سلم بيت الشعر في المغرب بالدار البيضاء، جائزة الأركانة العالمية للشعر للشاعر الفرنسي الكبير إيف بونفوا.  

وقال الشاعر حسن نجمي، الذي قدم حفل التسليم على هامش الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب (13-23 فبراير الجاري)، إن لجنة تحكيم الأركانة العالمية للشعر ارتأت في دورتها الثامنة منح جائزتها لبونفوا، "شاعر الحضور بامتياز".  

واعتبر وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، في هذا الحفل الذي تخللته معزوفات على العود للفنان الحاج يونس وعلى الكمان للفنان أمير علي، اختيار إيف بونفوا لنيل الجائزة "اختيارا موفقا من جهتين مترابطتين، تتمثل أولاهما في ما تحمله من دعوة مباشرة إلى الشعر المغربي لمحاورة التجربة المتميزة والثرية لهذا الشاعر الفرنسي الفذ".  

وأضاف الصبيحي أن الجهة الثانية تتمثل في أن "إيف بونفوا لم يغن بأعماله الشعرية الغزيرة ذخيرة الشعر الفرنسي فحسب، بل أيضا المتن الشعري العالمي على امتداد ما يربو على ستين عاما من الممارسة الإبداعية والبحثية المنخرطة".   وقال الشاعر نجيب خداري ، رئيس بيت الشعر في المغرب، من جانبه، إن "إيف بونفوا قدم طيلة مسار شديد الامتداد والامتلاء، عطاء شعريا ذا خصوصية تضع اللغة في قلب التجربة الإنسانية المباشرة، لغة تتخلق للوهلة الأولى وتسمي الأشياء والكائنات من جديد، وتفرغ الكلمات من الأكاذيب والأوهام وتعيد العالم إلى صورة حضوره". 

وأضاف خداري أنه "كان لابد لتجربة بونفوا التي زاوجت الممارسة الشعرية بالعمل الفكري عبر الفلسفة والنقد الأدبي والفن والميثولوجيا، مع جهد رائع في الترجمة، (...) أن تجد صدى في المشهد الثقافي العربي الذي انبرى شرقه وغربه إلى ترجمة شعر بونفوا رغم صعوبته البالغة".  

وباسم مؤسسة الرعاية التابعة لصندوق الإيداع والتدبير، التي تشارك في منح الجائزة، ذكر السيد امحمد كرين رئيسها المنتدب، أن المؤسسة انخرطت منذ 2008، ومن خلال اتفاقية شراكة مع بيت الشعر في المغرب، في "دعم فكرة البيت النبيلة الهادفة إلى تشجيع ممارسة الشعر وتوسيع دائرة متلقيه ومحبيه".

يشار إلى أن بونفوا، المزداد بمدينة تور الفرنسية في 1923، شاعر ومترجم وناقد فرنسي، درس الرياضيات قبل أن يتفرغ للشعر بباريس حيث صاحب الشعراء السورياليين ودرس الفلسفة وتاريخ العلوم.  

من دواوين بونفوا ، الذي ترجم عدة أعمال لوليام شكسبير، "سائدة أمس الصحراء" و"حجر مكتوب" و"في خديعة العتبة" و"ما كان بلا ضوء" و"سلسلة المرساة الطويلة"، ومن كتاباته النثرية الشعرية سيرة ذاتية بعنوان "في عمق البلاد"، ومن كتاباته في تاريخ الفن "اللا محتمل" و"السحابة الحمراء" و"حقيقة الكلام".