أكد الكاتب الصحفي عبد الرزاق الداهش أن خمسة وثمانين بالمئة من الليبيين، ممن يدفعون فاتورة الصراع على السلطة، وفاتورة الصراع على الثروة، لا علاقة لهم بالسلطة، وتتكدس الثروة عند غيرهم.

وقال الداهش في تدوينة له بموقع "فيسبوك" بعنوان "شركاء أم غفراء" "أكثر من أربعة أخماس الليبيين ليس بوسعهم تحمل تبعات حرب أخرى، قد تأتي على ما تبقى من اليابس بعد أن أحرقت كل ما كان من الأخضر" مضيفا "أكثر من أربعة أخماس الليبيين ليس بمقدورهم تحمل إيقاف اخر لصادرات النفط، أو ارتفاع أخر لمعدلات التضخم، أو معاناة أخرى تضاف إلى معاناتهم، وعذاباتهم".

وأضاف الداهش "هؤلاء الأربعة أخماس، هم الأغلبية الصامتة، والأغلبية المعذبة، ونستطيع أن نقول الأغلبية الصابرة"هذه الاغلبية هي التي تدفع نفقات كل الحروب، غير الواجبة، وغير العاقلة، من دم ولحم أولادها وهذه الأغلبية هي التي تدفع ثمن إيقافات النفط، وقطع المياه، والعجز في توليد الطاقة الكهربائية، وشح السيولة، ولهيب الأسعار، وتردي النظام الصحي، والتعليمي".

وأردف الداهش "لكم أن تراجعوا قوائم ضحايا الحروب، ممن فقدوا أطرافهم، وممن فقدوا حياتهم، وممن فقدوا راحة بالهم على أقل تقدير ولكم أن تروا من باعوا حتى خواتم زواجهم، ومن تركوا جوازات سفرهم في المصحات الخاصة، ومن يكتوون من انقطاع الكهرباء، ومن يشترون حتى رغيف الخبز بالدين ولكم أن تقفوا على   من لا يستطيع شراء حفاظ لمقعد، أو جرعة إنسولين لمريض سكري، مهدد بفقدان البصر، والفشل الكلوي واشياء أخرى قد لا تكون خافية عليكم".

وزاد الداهش أن "أكثر من خمسة أرباع الليبيين لا يصّيفون في الخارج، ولا يعلمون أولادهم في المدارس الاجنبية، ولا يملكون احزابا، ولا يشاركون حتى في الانتخابات، ولا يبنون العمارات في انطاكيا، والحمامات، وبرشلونة، ويعجزون على صيانة نافذة في بيوتهم المتهالكة" وأضاف "أكثر من خمسة أرباع الليبيين، لا يعرفون الاعتمادات المستندية، ولا يدرون عن ديور فيرزاتشي شانيل، هل هي ماركات حقائب، ام ادوية جلدية؟" وختم بالقول "هؤلاء ينبغي أن يكونوا شركاء في الوطن، لا غفراء على حوافه".