أكد الكاتب الصحفي عبد الرزاق الداهش أن القول بأن استقرار ليبيا من استقرار تونس، أو العكس، ليس كلام علاقات عامة، بل حقيقة هامة، قد لا ندركها، ولكن ينبغي أن نتداركها.

وقال الداهش في تدوينة له بموقع "فيسبوك" "علينا أن نساعد تونس ولكن!!" إن "الاقتصاد التونسي في حالة سيئة، ومرشح للتدحرج إلى ما هو أسوا" مبينا أن "احتياطات المركزي التونسي تتراجع إلى أقل من مئة يوم التزامات توريد" و"معدلات البطالة تحلق في ارتفاعات عالية، ومعها تزيد نسبة الفقر إلى أرقام غير آمنة، ومخيفة" وتابع "المحصلة أننا أمام مشروع محتمل لسوق عمل  للجريمة، والارهاب، وضرب الاستقرار، بما في ذلك الاجتماعي".

وأضاف الداهش "كلما فقدنا فرصة عمل، كلما وفرنا فرصة ظهور لانتحاري، أو متطرف، أو شخصية إجرامية" وأردف "أيديولوجيا الموت موجدة، وبقوة، والفقر هو صالة ولادة لتفريخ الاحباط، واليأس، زد على ذلك التجرؤ، وهكذا نؤسس أسرع معهد لتخريج الإرهابيين، الذين لا يعترفون بحدود ليبيا، ولا حدود تونس، ولا جدران مقر المؤتمر الإسلامي في جدة".

وزاد الداهش "لهذا عندما نقول: بأن استقرار ليبيا من استقرار تونس، أو العكس، فهذا ليس كلام علاقات عامة، بل حقيقة هامة، قد لا ندركها، ولكن ينبغي أن نتداركها" وتابع "لهذا أيضا فحين نمد أيدينا إلى تونس، فهو بالضبط كما لو أننا نمد أيدينا لانفسنا".

وأردف الداهش "بيننا وبين تونس أهم من المشترك الديني، والمشترك اللغوي، الحضاري، وهو الجامع الجغرافي" "فالدول تختار سياساتها، هويتها الاقتصادية، وتختار حلفائها، وأصدقائها، ولكن جيرنها هم صدفة، وقدر جغراف"

وبين الداهش أن "الذي دفع اوروبا لجمع نحو سبعمئة مليار دولار، في صندوق خاص لإنقاذ الاقتصاديات الهشة في دول منطقة اليورو، هو الجنرال جغرافيا" مضيفا "إذن القصة ليست نمنح تونس أو لا نمنح، بل ماذا، وكيف نساعد أنفسنا ونحن نساعد هذه الدولة الجارة، وليس حل ضائقة الحكومة" وأضاف أن "قرص نقدي على الارجح سيذهب، في تمويل الانفاق الحكومي، كمرتبات، ومصروفات تسيير أخرى".

ودعا الداهش إلى "دعم تونس في منحها امتياز دولة أولى بالرعاية، وما يرتبه من تدابير تفضيلية في التوريد، في تشغيل الشركات، في شراء الخدمة" وتابع "يمكن أيضا إقامة منطقة حرة، تأسيس شراكات، لتحسين سوق العمل في تونس".

وأوضح الداهش أن "تونس في حاجة إلى إصلاحات اقتصادية، على طريقة الجراحات المؤلمة" وأضاف "لا تستطيع حكومة عاجزة عن فتح طريق لشاحنة فوسفات إنجاز هذه الإصلاحات" معتبرا أن "تاريخ تونس في إدارة ديونها غير مريح، ولغير سبب واحد".

وختم الداهش بالقول "تبقى السياسة في النهاية هي فن إدارة المصالح، وليست فن إدارة العواطف".