أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي أن ليبيا لا تحتاج دستور أو إلى حوارات الأزقة والفنادق ولكنها تحتاج إلى قيادة رشيدة وحكيمة.

وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "ليبيا بين المطرقة والسندان" "سوف تدخل الأزمة الليبية عامها العاشر خلال أشهر معدودة، ويظل الانتظار لعدة أشهر أخري لما سوف تتمخض عليه الانتخابات الأمريكية الدولة المسؤولة على ما آلت إليه الأوضاع الليبية من دمار وهلاك للبشر والحجر" مضيفا "سوف يطول الانتظار بسبب تدخلات الدول الأجنبية منذ فترة طويلة في صراعات ما بعد 2011 في ليبيا، وهي نفس الدول التي مارست حروب على ليبيا بالوكالة".

وأردف الحراثي "لكن هذه المرحلة الأخيرة من الحرب الأهلية تشهد وشهدت تدخلات عسكرية مكثفة من قبل تمثل النظام الدولي إلى دول عربية كنا نعتقدها وفيه لالتزاماتها العروبية" مضيفا "كل تلك التدخلات كانت حروب بالوكالة وليس لليبيين لهم ناقة ولا جمل" وتابع "وكل ذلك في انتهاك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة".

وطرح الحراثي تساؤلات منها "لماذا تفشل كل الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بالوكالة في ليبيا؟ وماذا يكشف الصراع الليبي عن الفوضى العالمية اليوم ومستقبل الأعراف والمؤسسات المتعددة الأطراف؟ ذلك النظام الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة".

وتابع الحراثي "صناع القرار الأمريكي يفكرون اليوم كيف ستلعب الإدارة الأمريكية القادمة الدور الذي يمكن لها أن تلعبه، ونسوا أن الولايات المتحدة هي من أشعل الأرض الليبية ناراً وخراباً ودماراً عبر وكلائها في الإقليم" متسائلا "هل فكر الليبيون اليوم كيف يكون مستقبلهم بعد الانتخابات الأمريكية؟ ومن وضع ليبيا وشعبها تحت سطوة الفصل السابع للأمم المتحدة لأكثر من 25 عاماً في حصار لشعب اعزل، ومن استولى على أموالها، ومن قصفها بالأسلحة التجريبية والمشعة والمحرمة دوليا؟ وكيف تكون المسألة الليبية رهينة للانتخابات الأمريكية ونتائجها؟".

وزاد الحراثي "ليبيا لا تحتاج إلى دستور ولا تحتاج إلى حوارات الأزقة والفنادق من أجل نشر غسيل الليبيين في وسائل الأعلام العربية والعالمية تحت مانشيت “خبر عاجل" ولكنها تحتاج إلى قيادة رشيدة وحكيمة وليس حتى بالضرورة أن يتوافق عليها عموم الليبيين".