منذ اندلاع أحداث 2011 في ليبيا، وإسقاط  نظام الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي بمقتله، انتقل احتكار العنف والفوضى من يد السلطة، إلى مدن ليبيا كبنغازي ومصراتة وطرابلس وغيرها؛ حيث ظهرت فصائل ومليشيات مسلحة بسرعة قياسية.

تعد قطر  واحدةً من الدول تتدخل في الشأن الليبي منذ بداية الأحداث وذلك بتوظيف جماعة الإخوان المسلمين، المدعومة من الدوحة، من خلال قياداتٍ سياسية وإسلاموية، لعبت وما تزال تلعب دوراً ملتبساً في ليبيا، أبرزها عبد الحكيم بلحاج و كل من علي وإسماعيل الصلابي، بحسب ما قاله المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، خلال تقرير نشره موقع سبوتنيك، بتاريخ تموز (يوليو) 2017.

الوجود العسكري القطري في ليبيا كشف عنه رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، اللواء الركن حمد بن علي العطية،خلال اجتماع "لجنة الأصدقاء لدعم ليبيا"،في 26 أكتوبر 2011،حيث كشف العطية عن أن مئات الجنود القطريين شاركوا على الأراضي الليبية في العمليات إلى جانب "الثوار"، وتركز دورهم خصوصاً على التنسيق بين الحلف الأطلسي و"الثوار".وقال: "إن قطر أشرفت على خطط الثوار لأنهم مدنيون، وليس لديهم الخبرة العسكرية الكافية، لقد كنا نحن حلقة الوصل بين الثوار وقوات الناتو".وأضاف: "كنا متواجدين بينهم، وكان عدد القطريين على الأرض بالمئات في كل منطقة"، مشيراً إلى أنهم كانوا يديرون عمليات التدريب ويوجهون "الثوارويحددون الأهداف.

ما تقوم به قطر رصدته المؤسسات الدولية، والأجهزة الاستخبارية العالمية، فقد أشار تقرير صادر مؤخرا عن "وكالة الأمم المتحدة للاجئينإلى أن قطر ومنذ سقوط القذافي تركز على دعم جماعات الإسلام السياسي في طرابلس، ما يعزز من حالة الإرهاب الدولي العابر للدول، وربما القارات.

الدور القطري في ليبيا لا يتوقف عند الإمدادات اللوجستية بالأسلحة والذخائر فقط، بل يمتد كذلك الى نشر قوات قطرية على الأراضي الليبية، والسعي إلى بسط نفوذ جماعات معروفة بعينها في عدة مناطق أبرزها معتيقة ومصراتة، لتكون نقاط مواجهة ومجابهة حال تحركت قوات الجيش الليبي بقيادة المشير حفتر.

لم يعد في الأمر سر بعد، وباتت الحقيقة واضحة بوجود تحالف يقود المعركة في طرابلس ضد قوات الجيش الليبي، تحالف عماده ست كتائب متطرفة دخلت من مصراته إلى طرابلس، تمثل أذرعا للإخوان المسلمين من جهة ولمجموعات ليبية مقاتلة يتصدرها صلاح بادي من ناحية أخرى.

جدير بالذكر أن بادي مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن منذ نوفمبر 2018 بتهمة زعزعة الأمن في ليبيا، عطفا على أنه مدرج على قائمة الإرهاب التي أعلنها برلمان شرق ليبيا قبل نحو سنتين، وقد شارك في أغلب الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس في السنوات الأخيرة.

في ذات الصدد،كشف المتحدث باسم الجيش الليبي أحمد المسماري، تفاصيل التورط القطري والتركي في الأزمة الليبية، مشيرا إلى أن دور الدوحة التخريبي بدأ مخفيا قبل أن يسقط القناع عنه.

وأضاف المسماري في مقابلة خاصة مع "سكاي نيوز عربية"، أنه "بعد عام 2011 اكتشفتنا أن قطر أصبحت لاعبا رئيسيا في ليبيا عبر سبل عدة، مثل الاعتراف السياسي والفتاوى التي كان يطلقها يوسف القرضاوي المقيم في الدوحة".

وتابع: "أول دولة اعترفت بالمجلس الانتقالي الليبي، وأول طائرة سلاح وصلت إلى بنغازي كانت من قطر، وكانت مخصصة لما يسمى ائتلاف ثوار بنغازي، وعمل على تفريغها الإرهابي علي الصلابي الذي يعيش حاليا في قطر".

وأوضح المتحدث باسم الجيش الليبي، أن الصلابي نقل الأسلحة إلى أخيه إسماعيل، الإرهابي الدولي الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف دولية، تحت ستار "ثوار بنغازيوهي أحد أقنعة المجموعات المتطرفة.

وقال المسماري إن القطريين أرسلوا المدربين العسكريين الذين كانوا يدربون المسلحين الموالين لهم على أسلحة القنص خصوصا.

وأضاف أن الدور القطري لا يزال قائما في ليبيا عسكريا وماديا وسياسيا، إذ إن أمير قطر يهاجم الجيش الليبي في كل منبر سياسي، و"كأن الجيش الليبي عدو لقطر ويقاتل على حدودها".

وكشف موقع "مينا ديفانس، المختص في الشؤون العسكرية بشمال أفريقيا والشرق الأوسط، تقريرا بعنوان "عندما تدفع قطر وتركيا للطيارين المرتزقة لقصف ليبياتحدث فيه عن الدور القطري والتركي في توظيف طيارين أجانب لفائدة الميليشيات الإسلاميّة لمهاجمة قوّات الجيش الليبي.

ويوضح التقرير أن قوات فجر ليبيا في مصراتة هي من يجند الطيارين والفنيين الأجانب، مشيرا إلى أن هؤلاء الطيارين المرتزقة وصلوا إلى ليبيا عن طريق ترخيصهم المدني التجريبي ودليل تعليمات آفميراج الذي تم شراؤه عبر الإنترنت، وانتهى بهم الأمر في ليبيا بمجرد الرد على إعلان التوظيف، الذي نشرته شركة قطرية، والتي كانت تبحث عن سائقين مع أكثر من 1000 ساعة طيران وقادرين على قيادة الطائرات المقاتلة، حيث أوضح التقرير أن المقابلة تمت في الدوحة، وكان الانطلاق من إسطنبول