يجري الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الأحد ، لقاءا تشاوريًا مع القوى السياسية، لتشكيل آلية الحوار وتحديد زمانه ومكانه.وكشفت مصادر سودانية مطلعة النقاب عن أنه تم توجيه الدعوة لحوالي 60 حزباً مسجلاً للمشاركة في اللقاء الذي سوف يعقد  ماتوقع الدكتور الترابى  زعيم الاخوان المسلمين  مشاركة غالب الجهات المدعوة في الحوار الوطني وفق مبادرة عمر البشير، وشدد على أن بعض الجهات تقول إن لديها شروطاً، ولكن الشروط هي قضايا محلها مائدة الحوار – ويقصد بالطبع المعارضة الرافضة للحوار.ئدة مستديرة.

وحتى الآن هناك ما يقارب 16 أو 17 حزبا من المعارضة قاطعوا الحوار، وطالبوا بتوفير المناخ المناسبة للحوار أولا من قبيل وقف إطلاق النار بين الحكومة والمجموعات المسلحة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، ثم إطلاق سراح المعتقلين الاسياسيين منذ احتجاجات أيلول (سبتمبر) الماضي، وإطلاق الحريات الصحفية والسياسية، وهذه مطالب أساسية من شأنها ان تنجح الحوار".لكن أستاذ العلوم السياسية في الجامعات السودانية الدكتور الطيب زين العابدين قلل في تصريحات   صحفية  من أهمية التوجه إلى الحوار، وأكد أن المهم في الحوار هو الأفعال وليس النوايا.

وقال: "أعتقد أن الحوار الجاد في هذه الفترة الدقيقة من تاريخ السودان يتطلب قدرًا كبيرًا من التنازلات، لا سيما من الحكومة ومن الرئيس عمر البشير شخصيا، وعلى الرغم من أن كل التصريحات تشير إلى أنه جاد، إلا أن هذه الجدية لا تعني أنه مستعد لتنفيذ مخرجات الحوار.وأشار زين العابدين الى قدس برس إلى أن الخلاف بين الحكومة والمعارضة حول هذه المطالب يزيد من الشكوك في امكانية وصول الحوار إلى نتائج مرضية، وقال: "الحكومة ترفض الاستجابة لمطالب المعارضة وترى أن هذه المطالب يمكن مناقشتها على طاولة الحوار ولا يمكن اعتمادها كشرط مسبق للحوار بينما المعارضة ترى في هذه المطالب تنفيذا لقوانين دستورية وليست شرطا للحوار، وهذا يزيد من الشكوك في مدى جدية الحزب الحاكم تجاه الحوار، لا سيما أن هناك اعتقالات الآن في صفوف الطلاب، وبالتالي من دون مناخ للحريات أعتقد أن الحوار ستقاطعه معظم قوى المعارضة وسيعيد انتاج ذات الاتفاقيات السابقة التي لن تفلح في إنهاء الأزمة التي تعصف بالسودان".

ورأى زين العابدين أن ما دفع الحكومة إلى القبول بالحوار ودعوة كافة الأحزاب السياسية إلى التوافق هو الوضع الأمني والاقتصادي في الداخل وزيادة العزلة السياسية في الخارج، وقال: "السودان الآن في أضعف مراحله فهو من الناحية الاقتصادية يواجه صعوبات ضخمة، وأمنيا لا تملك الحكومة السيطرة على دارفور والمواجهات المسلحة في النيل الأزرق وجنوب كردفان مستمرة، كما أن علاقات السودان الخارجية تزداد تعقيدا وبالتالي الحوار الوطني يأتي استجابة لهذه التحديات".وعما إذا كان حزب المؤتمر الشعبي المعارض بزعامة الدكتور الترابي المشارك في الحوار لا يدرك هذا، قال زين العابدين: "بالنسبة للعلاقة بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني شخصيا أتوقع أن يتم الإعلان قريبا عن توحيد الحركة الإسلامية في السودان، وأن يتم منح الدكتور الترابي منصب قيادي في الحركة، لكن ذلك لن يؤثر على موقف المعارضة الحالي"، على حد تعبيره.