سلط أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي الضوء على التحول الرقمي في ليبيا وأهميته في إدارة التحول والتنمية والسياسة.

وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "ليبيا....التحول الرقمي وأهميته في إدارة التحول والتنمية والسياسة" "لقد بدأ عصر جديد ينادي بشمولية الحياة العامة للمواطنين من خلال مبادرات عصرية يطلق عليها مبادرات  الشمول الاقتصادي والمالي والاجتماعي  والمعنية بالوصول إلى مختلف الشرائح المجتمعية غير المدمجة  في الحياة وتذهب هذه المبادرات إلى مركزية الاقتصاد الرسمي للدولة وبقية أنظمتها المختلفة القائمة على التقنيات المستحدثة للتكنولوجيا المُرقمننة بما ينعكس على إعادة هيكلة القطاعات العامة للدولة".

وأضاف الحراثي "ومن هنا  لابد للدولة الليبية، ومهما كانت مشاكلها وأزماتها، اليوم  فهي معنية بإدراك الواقع المستجد عالميًا من التحول الرقمي  لقطاعاتها وترك الأساليب القديمة المختلفة للمؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة إلى الوراء" مردفا "لقد خرجت مفاهيم جديدة للأداء في هذا العصر، وبشتي أنواعها حيث أصبح الحافز لتبني التكنولوجيا الرقمية معيارا أساسيا لتعزيز الكفاءة وفاعلية الوظائف الخدمية والانتاجية، والجودة فالعصر الرقمي الحالي سوف يفرض على الجميع والعمال والموظفين  والدول التحول طواعية إلى مجال الخدمات أو إلى مجال الإنتاج، وسوف لن يكون مجال آخر لهم وفي هذا الإطار على بقايا الدولة الليبية أن تنتهز حالة العصر الرقمي وأن تدفع بمبادراتها اسوة ببقية الدول الخرى وذلك باستحداث المجلس الوطني للمدفوعات مثلا  والمجلس الأعلى للتحول الرقمي لكل القطاعات الخدمية والإنتاجية إلى جانب وضع خطة شاملة لنشر الوعي المجتمعي للرقمننه للتحول إلى العصر الرقمي وهذا التوجه لابد له من استحداث استراتيجية ليبية وطنية  للتجارة الالكترونية لتنشيط التجارة الالكترونية في الاقتصاد الليبي".

وزاد الحراثي "نعم الدولة الليبية لا تزال دولة متعثرة سياسيا واقتصاديا، ولكن هذا لا يمنع استباق الزمن والبدء في صياغة الحالة الدائمة للحياة في ليبيا، وليس بالضرورة   عدم إيلاء هذا الجانب التطويري بالرغم من عدم وجود تفكير أو رغبة وطنية لدعم التحول الرقمي للمؤسسات والقطاعات الخدمية، والشركات المختلفة، نظرا لاهميته في التوسع والانتشار للوصول إلى شرائح متعددة من الليبيين".

وتساءل الحراثي "السؤال هل الحالة الليبية والتي تعاني من الانشقاق والتأزم السياسي هي أيضا غير قادرة علي اللحاق بعربة الزمن الرقمي، والتحول الرقمي، والذي لا يحتاج إلى إرادة سياسية بقدر احتياجه إلى وعي بالمسؤولية ولياقة وطنية منتمية إليها؟".