كشفت وزارة الخارجية الأمريكية في تقريرها السنوي حول الإرهاب لعام 2013،عن  أن القارة الإفريقية قد شهدت نشاطا إرهابيا كبيرا، معتبرة أن الإرهابيين الصوماليين الشباب الذين يقفون وراء الهجوم على مركز تجاري في نيروبي في سبتمبر، بمثابة التهديد الرئيسي.ورحبت في ذات الوقت، بالجهود التي بذلتها فرنسا والقوة الإفريقية للعمل على تراجع تأثير القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وغيرها من المجموعات المتطرفة في شمال مالي.

وأكد التقرير أن تنظيم القاعدة في المغرب العربي استفاد من عدم الاستقرار في المنطقة خاصة في ليبيا ومالي مما ساهم في قيام بالهجوم على منشاة كبيرة للنفط في الجزائر مما أسفر عن مصرع 39 شخصا ، ولافتا إلى أن الوضع في ليبيا مؤكدا ان غياب الامن ساهم في تزايد التهديدات .وشدد التقرير على أن ضعف القوات الأمنية الليبية بالإضافة إلى سهولة تهريب السلاح وغياب الاجراءات الأمنية على الحدود وفر فرصة كبيرة للعناصر المتطرفة للتخطيط والقيام بعمليات إرهابية.

و حذرت واشنطن، من أن الخطر الإرهابي في صدد التطور مع انبثاق مجموعات مرتبطة بتنظيم (القاعدة) تزداد عنفا وجيل جديد من الإرهابيين يولد في سوريا.

وأشارت الخارجية الأمريكية في تقريرها ، إلى أن الجهود الأمريكية، أدت إلى "تراجع مستوى" النواة الصلبة لتنظيم القاعدة، لكن لاحقا شهد العام 2013 زيادة في عدد المجموعات العدائية والعنيفة المرتبطة بـ"القاعدة" في الشرق الأوسط وإفريقيا.وأضافت بأن ، التهديد الإرهابي استمر في التطور بسرعة في 2013 مع تنامي المجموعات عبر العالم وبعضها مرتبط بتنظيم القاعدة، وأنها تشكل خطرا على الولايات المتحدة وحلفائنا ومصالحنا.

و كشف التقرير بأن مصر شهدت تزايدا ملحوظا في الأعمال الإرهابية  خلال العام الماضي.مشيرا الى  إنه على الرغم من تركز الأعمال الإرهابية في سيناء إلا أن العديد من المحافظات كالقاهرة والإسماعيلية وعدد من مدن الدلتا شهدت عددا  من الهجمات الإرهابية خلال العام الماضي.وأضاف التقرير: أن الهجمات الإرهابية التي شهدتها مصر استهدفت القوات الأمنية والأماكن العامة في القاهرة والمحافظات.

وأشار التقرير إلى نجاح القوات المصرية في احتواء الهجمات الإرهابية في سيناء والحد من تهريب السلاح والمتفجرات بين غزة ومصر من خلال إغلاق الأنفاق.وأوضح التقرير أن مصر تواصل جهودها لتعزيز أمن حدودها وتأمين المطارات والموانئ وقناة السويس، مؤكدا أن هناك تنسيقا مستمرا بين وزارتي الدفاع المصرية والأمريكية لتوفير الأجهزة الخاصة بتأمين الحدود مثل المجسات الأرضية وكاميرات المراقبة .

كما أشادت الخارجية الأمريكية بالاستراتيجية "الشاملة" التي وضعها المغرب لمكافحة الإرهاب، والتي مكنت من "الحد بشكل فعال" من التهديد الإرهابي، موضحة أن "المغرب يتوفر على استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب ترتكز على تدابير لليقظة والأمن، والتعاون الدولي وسياسات لمكافحة التطرف"، مشيرة إلى أن السلطات المغربية تمكنت، بشكل "فعال"، من تفكيك العديد من المجموعات والخلايا الإرهابية عبر تعزيز "جمع المعلومات الاستخباراتية، وعمل الأجهزة الأمنية، والتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين".