أعلنت الحركة الشعبية المتمردة، التي تخوض حربا ضد الحكومة السودانية منذ أكثر من 3 سنوات في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، عن سيطرة قواتها على معسكرين تابعين للجيش السوداني يقعان غرب وشرق كادوقلي، وذلك بعد 24 ساعة من إعلان وزير الدفاع عبد الرحيم محمد حسين بدء الحملة الثانية لعمليات المرحلة الثانية لما أطلقت عليه حملة «الصيف الحاسم» في مناطق النزاع غرب البلاد، وأكدت الحركة أنها لن تتوانى في الرد على هجوم القوات الحكومية، في وقت قالت فيه مصادر حكومية إن قواتها استعادت المناطق التي سيطرت عليها قوات التمرد.
وقال أرنو لودي، المتحدث الرسمي باسم الحركة الشعبية، لـ«الشرق الأوسط» إن قوات الجيش الشعبي التابعة لحركته دحرت قوات الحكومة التي أرسلتها الخرطوم، وتابع: «لقد بدأوا عملياتهم في جنوب كردفان، ولكن قواتنا تمكنت من دحر قوات وميليشيا النظام حتى معسكر الدلدكو والروصيرص»، مشيرا إلى أن قواته استولت على دبابة ومدافع مضادة للطائرات، وأسلحة وذخائر، إلى جانب تكبيدها خسائر في الأرواح.
وأوضح لودي أن قواته تمكنت في معركة أخرى من طرد القوات الحكومية من منطقة جحر نمر، التي تبعد 7 كلم غرب كادوقلي، واصفا إعلان حملة «الصيف الحاسم» بالفاشلة، وقال إن «دحر قوات المؤتمر الوطني يؤكد بداية فشل مخططات البشير ووزير دفاعه على أرض الواقع»، كما شدد على أن الحكومة تصر على الحل العسكري والأمني لمخاطبة مشاكل السودان، وأن هذه الحلول لن تجلب سوى مزيد من الدمار للبلاد، و«هذه مسؤولية البشير الذي ما زال يواصل حرب الإبادة الجماعية».
وكانت معارك عسكرية قد دارت بين القوات الحكومية ومتمردي الحركة الشعبية عند منطقة «بلنجا» التي تبعد 10 كلم من كادوقلي، وحاول المتمردون السيطرة على الطريق الرابط بين مدينتي (كادوقلي والدلنج) أول من أمس.
من جهة أخرى، قالت مصادر حكومية إن قواتها استعادت معسكر «الدلدكو» من متمردي الحركة الشعبية، أول من أمس، رغم أن الخرطوم لم تعلن في أي وقت أن قوات التمرد سيطرت على الموقع.
وكان وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين قد أعلن أول من أمس، عن بدء الحملة الثانية لعمليات «الصيف الحاسم» في مناطق النزاع في دارفور، جنوب كردفان والنيل الأزرق، ووعد برد عملي لمن سماهم بالمرتزقة والواهمين بحل الجيش والشرطة والأمن، وقال إن قواته ستخضع كل المواقع تحت سيطرتها.
وكان مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني محمد عطا المولى قد قال في كلمة له خلال تخريج دفعتين من قوات الدعم السريع إن القوات النظامية جاهزة للدخول فيما سماه بالملحمة الأخيرة في جنوب كردفان، والنيل الأزرق ودارفور وذلك لإنهاء التمرد من خريطة الوطن.

*نقلا عن الشرق الأوسط