قامت المنظمة الدولية للهجرة بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون النازحين والمهجّرين والمجلس المحلي لتاورغاء بإيصال دعم إنساني أساسي إلى المجتمعات في تاورغاء، على بعد 200 كيلومترا جنوب شرق طرابلس وفي قرية العمارات المجاورة.

وأوضحت بعثة الامم المتحدة للدعم في ليبيا في بيان لها أن الأهالي شرعوافي العودة إلى مساكنهم الواقعة في المناطق المحيطة بتاورغاء، بعد عودة الهدوء إلى المنطقة موضحة انه خلال الأشهر الأخيرة عاد أكثر من مائة عائلة إلى تاورغاء مشيرة الى انهم يكافحون في سبيل الوصول إلى الخدمات الأساسية لبناء حياتهم من جديد.

وقدّمت المنظمة الدولية للهجرة مؤخّرًا دعمًا إنسانيًّا استهدف ما يربو على مائة عائلة في تاورغاء و88 عائلة أخرى في قرية العمارات القريبة منها. وخلال استجابتها الانسانية الأخيرة، زوّدت المنظمة الدولية للهجرة العائلات بالمولّدات الكهربائية والأغطية الشتوية فضلاً عن المراتب ومستلزمات النظافة الصحية وحفاظات الأطفال موضحا ان المنظمة تُجرى حاليا أنشطة في الموقعين المذكورين يقودها الفريق المعني بالدعم النفسي والاجتماعي الخاص بالمنظمة الدولية للهجرة. وبالإضافة إلى ذلك، تم تقديم أدوات للحرف اليدوية والخياطة للأهالي وآلات موسيقية لمنظمة غير حكومية محليّة والتي قامت بدورها بمنح هذه الآلات إلى مدرسة في المنطقة.

وأشار البيان إلى انه منذ اندلاع الاشتباكات في طرابلس وحول هذه المدينة في شهر أغسطس الماضي، قامت المنظمة الدولية للهجرة بتنسيق الجهود الإنسانية مع الشركاء من أجل الوصول إلى المجتمعات المتضررة بما فيها النازحين في المدينة وحولها ومن ثمّ بادرت بتوسيع نطاقها في الآونة الأخيرة لتشمل المجتمعات المستضيفة والسكان النازحين في المناطق البعيدة على غرار محلّة الفقهاء الواقعة في جنوب البلادوخلال الأسابيع القليلة الماضية، أجرت المنظمة الدولية للهجرة تقييما للاحتياجات في المناطق المحيطة بتاورغاء  لتحديد احتياجات العائدين المنتقلين إلى المدينة ورصدها ثمّ تلبيتها بالشكل المناسب.

ولفت البيان إلى أن استمرار عدم الاستقرار في النصف الثاني من سنة 2018 أدّى إلى انعدام إمكانية الوصول إلى الخدمات العمومية الأساسية وتضرّر البنية التحتية وهو ما زاد من معاناة الناس في المنطقة ودفع العديد منهم إلى اللجوء إلى المخيمات المتفرقة في مناطق من البلاد بحثاً عن ظروف معيشية أفضل.

وقال نائب رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في ليبيا مات هوبر، " إنّ دعمنا اليوم لا يمثّل إلاّ استجابة أولية قصيرة المدى  مقارنة بالعمل الذي لم يُنجز بعد وسنبقى ملتزمين بالعمل بشكل وثيق مع الحكومة بهدف تغطية الاحتياجات التي لم تُلبّى بعد وتأكيد دعمنا للمجتمع الليبي."

وأوضح البيان أن المنظمة الدولية للهجرة، قدرت من خلال قسم مصفوفة تتبع النزوح الخاصّ بها، وجود 40.000 تاورغي لا يزالون نازحين في أنحاء ليبيا وفي حاجة عاجلة إلى الاهتمام الإنساني ويمثّل الدعم المقدّم جزءا من إستراتيجية وطنية أوسع نطاقا خاصّة بالمنظمة الدولية للهجرة في ليبيا وتتعلّق بعودة النازحين وإعادة إدماجهم وستستجيب هذه الإستراتيجية لاحتياجات النازحين في كافة أرجاء ليبيا.