قال وزير الداخلية التونسي، لطفي بن جدو، إن الوزارة ستضع المحافظات الغربية في أولوياتها الأمنية خلال عملية تأمين الانتخابات؛ بسبب ما تشهده تلك المناطق من "هجمات إرهابية".

وعلى هامش زيارة قام بها اليوم الخميس إلى محافظة جندوبة (شمال غرب)، أضاف الوزير، إن "كلا من محافظات الكاف وجندوبة والقصرين (غرب) مناطق ذات أولويّة أمنيّة نتيجة تمركز المجموعات الارهابية بمرتفعاتها".

وأضاف بن جدو أن "الداخلية ستتبع خطّة أمنية في البلاد بهدف إنجاح العمليّة الانتخابية".

وتستعد تونس لإجراء انتخابات تشريعية يوم 26 من الشهر الجاري، تليها الانتخابات الرئاسية في 23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وأضاف أن الخطة ستتضمن كذلك "إعادة تأهيل رجل الأمن لاسترجاع جاهزيته البدنيّة ويقظته من أجل حماية المادة الانتخابية (أوراق التصويت والصناديق) عند توزيعها وصناديق الاقتراع عند تجميعها".

وتندرج زيارة وزير الداخلية إلى محافظة جندوبة في إطار مراقبة تركيز القوّة المشتركة (من الداخلية والجيش) التي من شأنها اتخاذ القرارات عند وقوع عمليّة إرهابيّة.

وكان الناطق باسم الداخلية التونسية محمد علي العروي أعلن في مؤتمر صحفي أمس الاول أن عدد رجال الأمن الذين سيقومون بتأمين الانتخابات سيكون أكثر من 50 ألف عنصر، دون احتساب أفراد الجيش الذين سيقومون بالتأمين أيضا.

وقال العروي إن وزارة الداخلية أعدت خطة أمنية بالتعاون مع وزارة الدفاع (قوات الجيش) لتأمين مراكز الاقتراع ومقار هيئات الانتخاب، إضافة إلى "تأمين الشخصيات السياسية المترشحة للاستحقاق الانتخابي وكل القائمات (المترشحين على القوائم الانتخابية) إلى جانب مراكز ومكاتب الاقتراع وحماية المواطنين المقدمين على القيام بالواجب الانتخابي".

وكان كل من رئيس الحكومة مهدي جمعة ووزير الداخلية صرحا منذ أيام بوجود تهديدات إرهابية تستهدف الاستحقاق الانتخابي القادم.

وأوضح الوزير أن "هذه الخطة الأمنية سترتكز أساسا على حماية مداخل المدن والنقاط المحصنة (الثكنات العسكرية والأمنية) وتكثيف الدوريات الأمنيّة مع رفع معنويات رجال الأمن بتوفير جملة من التجهيزات كالسيارات والصدريات الواقية من الرصاص والخوذات".

وتواجه تونس هجمات وأعمال عنف منذ مايو / أيار 2011 ارتفعت وتيرتها عام 2013، وتركزت في المناطق الغربية المحاذية للحدود الجزائرية، وخاصة في جبل الشعانبي بمحافظة القصرين (غرب).

وخلال سبتمبر/أيلول الماضي قررت السلطات التونسية رفع درجة التأهب الأمني في كامل أنحاء البلاد والشريط الحدودي، ودعت الجيش للتدخل عند الضرورة وذلك "لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية"، قبل نحو شهر من ثاني انتخابات تشريعية في البلاد بعد ثورة يناير/كانون ثاني 2011.