رأى أستاذ علم الفيروسات رئيس لجنة التوعية والتثقيف بجامعة طرابلس أ.د. إبراهيم الدغيس، أن الاختبارات السريعة للكشف على الأجسام المضادة قد لا تخدم ليبيا في الوقت الحالي للكشف عن حالات الإصابة الجديدة والحديثة، وذلك بسبب تكون الأجسام المضادة بعد عدة أيام من ظهور الأعراض، مشيرا إلى عدم وجود مانع من استخدامها لغرض إجراء دراسة بحثية أو مسح وبائي.

وقال الدغيس في ورقة تحليلية بعنوان (ليبيا والكورونا..12) خص بوابة إفريقيا الإخباريةى بنسخة منها، "الاختبار المعملي للكشف عن فيروس الكورونا (SARS-CoV-2) يتم إما بالكشف عن وجود الفيروس (Antigen) أو الكشف عن وجود الأجسام المضادة (Antibodies) بالدم بعد العدوى".

الكشف عن الفيروس (Antigen detection):

الاختبار المعتمد للكشف عن الفيروس هو اختبار (RT-PCR)، ويستغرق الاختبار في حود 3-4 ساعات، حيث يتم تأكيد وجود الفيروسات بشكل عام بواسطةالكشف عن الحمض النووي الريبي (RNA) لفيروس الكورونا، ويستخدم لتأكيد وتشخيص العدوى الحديثة أو النشطة (Recent or active infection).

الاختبارات السريعة للكشف عن الفيروس (Rapid Antigen tests):

هذه الاختبارات السريعة للكشف عن الفيروس غير موجودة حاليا في ليبيا.

علما بأن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) قد وافقت على استخدام اختبار من شركة (Abbott Laboratories) والذي يستخدم تقنية الكشف عن الحمض النووي للفيروس بحيث يمكن أن توفر هذه الطريقة نتائج إيجابية في أقل من خمس دقائق ونتائج سلبية في غضون 13 دقيقة.

الكشف عن الأجسام المضادة (Antibody detection):

جزء من الاستجابة المناعية للعدوى بالجسم هو إنتاج الأجسام المضادة بما في ذلك (IgM و IgG). من المعروف أن الأجسام المضادة من نوع (IgM) هي التي تتكون أولا بعد العدوى، ويمكن اكتشاف الأجسام المضادة نوع (IgM) لفيروس الكورونا في الدم بعد عدة أيام من ظهور الأعراض (عادة 5-10 أيام)، بعدها بمدة تظهر الأجسام المضادة من نوع (IgG) وتصبح قابلة للكشف لاحقا بعد الإصابة.

الاختبارات السريعة للكشف عن الأجسام المضادة:

يوجد أكثر من 60 منتج بالأسواق العالمية خاصة بالكشف السريع عن الأجسام المضادة ضد فيروس الكورونا.

أهمية الاختبارات السريعة للكشف عن الأجسام المضادة:

- تحديد الكوادر الصحيةالذين ربما تعافوا من الإصابة، للتأكد من قدرتهم على العودة إلى الخدمات الصحية في الخطوط الأمامية.

- قد يساعد أيضا على التوجيه والإرشاد في وضع استراتيجيات الصحة العامة الجديدة في نهاية فترة الحظر أو عندما يتم تخفيف قيود التباعد الاجتماعي.

- فهم مدى الإصابة بين الأشخاص الذين لم يتم التعرف عليهم من خلال جهود البحث عن الحالات النشطة، ومعدل الإصابة بين السكان (دراسة بحثية أو مسح وبائي).

موانع أو عوائق استخدام الاختبارات السريعة للكشف عن الأجسام المضادة:

- تظهر الأجسام المضادة بالدم فقط في الأسبوع الثاني بعد ظهور الأعراض، وبالتالي لا يعول على هذه الاختبارات في التشخيص.

- اختبارات الكشف عن الأجسام المضادة التي تستهدف فيروس الكورونا (COVID-19) قد تتفاعل أيضا مع مسببات الأمراض الأخرى بما في ذلك فيروسات الكورونا البشرية الأخرى وتعطي نتائج إيجابية خاطئة (False Positive).

- لا يوجد دليل حتى الآن لدعم قدرة الاختبارات السريعة على اكتشاف كمية الأجسام المضادة للتنبؤ بإذا ما كان الفرد منيعا ولا يصاب بفيروس الكورونا مرة ثانية.

استنادا إلى البيانات الحالية، لا توصي منظمة الصحة العالمية باستخدام الاختبارات التشخيصية السريعة للكشف عن الأجسام المضادة في التشخيص، بالإضافة إلى قلة حساسية هذه الاختبارات والتباين الكبير بين نتائج الاختبارات من الشركات المتعددة، أضف إلى ذلك النقاط التالية الخاصة بدقة هذه الاختبارات:

دقة الاختبارات السريعة:

- في مارس 2020 ، أبلغت الصين عن وجود مشكلة في دقة في الاختبارات الخاصة بها.

- اشترت إسبانيا مجموعات اختبار من الشركة الصينية (Shenzhen Bioeasy Biotechnology Co Ltd) ، لكنها وجدت أن النتائج كانت غير دقيقة.

- أعطت (80٪) من مجموعات الاختبار التي اشترتها جمهورية التشيك من الصين نتائج خاطئة.

- اشترت سلوفاكيا أكثر من مليون مجموعة اختبار من الصين تبين أنها غير دقيقة. واقترح رئيس الوزراء ماتوفيتش إلقاءها في نهر الدانوب.

- أفادت وزارة الصحة التركية إن الاختبارات التي اشترتها تركيا من الصين لديها معدل خطأ مرتفع ومنعت استخدامها.

- اشترت بريطانيا (3.5) مليون مجموعة اختبار من الصين ولكن في أوائل أبريل 2020 أعلنت أنها غير قابلة للاستخدام.

واختتم الدغيس ورقته التحليلة قائلا "بالتالي الاختبارات السريعة للكشف على الأجسام المضادة قد لا تخدم ليبيا في الوقت الحالي للكشف عن حالات الإصابة الجديدة والحديثة بسبب تكون الأجسام المضادة بعد عدة أيام من ظهور الأعراض، ولكن لا أرى أي مانع من استخدامها لغرض إجراء دراسة بحثية أو مسح وبائي".