تشهد الدراما التونسي هذا الموسم الرّمضاني تنوعا في الإنتاج الدرامي بـ 10 أعمال مختلفة ومتنوعة شكلا ومضمونا منها القصيرة والطويلة التي تمتدّ لثلاثين حلقة كاملة وهو شيء نادر الحدوث في الدراما التونسية التي لا تتجاوز في غالب الأحيان 15 إلى 20 حلقة.

أعمال مختلفة أثارت الجدل وحققت نسب مشاهدة عالية منذ أول أيام عرضها خلال شهر رمضان الكريم. فبين جدل المواضيع الحساسة المطروحة وقوة الدارما وتطور الأساليب والإمكانيات عرف الموسم الدرامي بداية قوية ونجاحا حسب النقاد، مقارنة بالأعوام السابقة خاصة عقب جائحة كورونا.

عناوين مختلفة من الكوميدي إلى الدرامي تتوزع على القنوات التلفزية الخاصة والقناة الوطنية العمومية مثل "الحرقة 2" و"كان ياماكانش"و"الفوندو "وبراءة" و "13 نهج غاري بلدي" و"البالاص" و"حب ملوك" وغيرها.

تشير الإحصائيات ونسب المشاهدة بتونس إلى تصدر ثلاث أعمال هي "الفوندو" و"براءة" على قناة الحوار التونسي الخاصة و "حرقة2" و"كان يا ماكانش" على القناة الوطنية التونسية العمومية.

"حرقة 2..الضفة الأخرى" هو المسلسل الرئيسي هذا الموسم الرمضاني على القناة الرسمية التونسية، وهو تواصل للجزء الأوّل الذي لاقى نجاحا كبيرا بين المشاهدين ولدى النقّاد وحقق نسبة مشاهدة مرتفعة. ويصور المسلسل بحبكة درامية وتقنيات عالية وبشكل فني متميزظاهرة الهجرة غير الشرعية وما يصاحبها من واقع مرير وتأثيرات كبيرة على الضفتين عبر قوارب الموت نحو إيطاليا.

يضم المسلسل نخبة من الممثلين التونسيين مثل منى نورالدين ووجيهة الجندوبي ، ومهذّب الرميلي ،عبد اللطيف خير الدّين،عائشة بن أحمدو مريم بن حسين ، وأحمد الحفيان وغيرهم. وهو من إخراج الأسعد الوسلاتي وسيناريو وحوار عماد الدين الحكيم.

أما السلسلة الهزلية "كان ياماكانش"  فهو مسلسل كوميدي- تراجيدي ونوع الفانتازيا تمتزج فيه الخرافة بالخيال ويتضمّن نقدا ساخرا للواقع التونسي وسخريّة من عيوب المجتمع. من إخراج عبد الحميد بوشناق(ابن الفنان لطفي بوشناق) ويضم وجوها كثيرة من نخبة الممثلين التونسيين وأشهرهم مثل  نور الدين بن عياد، والمنجي العوني، وفتحي الهداوي، وكمال التواتي، وفيصل بالزين، ونعيمة الجاني ،وغيرهم كثير.

Peut être une image de 3 personnes, barbe et texte

أما المسلسل الأكثر إثارة للجدل في تونس والذي حضي بنسب مشاهدة عالية رغم ذلك، "براءة"الذي يعرض على قناة الحوار التونسية الخاصة من إخراج سامي الفهري وتمثيل ثلة من ألمع الممثلين التونسيين على غرار فتحي الهداوي وريم الرياحي وياسين بن قمرة وعزة سليماني وغيرهم.

 طرح مسلسل "براءة" قضايا شائكة تمس "بالتماسك المجتمعي التونسي" وتروج للعنف ضد المرأة، وهو ما أثار انتقادات واحتجاجات واسعة اجتاحت وسائل التواصل الإجتماعي، من المفكرين ورجال القانون والمواطن التونسي البسيط وغيرهم واتُّهم العمل بالترويج لظاهرة "الزواج العرفي"يجرّمها القانون التونسي ويعتبرها "زواجا على غير الصيغ القانونية" ويعاقب عليه إضافة إلى العنف اللفظي والجسدي ضد المرأة والإغتصاب وغيرها.

وقد دعت وزارة الأسرة والمرأة والطفولة وكبار السن بتونس، االهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي والبصري إلى ممارسة صلاحيّاتها لضمان احترام المعايير الخاصّة بتصنيف الانتاجات الدراميّة وتحديد الفئات العمريّة المعنيّة بمشاهدتها والمواقيت المناسبة لبثّها، تحقيقا لمصلحة الطفل الفضلى، مذكّرة في هذا المجال بالدور المحوري للأسرة في حماية أبنائها، وذلك في تعليق لها على طرح مسلسل "براءة" على قناة الحوار التونسي لمسألة "الزواج العرفيّ" في تونس.


وأكّدت الوزارة في بيان لها أنّ "الزواج العرفيّ" هو زواج على خلاف الصيغ القانونيّة وجريمة يعاقب عليها القانون بعقوبة سالبة للحريّة طبقا للفصل 18 من مجلة الأحوال الشخصيّة وللقانون عدد 3 لسنة 1957 المتعلّق بتنظيم الحالية المدنيّة، كما أشارت إلى أنّ الجريمة المذكورة لا ينطبق عليها الفصل 53 من القانون الجزائي والمتعلّق بظروف التخفيف.

من جانبها أكدت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي، أنه خلال  سلسلة اللقاءات الذي جمعت رئيس الجمهورية قيس سعيد بالمنظمات الوطنية كانت لاطلاعهم على الوضع العام في البلاد والتطورات السياسية الأخيرة، بالإضافة الى الحوار الوطني القادم، وبخصوص مسلسل "براءة" وتطرقه لمسألة الزواج العرفي أشارت رئيسة اتحاد المرأة التونسية الى أن رئيس الجمهورية عبر خلال اللقاء عن رفضه، لمسألة الزواج العرفي في تونس.

وأضافت الجربي أن قيس سعيد أكد أنه لا مجال للمساس بحقوق المرأة و بمجلة الأحوال الشخصية، وان الشعب التونسي لن يقبل بمثل هذه الممارسات. هذا واعتبرت راضية الجربي التطرق للزواج العرفي في عمل فني، هو عملية تمييع وتبسيط وتهيئة الناس لقبول مثل هذه الظواهر التي ناضلت من أجل القضاء عليها وعلى تعدد الزوجات النساء للسنوات.

قائمة مسلسلات رمضان 2022 على القنوات التونسية -

وبين الجدل والنجاح تواصل الدراما التونسية على مختلف القنوات سباقها للحصول على أعلى نسب مشاهدة وجوائز ما بعد العروض التي تنظمها بعض الإذاعات والمجلات والمنظمات. ورغم ما صاحب بعض الأعمال الدرامية من انتقادات إلا أن تطوّر الواقع الدرامي في تونس ملحوظ رغم غياب الدعم والإمكانيات.