ينتظر الليبيون أن تشكل جولة الحوار الثانية بين الفرقاء السياسيين بشأن الأزمة في بلادهم، المقررة في جنيف، انفراجة على المستويين الأمني والسياسي في بلد لم يعرف الهدوء منذ عام 2011.

وبعد فشل الجولة الأولى من الحوار في مدينة غدامس، غربي البلاد، في 29 سبتمبر الماضي، وتأجيل الجولة الثانية، التي كانت مقررة في الخامس من يناير الجاري، ومن ثم الإعلان عن احتضان جنيف لجولة الحوار الجديدة؛ انقضى أكثر من 3 شهور، تصاعدت خلالها حدة أعمال العنف، لتطال مرافئ البلاد النفطية قبل أيام.

وتكللت الجولات المكوكية لرئيس بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، برناردينو ليون، في انتزاع موافقة الفرقاء السياسيين بالجلوس على طاولة واحدة، بعد أن أرهقه البحث عن مكان مناسب لعقد جلسات الحوار، في ظل التدهور الأمني في ليبيا، في حين ما زال موعد انعقاد جلسات الحوار معلقا.

وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أشار الأسبوع الماضي، إلى صعوبة إيجاد "مكان يلبي كل الموجبات الأمنية" لعقد جولة حوار جديدة في ليبيا، في أقوى مؤشر على صعوبة انعقاد الحوار داخل البلاد.

لا جدول زمنيا

واكتفى بيان بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، السبت، بالإشارة إلى أن "الاجتماع الذي أعلن عنه بعد لقاء ليون مع الأطراف المتصارعة في ليبيا سيعقد خلال أيام بمقر الأمم المتحدة في جنيف".

ولم يوضح البيان من سيحضر محادثات جنيف، ولم يعلن تاريخا محددا لها، لكنه ذكر أن الاجتماع سيبحث سبل تشكيل حكومة وحدة، وصياغة مسودة دستور جديد، وإنهاء الخلافات.

إلا أن "سكاي نيوز عربية" علمت بأنه سيحضر جلسات الحوار 4 ممثلين عن مجلس النواب المعترف به دوليا ومقره طبرق، وممثلين اثنين للنواب المقاطعين له، ومثلهما عن المؤتمر الوطني ومقره طرابلس، مع استبعاد الجماعات المسلحة مثل "أنصار الشريعة".

كما سيحضر الحوار 8 شخصيات "توافقية"، ليصل عدد المتحاورين في جلسات جنيف المرتقبة إلى 16 شخصا، وهو عدد مرشح للزيادة خلال الأيام المقبلة.

حوار غير مباشر

وقال عضو البرلمان السابق في طرابلس، عبد القادر الحوالي، لـ"رويترز" إن محادثات جنيف "لن تكون مباشرة، لأن الجانبين لا يعترفان ببعضهما البعض"، مشيرا إلى أن وجود فرصة لعقد محادثات مباشرة سيتوقف على نتائج الجولة الأولى.

ورحبت حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا وأسبانيا وبريطانيا والولايات المتحدة بالإعلان عن المحادثات، حسب ما جاء في بيان مشترك أصدرته وزارة الخارجية الأميركية.

*نقلا عن سكاي نيوز عربية