سلط أستاذ العلوم السياسية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي الضوء على الحروب الهجينة والمختلطة. 

وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "الحروب الهجينة  والمختلطة:  نظام دولي بدون توازن للقوى" "تُعرِّف الحروب الهجينة بأنها جهد على المستوى الاستراتيجي لتشكيل الحكم والتوجه الاستراتيجي لدولة مستهدفة، واستخدام مجموعة من الوسائل لتحقيق سياسة الدولة، وتضطلع الحكومة ككل بأنشطة هذه الحرب.وتعتبر الامثلة المعاصرة للحروب الهجينة مثل الأزمة الرئاسية الفنزويلية، والأزمتين السورية، والليبية، وأزمة بيلاروسيا، وحرب اذربدجان وارمنيا مؤخرا، أمثلة   صريحة على الحروب الهجينة وهي حروب ليست مثل الحروب بالوكالة ولكنها أكثر تطورا داخل نظام القوى الكبري المتحكمة في النظام الدولي وتوازنه".

وأضاف الحراثي أنه "في ظل استخدام وتخطيط الحروب الهجينة إن احتمالية نشوب حروب تقليدية ضد أي قوى كبري آخذة في التناقص، والتعويل المتواصل على تحسين قدرات القوى في النظام الدولي  في الحروب  الهجينة والتي تعني أيضا  الحروب المختلطة ".

وأردف الحراثي "في ظل استخدام أساليب الحروب الهجينة أو الحروب المختلطة، فالقوي فيها هو المنتصر في الحروب الهجينة ويفرضُ رؤيتهِ على العالم، وقيمهِ ومصالحهاِ وفهمهِ للتوزيع العادل للموارد على الدولة المستهدفة وكذلك   المنتصر في الحروب المختلطة أو الهجينة يكتسب الحق في تحديد مستقبل الدولة ويستشهد على هذا النوع من الحروب أن أمريكا ومنذ الحرب العالمية الثانية قادت الغرب في حروب مختلطة مستمرة ضد الشرق حتى نهاية الحرب الباردة وأن الشرق كان  في صراع حضاري دفاعي ضد جهود الغرب للسيطرة على العالم".

وزاد الحراثي "يجادل كل من الروس والامريكيون بأن الولايات المتحدة تحاول الاحتفاظ بوضعها أحادي القطبية بأي وسيلة، باستخدام حلف شمال الأطلسي لتعزيز هذه الهيمنة وتقييد  الطرف الروسي ويفسرون العولمة بأنها جهد غربي منسق للسيطرة على العالم منذ عام 1991، إضافة إلى عولمة الاوبئة والجوائح" مبينا أن "حروب الخليج الأولى والثانية  والاوضاع في العراق وليبيا وسوريا واليمن نماذج أمريكية للحروب الهجينة  أو المختلطة  من خلال تطوير وسائل لتمكين الحروب  الهجينة أو المختلطة".

وختم الحراثي بالقول "هذه الامثلة التي شُرحت لمفهوم الحروب الهجينة أو المختلطة سوف تستمر إلى أن يستقر النظام الدولي على  نوع ما من التوازن الدولي بخياراته الأحادية القطبية أو الثنائية القطبية اأو التعددية القطبية وهذا يتطلب ردحاً من الزمن للتحقق ".