تجدد القصف الجوي صباح اليوم الثلاثاء ،على مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس ،إذ نفّذت طائرة حربية غارات جوّية وسمع دوي 3 انفجارات ،ممّ أدلى إلى إغلاق المجال الجوي للمطار فور تجدد القصف.

ونفذت هذه المقاتلات ضربات جوية الخميس والسبت الماضيين، في مواقع عسكرية تتحصن فيها قوات "فجر ليبيا"، جنوب مدينة الزاوية (45) كلم غرب العاصمة ، التطور النوعي الأبرز، هو استهداف مقاتلة حربية من نوع ميغ 21 ولأول مرة، أهدافاً عسكرية في إحدى القواعد الجوية بطرابلس، حيث نفذت مقاتلة تابعة للجيش، ثلاث ضربات لمواقع تخزين سلاح في قاعدة معتيقة الجوية، وهو ما يشكل انعطافة مهمة في سير عمليات الجيش الليبي، الذي يحاول تخفيف الضغط على مدينة بنغازي شرق البلاد.

عن ذلك علّق موقع "ميدل إيست آي" البريطاني على هذه الهجمات بالقول "إنها تدل على أن الحكومة الموجودة في طبرق اختارت الخيار العسكري، واستبعدت إمكانية حل الصراع خلال المفاوضات".

واعتبر كاتب المقال ستيف فوكس أن الهجمات التي وقعت الاثنين أشعلت الحرب الأهلية الليبية بسرعة كبيرة؛ إذ إن استخدام القوة الجوية يغير من المعادلة العسكرية، مشيرًا إلى أن هذه الهجمات جاءت بعد أيام من تعهد رئيس الوزراء عبدالله الثني باستعادة السيطرة على العاصمة طرابلس.

وتابع الكاتب: إنه من دون استخدام السلاح الجوي يصبح طرفا الصراع في طرابلس متساويين، يعتمد كلاهما على مسلحين وأسلحة مدفعية، ولا يملك أي طرف القوة القتالية الكافية للقضاء على الطرف الآخر، واستخدام الضربات الجوية القوية يغير من هذا التوازن.

ويرى الكاتب أن التأثير الاقتصادي لتلك الهجمات سيكون الأكبر، فمع سيطرة قوات فجر ليبيا على العاصمة طرابلس توقف معظم الرحلات الدولية، واُجبرت المناطق الغربية على استخدام عدد قليل من الرحلات الجوية التي تربط بين طرابلس ومصراتة وجهات دولية مثل تركيا ومالطا، ومع تعرض مطار معيتيقة لضربات جوية سيقل عدد الرحلات المدنية بدرجة أكبر، لأن المطار أصبح هدفًا محتملاً في الحرب.

ووقوع هجمات مماثلة على مطار مصراتة سيترك ما يُعرف بحكومة الإنقاذ دون خطوط جوية.

وفي السياق نفسه زادت هذه الهجمات من تعقد مهمة برناردينو ليون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص في ليبيا، إذ كان من المقرر أن يشرع في جولة جديدة من المباحثات بين حكومة الثني، المعترف بها دوليًا، وحكومة الحاسي، حسبما ذكر الكاتب.