سلط أستاذ السياسة الدولية بجامعة بنغازي البروفيسور ميلاد الحراثي الضوء على السياسة الخارجية الأمريكية في المرحلة القادمة.

وقال الحراثي في ورقة تحليلية بعنوان "الاحتمال والاحتمالات في السياسة الخارجية الأمريكية بعد زوال حقبة ترمب؟" "عندما نتحدث عن الشأن الأمريكي ليس من باب التباهي بنموذجه ولكن بسبب طبيعة القوة التي تمتلكها هذه ‏الدولة، وانعكاسات سلوكها السياسي على مختلف دول العالم، فهي قوة امبراطوريه، وعند الحديث عن حقبة ‏ترمب مثلا كان هناك في الأفق انسحاب أميركي تدريجي من العديد من الملفات الدولية، وما انسحابها من ‏منظمة الصحة العالمية إلا مثال علي الانسحاب التدريجي الاميركي من إدارة مستقبل العالم".

وأضاف "اليوم تأتي تصريحات الفائز بالبيت الأبيض جون بايدن ليعلن أهمية عودة أمريكا إلى سياسات الإخلاف ‏والتحالفات، والحفاظ على ركائز النظام العالمي وأدواته للسيطرة عليه مجددا، وإشارته الواضحة إلي أن ‏أمريكا هي من انقضت العالم سنة 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية" مردفا "هذا يؤشر إلى أن هناك عودة أمريكية في الأفق إلى إعادة وتعزيز تحكمها في القرار العالمي، وبأكثر قوة ‏وهيمنة مجددا".

وأردف الحراثي "القادم الجديد إلى البيت يبحث الآن مع خبرائه عن كيفية  إعادة التفكير في الأمن القومي الأمريكي في عالم ‏متغير، من أجل نسج استراتيجية أمريكية  للصمود والهيمنة" مردفا "يرى مستشارو القادم إلى البيت الأبيض انه لماذا تحتاج أمريكا لنهج جديد لمواجهة الأزمات الداخلية، ‏منها ملف الهجرة والاسلاموفوبيا، والعنصرية والخارجية معا؟  ولكن لا نعرف حتى هذه اللحظة ما هي حدود التغيير في السياسة الخارجية الأمريكية بعد أن وصل ‏أكبر كهل من الرؤساء الأمريكيين إلى سدة المطبخ العالمي لإدارة شؤون سياسات تضارب المصالح، وطبيعة ‏استعمال القوة الصلبة؟".

وتابع البروفيسور الحراثي "على سبيل المثال كيف ستؤثر إدارة بايدن على صادرات النفط الإيرانية، ومستقبل الاتفاق النووي معها؟" وتابع "بناء علاقات عربية مع إسرائيل، لقفل ملف القضية الفلسطينية نهائيا؟  وهل سوف يعزز سياسات سابقه وما هي السياسات المتوقعة حيال الصراع التركي اليوناني والوجود التركي في كل من سوريا وليبيا ‏تحديدا، وكيف سوف تواجه التمدد الصيني عبر مشاريعه لطريق الحرير، وكيف تكون طبيعة الصراع في ‏الزمن الكورونى؟".

وأشار الحراثي إلى "أن تداعيات العصر الكوروني سوف تشكل قيودا إضافية إلى بقية قيود السياسة الدولية لا ‏محالة، عندها يستطيع المراقب أن يستشرف سلوك البيت الأبيض من خلال القادم اليه".