أكد عضو مجلس النواب إبراهيم الدرسي، أن المصالحة الوطنية هي الباب الأول والأكبر للوصول إلى استقرار في ليبيا.

وقال الدرسي في حوار خاص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، "اعتقد أن الباب الأول والذي يغلق حتى الباب على التدخلات الأجنبية ويحقق الاستقرار إلى ليبيا هو تفعيل المصالحة ما بين الليبيين، واعتقد أن المصالحة الوطنية تمثل أكثر من 80% لطريق الحل في ليبيا"... وإلى نص الحوار 

-المشهد الليبي الحالي يعتبر مشهداً ضبابياً.

-التوجه الأكبر والسائد بالبرلمان هو تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية قوية.

-بيان السفارة البريطانية يعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الليبي.

-التدخلات الخارجية في الشأن الليبي هي التي لا تسمح بالتوافق بين الليبيين.

- المصالحة الوطنية تمثل أكثر من 80% لطريق الحل في ليبيا.

بداية.. كيف تقيم المشهد الليبي في ظل التطورات الأخيرة المتعلقة بتأجيل الانتخابات؟

المشهد الليبي الحالي يعتبر مشهداً ضبابياً، وهو مشهد أعيا وأتعب كل المتخصصين والمحللين السياسيين والاستراتيجيين في فهم الواقع الليبي، فهم يتصرفون مع ليبيا وفق مخططات إستراتيجية درسوها في المعاهد والجامعات والمدارس، ولكن الواقع الليبي واقع جديد على الساحات السياسية ويتطلب إدراكه دراسة على الأرض لكي يتم فهم طبيعة الواقع الليبي، بمعنى أن المشهد الليبي متأزم ولا يمكن لأحد أن يعلم أو يحدد إلى أين يسير المشهد الليبي؟ وأيضا إلى أين سينتهي؟ وذلك لأن البدايات غير معلومة الملامح، وبالتالي لن تفهم النهايات.

ما قراءتكم لأسباب تأجيل الانتخابات في ليبيا؟ 

بالنسبة لتأجيل الانتخابات، نحن في مجلس النواب نفذنا ما طلب منا، حيث أصدر البرلمان القانون رقم (1) لانتخابات رئيس الدولة، وأصدر قانون انتخاب السلطة التشريعية ووفرنا كل الظروف الملائمة للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات لكي تبدأ وتتهيأ لها الظروف للانتخابات القادمة، والسيد رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات الدكتور عماد السايح جاءنا لأكثر من ثلاث أو أربع مرات يطلب تعديلات وبالفعل قمنا بتعديلها، ويطلب في صلاحيات هي ليست من صالحه ولكن عطيناها له لكي لا يقال إن البرلمان يعطل أو يعرقل العملية الانتخابية وأيضا لكي نيسر له الأمر، كما بعثنا بلجنة إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات في طرابلس وجلست مع المفوضية، ووصلنا أخيراً تقرير من المفوضية شرح فيه أسباب التأخير والتأجيل وعدم إقامة الانتخابات في 24 ديسمبر 2021. والنقطة الأساسية الآن هي ما قالت عنه ووصفته المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بـ "القوة القاهرة".  

هل ترجح أن تستمر حكومة الدبيبة في مهامها أم تشكيل حكومة جديدة؟ 

اعتقد أن الاتجاه السائد في مجلس النواب هو فتح باب قبول ترشيحات السادة المتقدمين لرئاسة الوزراء، هنالك تيار -ولكن ليس كبير- داخل مجلس النواب ينادي بالبقاء على حكومة الدبيبة مع إجراء بعض التعديلات عليها، ولكن هذا ارتجاع قديم ومعظم أعضاء مجلس النواب يرفضون هذا التوجه، وأنا اعتقد أن التوجه الأكبر والسائد هو تشكيل حكومة جديدة برئاسة شخصية قوية، وجلسة الأسبوع القادم ستوضح هذا الأمر.

ماذا عن تفاصيل أزمة بيان السفارة البريطانية؟ 

بيان السفارة البريطانية يعد تدخلاً سافراً في الشأن الداخلي الليبي، وهو تدخل فج وغير مقبول وتجاوز كل الأعراف الدبلوماسية المعمول بها، ويذكرنا بالمبعوث السامي أو الممثل السامي أيام الاستعمار الأوروبي للدول العربية وهو أمر مرفوض تماماً، وقد أصدر مجلس النواب بيانا يرفض فيه هذا التصرف الفج من السفيرة البريطانية وهو بمثابة استقواء بجانب على جانب اخر واستقواء من حكومة الدبيبة بالخارج، وأيضا يعني انحياز من السفارة البريطانية التي من المفترض أن يكون بيانها ممثلا للحكومة البريطانية، ويعني اصطفافها بجانب ضد جانب اخر، ويفترض على الحكومة البريطانية والسفارة البريطانية أن تنأى بنفسها عن هذا الفعل المشين.

هل تعكس الحادثة عمق التدخلات الخارجية في ليبيا؟ 

التدخلات الخارجية في الشأن الليبي هي التي لا تسمح بالتوافق بين الليبيين، المجموعة في الغرب تدعمها الدول المعلومة والمعروفة لدى الجميع، والمجموعة التي في الشرق تدعمها وتساندها الدول المعلومة لدى الجميع، وهذه الدول أو هذه الجماعات تمثل مصالحها في ليبيا وتريد أن تميع المسألة الليبية الملف الليبي وقد تربطه بملفات أخرى، لنتحدث مثلاً عن الدور الروسي يربطه مثلاً بأزمة مع الغرب في أوكرانيا وفي مناطق أخرى، أيضا لن ننسى التجاذبات بين فرنسا والمعسكر الغربي فيما بينهم، ولن ننسى التجاذبات بين دول مثل مصر والجزائر وقطر وتركيا والإمارات وإلى أخره من الدول الأخرى، لا شك أن هذا تدخل يؤثر سلباً على الوصول إلى توافقات وحل الأزمة الليبية.

من وجهة نظرك.. هل تمثل المصالحة أولوية لإنجاح الانتخابات؟ 

المصالحة الوطنية هي الباب الأول والأكبر للوصول إلى استقرار في ليبيا، المشكلة الليبية أن هنالك تجاذبات سياسية وهناك حرب لسنوات استعرت ما بين الليبيين، وهناك انقسام سياسي مناطقي وجهوي وفكري، هنالك دماء سالت ما بين الأخوة الليبيين، واعتقد أن الباب الأول والذي يغلق حتى الباب على التدخلات الأجنبية هو المصالحة ما بين الليبيين، واعتقد أن المصالحة الوطنية تمثل أكثر من 80% لطريق الحل في ليبيا.