شهدت الدعاية خلال الانتخابات الوطنية (البرلمان والرئاسة) في بوتسوانا المقررة بعد غد الجمعة،، ضجة كبيرة، حيث استأجر العديد من المرشحين لأول مرة في تاريخ البلاد حافلات ومروحيات للترويج لحملاتهم الانتخابية.

وفي هذا الصدد، أخذ زمام المبادرة "دوما بوكو"، زعيم حزب "مظلة من أجل التغيير الديمقراطي" المعارض، وحلق في جميع أنحاء البلاد على متن طائرات هليكوبتر مستأجرة، كما فاجأ الكثيرين، وبينهم أنصار الأحزاب المنافسة، بالظهور دون إعلان مسبق في عدة مسيرات نظّمها حزبه.

هو الآخر، ظهر رئيس "حزب المؤتمر بوتسوانا" المعارض "دوميلانغ ساليشاندو"، على متن مروحية من أجل الدعاية الانتخابية، فيما أطلق الحزبان حملة دعائية كبرى باستخدام الحافلات.

وكان "حزب المؤتمر بوتسوانا"، أول من كشف النقاب عن حافلة تضم 65 مقعدا، يظهر عليها من الجانبين صورة ضخمة يظهر فيها مبتسما "ساليشاندو" الذي سافر حتى الآن إلى أكثر من 53 قرية وخطب خلال 101 مسيرة استخدمت فيها الحافلات الجديدة.

وبدوره، استخدم حزب "مظلة من أجل التغيير الديمقراطي" أربع حافلات دعائية كبيرة، تظهر ألوان الحزب وصور عملاقة لزعيمه "بوكو"، ونائبه ندابا غاولاثي، والأمين العام الراحل للحزب، "غوموليمو موتسواليدي".

وعلى مر السنين الماضية، كان "حزب بوتسوانا الديمقراطي" الحاكم لديه القدرة المالية لشراء المركبات لكل من الدوائر الانتخابية، التي يبلغ إجمالي عددها 63، بينما كان منافسي المعارضة، إما يمشون سيرا على الأقدام، أو يسافرون متطفلين (بالتماس جولات مجانيّة في سيارات على الطرق)، أو يستخدمون سياراتهم المتهالكة غالبا.

وتعقد بوتسوانا، التي تعتبر نموذجا للديمقراطية الأفريقية، الانتخابات الوطنية العاشرة في تاريخها، يوم الجمعة المقبل 24 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، حيث سجل نحو 823 ألف ناخب للإدلاء بأصواتهم من أصل 1.12 مليون ناخب لهم حق التصويت في البلاد.

وتعتبر الانتخابات اختبارا لـ"حزب بوتسوانا الديمقراطي" الذي يحكم البلاد منذ استقلالها في عام 1966، ويتنافس مع حزبي "مظلة من أجل التغيير الديمقراطي"، و"حزب المؤتمر بوتسوانا" المعارضين على 57 مقعدا في البرلمان (الغرفة الأولى)، و 489 مقعدا في المجالس المحلية.

وبموجب النظام السياسي، تتبنى بتسوانا في انتخاب رئيسها نظام "الفوز للأكثر أصواتا"، حيث يعلن مرشح الحزب الذي يجمع أكبر عدد من الأصوات رئيسا للبلاد.

وهكذا سيتنافس كل من الرئيس الحالي "إيان كاما"، زعيم "حزب بوتسوانا الديمقراطي"، وكل من "بوكو"، و"ساليشاندو" على مقعد الرئاسة.

ويتوقع إعلان المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات يوم الأحد، فيما ترجح كفة "حزب بوتسوانا الديمقراطي"، الحاكم للفوز بالسباق الانتخابي الذي شهد تنافسا شديدا.

وفي غضون ذلك وصلت إلى بوتسوانا بعثة الاتحاد الأفريقي لمراقبة الانتخابات، بقيادة رئيسة مالاوي السابقة، جويس باندا.

وفي وقت مبكر من هذا العام، دعى "بوكو" أصدقائه في هوليوود، الممثل "ريك يون"، و"جنيفر بيل" في زيارة حظيت بتغطية إعلامية، حيث حلقوا على متن طائرة هليكوبتر مستأجرة، وزاروا مكاتب الحزب في جميع أنحاء البلاد.

وإلى حد كبير، تمسك حزب "حزب بوتسوانا الديمقراطي"، الحاكم باستراتيجيته الدعائية المعتادة بنشر المركبات في الدوائر الانتخابية ويملك حاليا 63 حافلة، واستغل مساحات إعلانية في الصحف، واشترى أنظمة مراسلة جماعية عبر الهاتف المحمول.

من جانبه، وصف جاستيس كافاهيماتوي، وهو صحفي مخضرم، الحملات الانتخابية لهذا العام بأنها "مبهرة"، وقال في حديث لوكالة الأناضول: "استخدمت دعاية الحافلات في أوروبا، ومنذ فترة ليست طويلة، من جانب المعارضة في زيمبابوي".

فيما، توقع المحلل السياسي، أنتوني موريما، أن تساهم استراتيجيات الحملة التي اعتمدتها الأحزاب الثلاثة إلى حد كبير في تحديد الفائز.

وقال في حديث لوكالة الأناضول إن "الأحزاب كانت منظمة تنظيما جيدا، ولديها مديري حملات للانتخابات، ومتحدثين رئاسيين، وتمكن الإعلام من متابعتهم بسبب القضايا الهامة التي أثاروها ونجحت مسيراتهم في اجتذاب الحشود أيضا".