قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفسور ميلاد الحراثي"يتم التداول في الفترة الاخيرة مصطلح المثالثة في إطار أحد المخارج  للازمة الليبية وتسارعت دول كثيرة تشجع وتبارك هذا التوجه وتدعم دبلوماسيا دعوة المثالثه  في الثروة والسلطة والحكم".

وأضاف الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "ليبيا وفخاخ المثالثة والدور الخارجي" إن  "المثالثه كفكرة ومخرج لما يُسمي بالازمة الليبية لم يقدم لها ذلك التأصيل العملي والواقعي وكذلك جوانبها النظرية، واستحقاقاتها   المنتظرة من مشروع المثالثة؟" مردفا "تتزاحم الاسئلة عن مستقبل مشروع المثالثة الليبي الجديد كاطار انتقالي لمستقبل الليبيين وذهبت العديد من الافكار إلى أن مشروع المثالثة الليبي   يعني فيما يعني  توزيع مشكل الصراع  بين الاقاليم الثلاثة ( الغربية والشرقية والجنوبية ) من الوطن الليبي".

وأردف الحراثي "يتفق المراقبون بأن مشروع المثالثة الليبي قد يكون مجدي في حالة تجانس الاقاليم   الثلاثه سكانا وثروة وسلطة وحكم   وظروفا موضوعية ومطلب قاعدي من الساكنة الليبية؟" مضيفا "من أهم اسئلة مشروع المثالثه  (العامل الجغرافي) بمعني بُعد المسافات بين الاقاليم الثلاثة هذا من جانب والجانب الاخر أنه لم يحدثنا تاريخ ليبيا السياسي عن شيء اسمه الاقاليم الليبية مطلقا، ومن الذي استحدثهُ؟ وأهمية البحث عن مصدر هذا المصطلح؟ وكيف تم زجزه في أتون الصراع الليبي،  والتي أدواتهِ محلية ومصدرهُ ومديرهُ  وممولهُ يستوطن خارج ليبيا؟".

وتابع الحراثي "من ضن التساؤلات الأهم هل سيتم تضمين مشروع المثالثة في كل مواثيق العهد الليبي المتأخرة منها الدستور والقوانين والهوية والولاء والانتماء والثروة والسلطة والحكم كحالة دائمة للاوضاع الليبية؟ سؤال سوف يبحث عن العديد من الاسئلة؟".

وأردف الحراثي "المراقبون يتوقعون دخول ليبيا في المزيد من المناكفات حول  مركزية السلطة والثروة والحكم،  وذلك لضباببة إقحام  مصطلح (المثالثة) الغامض الهوية والمصدر والواقعية  لدولة طوال نشأتها دولة مركزية القرار بحكم  وضعها الجغرافي، والادل على ذلك وضعها إبان الاستعمار التركي والاستعمار الايطالي وأخير خلال الحقبتين المنصرمتين كدولة مركزية النشأة".

وأضاف الحراثي "لابد من الفهم أن الدولة الليبية دولة حجمها صغير وثقلها يناسب حجمها وعاملها الجغرافي أخطر من أية عوامل أخرى على وجودها، ولا ضرر لها من تبني أساليب النموذج الفيدرالي ولكن ليس من خلال فخاخ  مشروع (المثالثة)، وليس كمنطلق لانهاء التأزم، فالتأزم في ليبيا ليس بين ابناء الشعب الليبي، ولكنهُ صراع  بين 1 %   من الساكنة الليبية، والذين يتصدرون مشهد الازمة الليبية".

وختم الحراثي بالقول "ليس لنا علاقة بما يجري في بلادنا فقط واجبنا إبعاد شباك الفخاخ عن اجيالها ولكن  أيضاً من الواجب إثارة كل ما قد يطيل معاناة  شعب لم يجد من يحنو علية ".