دخول المتمردين التشاديين "نجامينا"، ومحاصرتهم القصر الرئاسي في فبراير/ شباط من ذات العام، بدعم من الخرطوم حسب ما ادعته نجامينا وقتها.