أثار الإعلان عن تشكيلة الحكومة الجديدة في أفريقيا الوسطى ردود أفعال متباينة، تراوحت بين التشكيك والمقاطعة الضمنية والترقب، من قبل أبرز أطراف الصراع في البلاد والمجتمع المدني.ورغم تنوّع التشكيلة الجديدة، إلاّ أنها لم تتمكّن من الحصول على إجماع مختلف الأطراف الفاعلة في أفريقيا الوسطى.

وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال مفوض العلاقات الخارجية لتحالف "سيليكا" (ائتلاف سياسي وعسكري مسلم) "إيريك نيريس ماسي" إنّ حركته "ليست جزء من الحكومة، وتبعا لذلك، فهي غير موافقة عليها (على التشكيلة الوزارية الجديدة)، ولذا، فعلى القادة تحمّل مسؤولياتهم".

من جانبه، عبر المنسّق العام لميليشيات "أنتي بالاكا" المسيحية "إدوارد نغايسونا" تحفّظه، مع أنّ التشكيلة الحكومية الجديدة تضم اثنين من الشخصيات التابعة للحركة، مكتفيا بالقول "سأتحدث عن موقفي إثر التشاور مع القاعدة (قاعدة الحركة)".

وفي السياق ذاته، أعرب رئيس المجلس الوطني للشباب في إفريقيا الوسطى (مستقل) "جان فيليكس ريفا" عن تشكيكه في العدد الكبير من الوزراء بالتشكيلة، في خضمّ سياق "تعتمد فيه إفريقيا الوسطى بنسبة 95 % على مساعدات المجتمع الدولي".

كما أبدى "ريفا" تشكيكه في استقلالية أعضاء الحكومة الجديدة، والذين من المفترض أن يكونوا تكنوقراط، مضيفا أنّ بلاده "تنتظر الكثير من هذه التشكيلة لإخراج رأسها من الماء".

وأوضح، في تصريح للأناضول، "لقد انتقدت الحكومة المغادرة لانعدام الكفاءة، وأنا أتساءل ما إن كان بإمكان الفريق الحكومي الجديد إثبات العكس. وفي حال لم يتمكّن من توفير نتائج في غضون 100 يوم، فعلى هذه الحكومة إفساح المجال لأخرى جديدة".

أمّا منسّق "تنسيقية الرؤساء السابقين للاتحاد الوطني لطلبة افريقيا الوسطى" (مستقلة) "دانييل زيوي"، فقد تبنّى موقفا أكثر تفاؤلا، قائلا "هناك شعور بالارتياح مبعثه دخول تكنوقراط إلى الحكومة، أمثال بومنديلي كومبا" (والذي عين وزيرا للمالية).

وفي المقابل، هناك شعور بالضيق في الأوساط الشبابية، بما أنّ وزارة الشباب أوكلت مهامها، منذ بوزيزيه (فرانسوا بوزيزيه رئيس افريقيا الوسطى السابق) وصولا إلى بانزا (الرئيسة الانتقالية الحالية للبلاد كاترين سامبا بانزا)، إلى متمرّدين".

ويقود الفريق الحكومي الجديد المسلم "محمد كمون" وهو ما يعد سابقة في تاريخ أفريقيا الوسطى.وكانت "كاترين سامبا بانزا" قد قامت بتعيين "محمد كمون" خلفا لـ "أندري نزاباياكي" الذي استقال يوم 5 أغسطس/ آب الجاري.