أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي أن المحطة الحالية للمشهد الليبي تتشكل في الغردقه المصرية.

وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "ليبيا والغردقه والتنازلات المؤلمة" "لا يستطيع أحد الجزم معرفة طبيعة الأزمة في ليبيا منذ بدء الأحداث سنة ٢٠١١" مضيفا "من أهم الأسباب غياب النخب والطليعة المُمسكة بخيوط اللعبة السياسية، عن بيئتها التي ‏أفرزتها ديمقراطياً أو قدرياً فالأزمة الليبية هي في صناديق معلبة لا يعرفها عموم الشعب ‏الليبي النازح أو المقيم أو المُهجر".

وأردف الحراثي "عندما نعدد السلطات ومراكز القوة في المشهد ‏الليبي، فهناك سلطات ثلاث في الجزء الشرقي من الوطن (السلطة التنفيذية، والسلطة ‏العسكرية بحكم دورها وطبيعة معاركها، وسلطة كل نائب من نواب مجلس النواب، ‏وسلطة رئيس مجلس النواب وحكمائهِ، وتأتي بعدها طبيعة السلطات أو الكيانات في ‏الجزء الغربي من الوطن) وهي (مجلس الدولة، المجلس الرئاسي، و‏المليشيات، ويضاف إليها سلطات كل من ترهونة ومصراته، والزاوية ومجلس شورتها، ‏وكيانات باطن الجبل، نفوسة)".

وأضاف  "هذه التعددية في مفهوم السلطات وتوزيع القوة واندثار مركزيتها هي المُسبب في الإشكال ‏الليبي الحالي" مردفا "لماذا القول بذلك صعوبة التنازلات المؤلمة التي يمكن أن تتضرر منها ‏إحدى تلك القوى والسلطات والسبب الأخر أن المشهد السياسي المتعثر في الوطن يعاني ‏من أزمة من يحكم من ؟ ولماذا الآخر يحكمني؟ وإذا سيطر الآخر على المشهد كيف ‏يحكمني؟".

وتابع الحراثي "المحطة الحالية للمشهد الليبي تتشكل في الغردقه ذلك المنتجع السياحي فهل لقاء الغردقه العسكري يضع حدا للتشرذم العسكري بين المناطق الليبية لننتظر كلمة الغردقه".